بخطى واثقة وصوت هادئ، اعتلى البابا الجديد ليو الرابع عشر، شرفة الفاتيكان، ليخاطب العالم لأول مرة عقب انتخابه، لم تكن كلماته الأولى تقليدية، بل جاءت بسيطة وعميقة في آن واحد "السلام عليكم جميعًا"، فهي عبارة قصيرة لكنها دوت كرسالة إنسانية عابرة للديانات والثقافات.
وفي ظهوره الأول، لم يتحدث ليو الرابع عشر عن لاهوت معقد أو تقاليد الفاتيكان، بل توجه مباشرة إلى لبّ الحاجة الإنسانية اليوم "السلام"، معلنًا بصراحة أن العدالة ستكون بوصلته، والسلام هدفه، في عالم تتكاثر فيه الصراعات وتتشظى فيه القلوب.
وأعلن الفاتيكان، اليوم، اختيار الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست، بابا جديدًا لقيادة الكنيسة الكاثوليكية خلفًا للبابا الراحل فرنسيس، وسيحمل اسم "ليو الرابع عشر".
ويصبح البابا ليو الرابع عشر، أول أمريكي يتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، إذ اختار البابا الجديد الاسم البابوي "ليو الرابع عشر"، تكريمًا للبابا ليو الثالث عشر، المعروف بإصلاحاته الاجتماعية ودعمه للعمال في القرن التاسع عشر.
ولد روبرت بريفوست في شيكاغو، وعُرف بتفانيه في العمل الرعوي وخبرته في الشؤون الكنسية، حيث شغل مناصب قيادية في الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية.
ويُتوقع أن يواصل البابا ليو الرابع عشر نهج سلفه في تعزيز الحوار بين الأديان والانفتاح على القضايا الاجتماعية والبيئية.
وتصاعد دخان أبيض من مدخنة كنيسة سيستينا بالفاتيكان، في إشارة إلى اتفاق المجمع الانتخابي على اختيار بابا جديد، خلفًا للراحل البابا فرنسيس، خلال جولة التصويت التي أُجريت مساء اليوم الخميس.
وعمّت الاحتفالات بالفاتيكان بعد نجاح الكرادلة في انتخاب بابا جديد، حيث تجمع الآلاف في ساحة القديس بطرس، كما دقت أجراس كاتدرائية القديس بطرس الكبرى، بعد أن انتخب الكرادلة البابا رقم 267 لقيادة الكنيسة الكاثوليكية في اليوم الثاني من اجتماعهم.
يأتي انتخاب البابا الجديد بعد وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل 2025، إثر معاناته من التهاب رئوي مزدوج في وقت سابق من العام. وذكر الفاتيكان أن سبب الوفاة الرسمي كان السكتة الدماغية وتوقف القلب. وكان البابا فرنسيس قد تولى منصب البابا منذ مارس 2013.