الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم الضغط الأمريكي.. منظمات الإغاثة تنسف خطط إسرائيل بشأن مساعدات غزة

  • مشاركة :
post-title
توزيع المساعدات في قطاع غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

رغم تزايد الضغوط الأمريكية عليها للقبول بالخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، شددت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية على رفضها لهذا الطرح، الذي وصفته بأنه "يتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية" وينتهك القانون الدولي.

كشفت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمارس ضغوطًا متزايدة على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة؛ للمشاركة في خطة إسرائيلية جديدة لاستئناف توزيع كميات محدودة من المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وذلك رغم رفض الأمم المتحدة وغالبية المنظمات الإنسانية المشاركة في البرنامج.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلًا عن مصادر مطلعة، إن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط، التقى مع أعضاء مجلس الأمن الدولي في مقر البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، لمناقشة الخطة.

وفي تصريح للصحفيين، قال "ترامب": "سكان غزة يتضورون جوعًا وسنساعدهم في الحصول على بعض الطعام"، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك إعلان رئيسي بشأن غزة "على الأرجح خلال الـ 24 ساعة المقبلة".

وفي تطور آخر، نقلت "واشنطن بوست"، عن مصادر مطلعة، أن مجموعة من منظمات الإغاثة الأوروبية دُعيت إلى اجتماع مع مسؤولين أمريكيين في جنيف بسويسرا، اليوم، لبحث المشاركة في توزيع المساعدات بغزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية عقدت سلسلة من الاجتماعات مع منظمات إغاثة كانت تعمل في غزة خلال الأيام الماضية، في محاولة لإقناعها بالانضمام إلى الجهود المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا.

وتزامنت هذه التحركات مع إعلان ترامب أنه يعتزم السفر إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة الأسبوع المقبل، في إطار جهوده لتحقيق وعده الانتخابي بإنهاء أزمة غزة بسرعة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى الموقف الحاسم من منظمات الإغاثة العاملة في المنطقة، ونقلت عن مسؤولين فيها رفضهم القاطع للمشاركة في الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بقطاع غزة.

المبادئ الإنسانية

وأعلنت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" (WCK)، التي يترأسها الشيف المشهور عالميًا خوسيه أندريس، أمس، أنها "لم تعد تملك الإمدادات اللازمة لطهي الوجبات وخَبز الخُبز في غزة".

وقالت المنظمة إن شاحناتها المحملة بالطعام ووقود الطهي كانت جاهزة على حدود غزة منذ أوائل شهر مارس، مؤكدة أنه لا يمكن أن يستمر عملها الحيوي دون إذن من إسرائيل لدخول هذه المساعدات.

من جانبها، قالت إيرين جور، الرئيسة التنفيذية للمنظمة، في مقابلة مع واشنطن بوست: "انضممنا إلى الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى في رفض المشاركة في الخطة الإسرائيلية.. إنها تتعارض مع مبادئنا الإنسانية، ولا تسمح لنا بالإطعام بكرامة".

وأكد مسؤول آخر رفيع في المنظمة أن هذا الموقف تم إبلاغه لإدارة ترامب خلال اجتماعات مع وزارة الخارجية الأمريكية.

منظمة المطبخ العالمي في غزة - أرشيفية
قيود إسرائيلية وواجهة مجهولة

وفرضت إسرائيل حصارًا على غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس الماضي، ولم يُسمح بدخول أي طعام أو إمدادات أخرى إلى القطاع لمدة شهرين.

وبموجب خطتها المُصاغة حديثًا، ستسمح بدخول كمية محدودة من الإمدادات بعد فحصها وسيتم نقلها عبر ممرات محددة إلى مراكز توزيع أنشأتها إسرائيل.

وستتم حراسة كل من الممرات والمراكز من قبل متعاقدي أمن أمريكيين من القطاع الخاص، فيما صممت المبادرة للاعتماد على الأمم المتحدة، وخاصة برنامج الأغذية العالمي، والمنظمات غير الحكومية الإنسانية لتوزيع الغذاء على الفلسطينيين الذين تتم الموافقة عليهم من قبل إسرائيل.

سيتم إدارة البرنامج من قبل منظمة تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة غير ربحية مسجلة حديثًا في سويسرا تم إنشاؤها من قبل حكومات وكيانات لم يتم تسميتها.

وأصدرت المؤسسة بيانًا أمس الأربعاء جاء فيه: "تم إنشاء المؤسسة لاستعادة شريان الحياة الحيوي من خلال نموذج مستقل وخاضع للتدقيق الصارم يوصل المساعدات مباشرة -وفقط- إلى المحتاجين". 

وتهدف المؤسسة إلى إنشاء أربعة "مواقع توزيع آمنة"، كل منها سيخدم 300,000 شخص، بما يضمن الوصول إلى "1.2 مليون فلسطيني في المرحلة الأولى".

تضارب واضح

منظمات الإغاثة ومصادر مطلعة على الخطط الإسرائيلية قالت إن النطاق والشروط الموصوفة بعيدة كل البعد عما تم إبلاغهم به عن المراحل الأولية من الخطة، والتي ستفحص المشاركين وتطعم أقل من 200,000 شخص.

وسيخدم توزيع المساعدات جنوب غزة فقط، إذ تخطط إستراتيجية عسكرية إسرائيلية جديدة لنقل معظم سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.

وقال أحد المطلعين على الخطط الإسرائيلية: "إنها ليست تجربة.. هناك سينتهي المطاف بالسكان".

الأمم المتحدة ترفض

ووفقًا لما نشرته صحيفة "جيروساليم بوست" العبرية، نقلًا عن دبلوماسيين، فإن تل أبيب وواشنطن تسعيان بشكل حثيث لإقناع الأمم المتحدة بالمشاركة في خطة إسرائيل لتوزيع المساعدات في غزة.

وأوضحت الصحيفة أن هذه المساعي تواجه رفضًا قاطعًا من الأمم المتحدة، ونقلت عن مسؤول في المنظمة الدولية: "لن نشارك في خطة إسرائيل لتوزيع المساعدات بغزة".

ومن جهته، أصدر مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ورقة إحاطة رسمية، أكد فيها أن المنظمة الدولية قررت "بعد دراسة متأنية واستشارات وتحليل" عدم المشاركة في هذه الآلية المقترحة.

وأثار هذا الموقف ردة فعل حادة من إسرائيل، وصرح داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة للصحفيين قائلًا: "بدلًا من إجراء حوار معنا أو محاولة فهم ماهية المقترح.. قررت الأمم المتحدة إصدار بيان بأنها لن تشارك".

وعند سؤاله عن الضغط الأمريكي للانضمام إلى البرنامج الإسرائيلي، أشار متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي -الذي لا تزال الولايات المتحدة مانحًا رئيسيًا، على الرغم من التخفيضات الأخيرة من قبل إدارة ترامب- إلى بيانات الأمم المتحدة التي ترفض المبادرة.

وقال مسؤول في وكالة مساعدات أوروبية لـ"واشنطن بوست": "أعتقد أن برنامج الأغذية العالمي يمر بأسوأ وقت ممكن، فكل تمويلهم الأمريكي على مستوى العالم معرض للخطر".