ثمة تحركات بدأت نحو وضع نهاية للحرب في أوكرانيا، إذ أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استعداده للاجتماع مع الجانب الروسي، في موافقة ضمنية على الاقتراح الذي طرحه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق من اليوم الأحد، بإجراء محادثات مباشرة مع الجانب الأوكراني، في محاولة للقضاء على الأسباب الجذرية للصراع، ولتحقيق استعادة السلام الدائم وطويل الأمد.
وقال "بوتين" إن "روسيا تقترح إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول، الخميس المقبل، في محاولة للقضاء على الأسباب الجذرية للصراع، ولتحقيق استعادة السلام الدائم وطويل الأمد".
وأضاف: "لم تكن روسيا هي من أوقفت المفاوضات عام 2022، بل كييف.. ومع ذلك، نقترح أن تستأنف كييف المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة".
وتابع بوتين: "نعرض على سلطات كييف استئناف المفاوضات اعتبارًا من الخميس في إسطنبول.. اقتراحنا -كما يقولون- مطروح على الطاولة، والقرار الآن بيد السلطات الأوكرانية".
وأعلن "الكرملين" أن مقترح بوتين بشأن المفاوضات مع كييف جاد، ويؤكد نيته الحقيقية لإيجاد حل سلمي للحرب الروسية الأوكرانية، وقال مساعد الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، اليوم، إن محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا ستأخذ في الاعتبار الوضع على الأرض، وكذلك مفاوضات عام 2022، حسبما ذكرت وكالة "إنترفاكس".
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن اقتراح بوتين بإجراء مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا ردًّا على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا الذي دعت إليه كييف وحلفاؤها الأوروبيون، "خطوة أولى لكنها غير كافية".
فيما قال الرئيس الأوكراني، اليوم الأحد، إن بدء روسيا بالتفكير في إنهاء الحرب علامة إيجابية، لكن الخطوة الأولى حقًا نحو تحقيق ذلك هي بدء وقف إطلاق النار في 12 مايو .
وأضاف "زيلينسكي"، عبر منصة إكس: "بدء الروس أخيرًا بالتفكير في إنهاء الحرب هو علامة إيجابية، والخطوة الأولى لإنهاء أي حرب حقًا هي وقف إطلاق النار".
تابع: "لا جدوى من استمرار القتل ولو ليوم واحد. نتوقع من روسيا تأكيد وقف إطلاق نار -بشكل كامل ودائم وموثوق- ابتداء من الغد 12 مايو".
وطالب زعماء الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، أمس السبت، موسكو بتنفيذ وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يومًا في أوكرانيا اعتبارًا من 12 مايو.
وفي حالة فشل الكرملين في الامتثال، قال الزعماء إنهم سيشددون العقوبات ضد قطاعي البنوك والطاقة في روسيا، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وخلال قمة القادة الأوروبيين في كييف، أمس، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بأن الاتحاد الأوروبي سيضاعف عدد السفن المدرجة على القائمة السوداء لنقلها النفط الروسي.
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن حلفاء كييف الأوروبيون هددوا بفرض عقوبات جديدة على روسيا، بما في ذلك تجميد دائم لخط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا بألمانيا، إذا لم يوافق الكرملين على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا بأوكرانيا، والذي أعلنه الرئيس الأمريكي.
وفي كييف، قال ممثلو "تحالف الراغبين"، الذي يضم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، إلى جانب زيلينسكي، إن روسيا يجب أن توقف جميع الهجمات البرية والبحرية والجوية اعتبارًا من غدٍ الاثنين.
وأعاد المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا كيث كيلوج، نشر صورة للقادة الخمسة خلال اتصال هاتفي مع ترامب، أمس السبت، قائلًا إن وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا سيطلق عملية إنهاء أكبر وأطول حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ووصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، مطالب أوروبا بأنها "متناقضة" و"تصادمية"، مضيفًا -في تصريحات للصحفيين، أمس- أن "الرئيس بوتين منفتح على الحوار مع أي قائد طالما كان القادة أنفسهم مستعدين".
كما صرح بيسكوف لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، بأن روسيا لن توافق على وقف إطلاق النار، إلا بعد أن يتوقف الغرب عن إمداد أوكرانيا بالأسلحة.
وحسب "واشنطن بوست"، كان مفتاح إعلان القادة الغربيين في كييف، هو دعم الولايات المتحدة لموقفهم، وقالوا إن الولايات المتحدة وافقت أيضًا على تشديد العقوبات على قطاعي البنوك والطاقة الروسيين، ومواصلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وعدم رفع العقوبات حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام.
ونشر وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، صورة على مواقع التواصل الاجتماعي للقادة الخمسة، وهم يجرون مكالمة هاتفية مع ترامب من القصر الرئاسي في كييف، أمس، قبل التحدث إلى الصحفيين، ووصف الدعوة بأنها "مثمرة"، مضيفًا أنه إذا امتثلت روسيا، فإن "وقف إطلاق نار دائم وتدابير بناء ثقة يمكن أن تمهد الطريق لمفاوضات السلام".
وشهد موقف البيت الأبيض من روسيا تغيرًا خلال الأسبوع الماضي، وصرح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، بأن الكرملين يطالب "بأكثر من اللازم"، وأن الولايات المتحدة ستنسحب من المحادثات إذا لم تبدِ روسيا استعدادًا للسلام.
واقترحت إدارة ترامب وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا في مارس، في محاولة لإفساح المجال لمحادثات مفصلة تأمل أن تنهي الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، ووافقت أوكرانيا، لكن روسيا أصرت على العديد من الشروط التي يجب الوفاء بها أولًا.
وصرح زيلينسكي، أمس السبت، بأنه يتوقع أن تنتهك روسيا وقف إطلاق النار، لكنه أضاف أن وقف الأعمال العدائية سيحدث في النهاية، وقال إنها "مسألة وقت فقط".
وأضاف أنه ممتن للولايات المتحدة لاستمرار المساعدات العسكرية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والعقوبات ضد روسيا، وأنه يعتمد على الولايات المتحدة لفرض المزيد من العقوبات عليها، إذا لم تمتثل.
وبشكل منفصل عن إعلان السبت، رفض زيلينسكي اقتراحًا من كيلوج بشأن منطقة منزوعة السلاح بطول 30 كيلومترًا في أوكرانيا يسيطر عليها كلا الجانبين.
والأربعاء الماضي، قال كيلوج إن أوكرانيا قبلت الاقتراح، وأنه سيطلب من كلا الجانبين الانسحاب لمسافة 15 كيلومترًا، لكن زيلينسكي قال إن الفكرة سيئة التصور، وضرب مثالًا بمنطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، حيث يفصل نهر عرضه أقل من كيلومتر واحد بين القوات الروسية والأوكرانية، وقال زيلينسكي إن الانسحاب يعني التخلي عن السيطرة على المدينة.