كشف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، كيف ساعدت علاقته الخاصة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأمين صفقة تجارية تاريخية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وفي مقابلة مع صحيفة "ذا إندبندنت"، حكى "ستارمر" كيف أن صداقته لترامب أدت إلى فوزه، ما يثبت خطأ المنتقدين بشأن نهجه في التعامل مع "خصم صعب"، حسب تعبير الصحيفة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني إن "الكبار" وضعوا خلافاتهم السياسية الضخمة جانبًا للتوصل إلى اتفاق، وأوضح كيف أن مكالمة هاتفية في اللحظة الأخيرة مع ترامب ليلة الأربعاء الماضي نجحت أخيرًا في تأمين اتفاق بعد أسابيع من المفاوضات بين الجانبين.
وفي اليوم التالي، عُقِدَ مؤتمر صحفي مشترك، حيث كان الزعيمان يتحدثان بالاسم الأول، ما أعطى انطباعًا بأن العلاقة بين رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي هي الأكثر دفئًا منذ مارجريت تاتشر ورونالد ريجان في ثمانينيات القرن العشرين.
المضي قدمًا
حسب الصحيفة، تمثل العلاقة بين ستارمر وترامب تحولًا غير عادي بالنسبة لزعيم حزب العمال، الذي أشار وزير خارجيته ديفيد لامي ذات مرة إلى الرئيس الأمريكي باعتباره "شخصية معادية للمرأة ومتعاطفة مع النازيين الجدد".
وقال رئيس الوزراء: "كما يقول (ترامب) ونحن نناقش هذا الأمر، فنحن نأتي من خلفيات سياسية مختلفة، لكننا نتفق بصدق، ونتفق ونتحدث كثيرًا".
وفي تعليق لاذع حول إخفاقات أسلافه من المحافظين في تأمين صفقة تجارية، قال ستارمر: "لدينا زعيمان قادران على المضي قدمًا، وكما قال (ترامب) أمس، تحدث كثير من الناس عن إبرام صفقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وكان دونالد ترامب وكير ستارمر هما من فعلا ذلك".
ووفق ما روى رئيس الوزراء البريطاني، كان من بين المهام التي تم إنجازها تلقي مكالمة من الرئيس قبل نهاية الشوط الأول في مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عندما كان فريق أرسنال -المفضل لدى ستارمر- متأخرًا بهدف نظيف أمام باريس سان جيرمان.
علاقات بنّاءة وإيجابية
بينما دعا النقاد في لندن رئيس الوزراء إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه ترامب، مشيرين إلى النجاح السياسي الذي حققه مارك كارني في كندا، لكن ستارمر كان واضحًا في أن لديه طريقته الخاصة في التعامل مع الأمور.
قال: "أنا من الأشخاص الذين يسعون لبناء علاقات بناءة وإيجابية مع الناس. لا أؤمن بإغلاق الأبواب بقوة أو بممارسة السياسة بهذه الطريقة. بالنسبة لي، السياسة هي إيصال الرسالة، وقد بنينا علاقة جيدة".
وأضاف: "منذ المرة الأولى التي التقينا فيها في نيويورك عندما كان في الحملة الانتخابية وتناولنا العشاء معًا -عشاء خاص بناءً على طلبه- من هناك، تواصلنا وبنينا على ذلك في البيت الأبيض، ثم تحدثنا عدة مرات".
وبينما وصف النقاد ترامب بالطفولي، كان ستارمر له رأي مختلف تمامًا، وقال: "أعتقد أن هذا يُظهر أن السياسيين الراشدين قادرون على بناء قضية مشتركة دون أن ينحرفوا عن مسارهم بسبب العقائد والأيديولوجيات".
كما واصل رئيس الوزراء البريطاني الدفاع عن ترامب بشأن تعامله مع حرب أوكرانيا، وهو الموقف الذي أثار قلق العديد من الحلفاء الغربيين وأثار قدرًا هائلاً من الانتقادات.
وقال: "إنه (ترامب) عملي، وواضح تمامًا بشأن ما يسعى لتحقيقه. على سبيل المثال، إذا أخذنا أوكرانيا مثالًا، فهو يدرك ما يسعى لتحقيقه، وهو وقف إطلاق النار، وقد اقتربنا كثيرًا من تحقيق ذلك من خلال الرسالة التي وجّهها خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حول وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا وتبعاته".