غادر أعضاء الوفدين الصيني والأمريكي مكان انعقاد المفاوضات التجارية في جنيف اليوم السبت، كل على حدة، وسط حالة من الترقب بشأن استمرار المحادثات التي تهدف إلى نزع فتيل حرب تجارية متصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، بحسب ما ذكره شاهدان لوكالة "رويترز".
يأتي ذلك بعد أن أجرى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، خه لي فنج، محادثات مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في جنيف، في خطوة أولى نحو محاولة احتواء التوترات التجارية التي أحدثت بالفعل اضطرابات واسعة النطاق في الاقتصاد العالمي، وذلك حسبما أفادت به وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ومصدران مطلعان لوكالة "رويترز".
واجتمع "بيسنت" والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، مع المسؤول الصيني الرفيع في جنيف، بعد أسابيع من تصاعد التوتر بشكل ملحوظ، تجلى في فرض زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية المتبادلة على الواردات بين البلدين، والتي تجاوزت في بعض الحالات نسبة 100%.
وأدى هذا النزاع التجاري المتفاقم، بالإضافة إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشهر الماضي بفرض رسوم جمركية على عشرات الدول الأخرى، إلى اضطراب كبير في سلاسل التوريد العالمية، وزعزعة استقرار الأسواق المالية، وتأجيج المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي حاد.
وأمس الجمعة، صرح "ترامب" بأن فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على السلع الصينية "يبدو قرارًا صائبًا"، مقترحًا للمرة الأولى بديلاً محدد النسبة للرسوم الجمركية الحالية البالغة 145 بالمئة على بعض السلع الصينية.
ولم يتم الكشف رسميًا عن مكان انعقاد المحادثات، إلا أن شاهدًا عيان ذكر أنه رأى أكثر من 12 سيارة شرطة متمركزة أمام مقر إقامة خاص في إحدى ضواحي جنيف.
وفي وقت لاحق، شُوهدت سيارات "مرسيدس فان" ذات نوافذ داكنة وهي تغادر فندقًا يقيم فيه الوفد الصيني المطل على بحيرة جنيف.
وقُبيل ذلك، شُوهد وفد أمريكي يضم أكثر من 12 مسؤولًا، من بينهم بيسنت وجرير، أثناء مغادرتهم الفندق الذي يقيمون فيه، وامتنع الوزير الأمريكي عن الإدلاء بأي تصريحات للصحفيين.
يبقى مصير استمرار هذه المفاوضات غير واضح حتى الآن، وسط ترقب دولي حذر لنتائج هذه المحادثات الأولية وتأثيرها المحتمل على مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والاقتصاد العالمي ككل.