الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوروبا تفتح أبوابها لاستقطاب العقول العلمية الهاربة من سياسات "ترامب"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت وسائل إعلام أن فرنسا والاتحاد الأوروبي يستعدان لإطلاق حزمة من الحوافز والضمانات لتشجيع العلماء المقيمين في الولايات المتحدة للانتقال إلى أوروبا، في ظل المخاوف المتزايدة من تأثير سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الحريات الأكاديمية والبحث العلمي في أمريكا.

جذب المواهب العلمية

وسيلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خطابين مهمين في جامعة السوربون بباريس، بحضور قادة الجامعات الأوروبية والباحثين، لإعلان هذه المبادرة الطموحة تحت عنوان "اختر أوروبا للعلوم" (Choose Europe for science)، وفقًا لما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وأوضح مكتب الرئيس الفرنسي أن هذه الخطوة تأتي "في وقت تواجه فيه الحريات الأكاديمية عددًا من التهديدات"، مؤكدًا أن أوروبا "قارة جاذبة" للمواهب العلمية.

وأضاف مسؤول في قصر الإليزيه، بحسب ما أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية: "نحن فضاء يضمن حرية البحث دون موضوعات محظورة"، مشددًا على أن الفعالية تهدف إلى "تأكيد فرنسا وأوروبا كمساحات مستقرة يمكنها ضمان الحريات والبحث الأكاديمي".

استراتيجية أوروبية

تأتي فعالية "اختر أوروبا للعلوم" بعد أن وجهت 13 دولة أوروبية، من بينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا، رسالة إلى المفوضية الأوروبية تحثها على التحرك سريعًا لجذب المواهب الأكاديمية، وفق ما ذكرته "الجارديان".

وأطلقت فرنسا بالفعل مبادرتها الخاصة "اختر فرنسا للعلوم"، أبريل الماضي، مع منصة مخصصة لاستقبال طلبات استضافة الباحثين الدوليين.

ومن جانبها؛ أفادت وزارة البحث الفرنسية لوكالة فرانس برس: "وصل بعض الباحثين الأجانب بالفعل إلى فرنسا للتعرف على البنية التحتية، في انتظار إعداد الصناديق والمنصة".

وتبدي فرنسا اهتمامًا خاصًا باستقطاب العلماء العاملين في مجالات الصحة، خاصة الأمراض المعدية، إضافة إلى أبحاث المناخ والذكاء الاصطناعي، وهي مجالات تعتبر حيوية لمستقبل العلوم والتكنولوجيا.

مكان آمن

أفادت "لوموند"، نقلًا عن أنطوان بوتي، رئيس المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، بأن المركز في الأيام الأخيرة، أطلق مبادرة جديدة لجذب العاملين الأجانب الذين تتعرض أبحاثهم للتهديد، وكذلك الباحثين الفرنسيين العاملين في الخارج، الذين "لا يرغب بعضهم في العيش وتربية أطفالهم بالولايات المتحدة في ظل حكم ترامب".

وفي سياق متصل، أطلقت جامعة إكس-مرسيليا، برنامج "مكان آمن للعلوم"، مارس الماضي، ومن المتوقع أن تستقبل أول دفعة من الباحثين الأجانب، يونيو 2025، وفق المصدر ذاته.

وفي رسالة وجهها إلى الجامعات الفرنسية، مارس الماضي، نقلت "الجارديان" عن فيليب بابتيست، وزير التعليم العالي والبحث الفرنسي، قوله: "العديد من الباحثين المعروفين يتساءلون بالفعل عن مستقبلهم في الولايات المتحدة. نرغب بشكل طبيعي في استقبال عدد منهم".

أصداء أوروبية واسعة

لا تقتصر هذه الجهود على فرنسا فقط، إذ نقلت "الجارديان" تصريحًا للمستشار الألماني المقبل، فريدريش ميرتز، الذي قال الشهر الماضي: "الحكومة الأمريكية تستخدم حاليًا القوة الغاشمة ضد الجامعات في الولايات المتحدة، لدرجة أن باحثين من أمريكا يتواصلون الآن مع أوروبا. هذه فرصة هائلة بالنسبة لنا".

ورغم الحماس الأوروبي، تشير "الجارديان" إلى أن تحديات كبيرة لا تزال قائمة، إذ إن الاستثمار في البحث العلمي بالولايات المتحدة، بما في ذلك الشراكات بين القطاعين العام والخاص، كان لسنوات عديدة أكبر مما هو عليه في أوروبا، وإنه لعقود ظلت أوروبا متأخرة عن الولايات المتحدة في الاستثمار في الجامعات ومراكز البحث.

وأثار الباحثون الفرنسيون بانتظام قضية الرواتب المنخفضة نسبيًا والعقود غير المستقرة للعديد من الباحثين في فرنسا، فعلى سبيل المثال، يحصل الباحث الأكاديمي بالولايات المتحدة في المتوسط على راتب أعلى من نظيره الفرنسي، كما توضح الصحيفة البريطانية.

ومع ذلك، يأمل البعض في فرنسا أن تضيق فجوة الأجور بين العلماء بفرنسا والولايات المتحدة، عند مراعاة التكلفة المنخفضة للتعليم والرعاية الصحية، والمزايا الاجتماعية الأكثر سخاءً في فرنسا.