قال يوسف أبو كويك، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من غزة، إن القطاع شهد خلال الساعات الماضية حالة من الترقب والحذر، بعد الإعلان عن قرب الإفراج عن المحتجز الإسرائيلي "عيدان ألكسندر"، في ظل تحركات وتصريحات متسارعة من حركة "حماس"، حيث نزل عشرات الفلسطينيين إلى الشوارع مساء أمس الأحد، وسط آمال بأن تكون هذه الخطوة مقدمة لهدنة دائمة وفتح المعابر، خصوصًا في ظل الحديث عن إمكانية التوصل إلى تفاهمات أوسع تشمل إدخال مساعدات إنسانية ووقف الحرب.
وأضاف "أبو كويك" خلال رسالة على الهواء، اليوم الاثنين، أنه رغم تداول وسائل إعلام عبرية أنباءً عن دخول شاحنات مساعدات إلى القطاع، إلا أن الواقع على الأرض يروي غير ذلك، موضحًا أن الشاحنات شوهدت وهي تنتقل بين المخازن داخل القطاع، دون أن تمر من معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
وأكد أن حركة حماس قررت الإفراج عن "عيدان" اليوم، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، في حين أشارت تقارير عبرية إلى احتمالية نقله إلى قاعدة "رعيم" جنوب القطاع أو الإفراج عنه من شمال غزة.
وتابع: "المشهد حتى اللحظة يفتقر لأي تحركات تدل على موقع الإفراج، خاصة مع غياب سيارات الصليب الأحمر، التي عادة ما تشير إلى نقطة تسليم الأسرىط".
عدد المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية يبلغ 58، وفق التقديرات الإسرائيلية، التي تقول إن 21 منهم على قيد الحياة، بينما لم تُعلق "حماس" رسميًا، واكتفت بنشر مقطع مصور لأحد المحتجزين، ما يُعد تلميحًا بأن الحركة وحدها تمتلك المعلومة الدقيقة حول عدد الأحياء.
وكشف مراسل "القاهرة الإخبارية" أن المؤكد حتى الآن هو أن الإفراج عن "عيدان" سيتم دون صفقة تبادل أو اتفاق لوقف إطلاق النار، ما يراه البعض "بادرة حُسن نية" من "حماس" تحت ضغط الوساطة الأمريكية لفرض تنازلات على الجانب الإسرائيلي.
من جانبها، كشفت دانا أبو شمسية مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، عن حالة من التخبط واللغط في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن توقيت تنفيذ عملية تسلم المحتجز الإسرائيلي عيدان ألكسندر، مشيرة إلى أن الروايات الإعلامية تتضارب حول الموعد الدقيق، وسط تأكيدات بأن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل في تجهيز ممر آمن لتمريره وتسليمه إلى الجهات المعنية.
وأوضحت "أبو شمسية" ، أن مصادر إسرائيلية تؤكد أن هذا الإجراء لن يترافق مع وقف لإطلاق النار، حتى ولو كان مؤقتًا، إذ تعتبر إسرائيل نفسها غير ملزمة بوقف العمليات العسكرية خلال عملية التسلم، ما يعكس تعقيد المشهد الأمني والميداني.
وقالت مراسلة "القاهرة الإخبارية" إنه في الوقت ذاته، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن جيش الاحتلال تلقى تعليمات مباشرة من القيادة السياسية بالإسراع في الترتيبات الخاصة بتهيئة الممر الآمن، وفقًا لبروتوكولات سبق اتباعها في حالات الإفراج عن محتجزين.
وأشارت إلى أن البروتوكول المعتاد يشمل تسليم المحتجز في البداية إلى ممثلي الصليب الأحمر، والذي يتولى نقله بدوره إلى الجيش الإسرائيلي، ومن ثم إلى نقطة عسكرية في منطقة غلاف غزة، حيث يخضع لفحوصات طبية أولية، وفي حال الحاجة يتم نقله إلى مستشفيات إسرائيلية عبر طائرة مروحية، كما جرى في مرات سابقة.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الاستعدادات لاستقبال المحتجز الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر اكتملت، ويجري التنسيق مع الصليب الأحمر لتسلمه.