قبل أيام من انطلاق فعاليات الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي، أطلق العاملون بالمهرجان وعدد من المهرجانات الفرنسية الأخرى نداءً جديدًا يدعو إلى التحرك الجماعي، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الظروف الهشة وغير العادلة" التي يعملون فيها، وللمطالبة بحقوقهم في التأمين ضد البطالة والتقاعد.
وجاء في بيان صادر عن مجموعة Sous Les Écrans La Dèche "تحت الشاشات، البؤس"، وهي مجموعة من العاملين المؤقتين في المهرجانات السينمائية، أن جهودهم التي استمرت طوال العام للحصول على عقود عمل تتيح لهم الاستفادة من نظام "العاملين المتقطعين" لم تكلل بالنجاح، بعد أن توقفت الإجراءات الإدارية بشكل مفاجئ في اللحظات الأخيرة.
مطالب متجددة وظروف قاسية
يطالب العاملون بإدراجهم ضمن نظام Intermittence de Spectacle، وهو نظام دعم حكومي فرنسي خاص بالعاملين في القطاعات الثقافية والفنية بعقود قصيرة الأجل، ويمنحهم تعويضات بطالة خلال الفترات الفاصلة بين المشروعات، إلا أن العاملين في المهرجانات -رغم الطبيعة الموسمية لعملهم- يُستثنون من هذا النظام بسبب ثغرات قانونية، ما يضطرهم للقبول بعقود مؤقتة دون أي امتيازات.
وبحسب البيان الذي نشرته صحيفة deadline، فإن الاتفاق الأولي مع نقابات كبرى ومع إدارة المهرجانات التي تمثلها FICAM، تم توقيعه في ديسمبر 2024 بعد 6 أشهر من المفاوضات، ونشر الاتفاق رسميًا في السجل التشريعي الفرنسي يوم 5 أبريل 2025، على أن يتم تفعيله بالكامل بمجرد تحديث اللائحة الرابعة الملحقة بقوانين التأمين ضد البطالة، لكن هذا التحديث تعثر في آخر لحظة خلال اجتماع مع وكالة UNEDIC الحكومية يوم 23 أبريل.
دعوة مفتوحة للاحتجاج
وقالت المجموعة في بيانها: "بعد عام من الجهود المكثفة، نشعر بالذهول والغضب.. كثير منّا عاش على دخل ضئيل، يقتطع من رواتب هشة وتعويضات محدودة، على أمل أن يتم حل هذه الأزمة قريبًا".
وتساءلت: "إذا لم يتمكن العاملون في المهرجانات من كسب لقمة عيشهم بكرامة، فكيف ستستمر هذه المهرجانات؟".
ويضم تحالف Sous Les Écrans La Dèche نحو 300 من العاملين في مهرجانات سينمائية بمختلف أنحاء فرنسا، بينهم موظفون في الاختيار الرسمي لمهرجان كان، وسوق الأفلام، وأقسام أسبوع النقاد وأسبوع المخرجين.
دعم من شخصيات بارزة
وكانت المخرجة الفرنسية جوستين ترييه، الحاصلة على السعفة الذهبية في 2023 عن فيلم Anatomy of a Fall، ارتدت الشارة الحمراء الخاصة بالمجموعة على السجادة الحمراء، كما دعمت المخرجة الهندية بايال كاباديا الحركة نفسها العام الماضي عند عرض فيلمها All We Imagine As Light.
ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع استعدادات مهرجان كان، ما قد يزيد من زخم الحملة ويحرج الجهات الرسمية، في حال قرر المحتجون تنفيذ مظاهرات أو فعاليات ميدانية جديدة.