بدأ الآلاف من عمال خدمة الإسعاف الطبي في بريطانيا، اليوم الإثنين، إضرابًا عن العمل، بسبب الخلاف المستمر حول الأجور المتدنية أمام نفقات المعيشة ومعدلات التضخم المرتفعة.
وفق ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، انضم للإضراب الآلاف من أعضاء النقابات العمالية "يونايت" و"يوني صن" و"جي إم بي"، في جميع أنحاء إنجلترا وويلز، داعين الجمهور إلى إظهار التضامن معهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن أكثر من 15 ألفًا من عمال الإسعاف في نقابة "يوني صن" انضموا للإضراب مع عمال قطاع الصحة في بريطانيا، للمرة الثالثة في خمسة أسابيع.
وتبنت أيضًا نقابة "جي إم بي" النهج ذاته، ويستعد الأعضاء لوقف تقديم خدمة الإسعاف اليوم. وفي وقت سابق، قالت راشيل هاريسون، السكرتيرة الوطنية لنقابة "جي إم بي"، إن العاملين في خدمة الإسعاف غاضبون"، وأضافت في بيان الأسبوع الماضي: "رسالتنا إلى الحكومة واضحة، لم نعد نحتمل".
موعد أكبر إضراب بقطاع الصحة
وفي غضون ذلك، أعلنت العديد من النقابات، بما في ذلك سائقو القطارات وموظفو الرعاية الصحية، الأسبوع الماضي عن موجة جديدة من الإضرابات في فبراير ومارس.
ومن المقرر أن ينظم أكبر إضراب في تاريخ هيئة الخدمات الصحية الوطنية في السادس من فبراير المقبل، حيث يشارك عمال الإسعاف والممرضات في إضراب مشترك.
اتهامات بخصخصة القطاع الصحي
من جهته، قال شارون جراهام، الأمين العام لنقابة "يونايت" إن الحكومة البريطانية برئاسة ريشي سوناك، ترفض التفاوض على تسوية نزاع أجور دائرة الخدمات الصحية الوطنية؛ لأنها "تتطلع إلى خصخصة" هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وتتواصل الإضرابات العمالية في بريطانيا مع رفض الحكومة لرفع الأجور، في حين أظهرت بيانات حكومية حديثة، بلوغ اعتماد البريطانيين على الإعانات والمنافع التي تمنحها الدولة أعلى مستوياته على الإطلاق.
ونشرت وكالة أنباء "بي إيه ميديا" البريطانية، اليوم الإثنين، دراسة توصلت إلى أن أكثر من نصف الأسر البريطانية تحصل من الحكومة على إعانات أكثر مما يدفعونه كضرائب.
36 مليونًا حصلوا على إعانات حكومية
وأظهر تحليل صادر عن معهد "سيفيتاس" لبيانات مكتب الإحصاء الوطني خلال عامي 2020 و2021 رقمًا قياسيًا بنسبة 54.2% من الأفراد -نحو 36 مليون شخص- يعيشون حاليًا ضمن أسر حصلت على قدر من الإعانات أكبر من حجم الضرائب التي ساهموا في دفعها، وتشمل الإعانات خدمات غير نقدية مثل خدمات هيئة الصحة الوطنية والتعليم.
ويقول معدا التحليل تيم نوكس ودانييل ليلي، إن "نسبة الاعتماد الصافي على الإعانات كانت الأعلى على الإطلاق.. وشهد حجم الإعانات التي حصل عليها المستفيدون تراجعًا مُطَّرِدًا منذ عام 2011، حيث تراجع من 52.5% ليصل إلى 47.5% خلال عامي 2019 و2020، إلا إنه زاد خلال فترة تفشي جائحة فيروس كورونا، نتيجة لزيادة المساعدات.