الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعيدا عن سياسات ترامب.. الأمريكيون يتجهون نحو بلدان بديلة للعيش

  • مشاركة :
post-title
طائرة تغادر الولايات المتحدة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

دفعت الانقسامات السياسية والعنف المسلح وخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول العديد من القضايا الاجتماعية، العديد من الأمريكيين، بينهم نجوم من هوليوود ومقدمو برامج، إلى التخطيط للسفر إلى الخارج، وخاصة إلى أوروبا، بحثًا عمّا وصفوه بـ"الأمان النسبي".

واحتفل الرئيس الأمريكي بمرور 100 يوم على توليه منصبه في ولايته الثانية، نهاية أبريل الماضي، وخلال تلك الفترة شرع ترامب في إصدار عشرات الأوامر التنفيذية المتعلقة بأجندة "أمريكا أولًا"، واستهدف القضايا التي تُعتبر ليبرالية، مُركّزًا على الهوية الجنسية وبرامج التنوع والمساواة والإدماج، واتخذ عددًا من الإجراءات لتقييد الهجرة بشدة، ودفع نحو تعزيز الوجود العسكري على الحدود؛ مما خلّف فوضى في نظام التجارة العالمي.

الانتقال إلى أوروبا

وفي أعقاب انتخاب ترامب، تشير البيانات، بحسب "رويترز"، التي جُمعت من شركات تُعرف بـ"شركات إعادة التوطين"، إلى زيادة عدد الأمريكيين الذين يفكرون ويخططون للانتقال إلى أوروبا، بسبب ما وصفوه بسياسات ترامب، وحالة الاستقطاب، والعنف المسلح، والقيود على برامج التنوع.

كانت أيرلندا واحدة من الدول التي يفكر الأمريكيون في السفر إليها، حيث ارتفعت طلبات الحصول على جوازات السفر الأيرلندية من الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها منذ عقد، خلال الشهرين الأولين من عام 2025.

وبلغ متوسط الطلبات الشهرية في يناير وفبراير نحو 4,300 طلب، بزيادة قدرها حوالي 60% عن العام الماضي.

أجندة ترامب

فرنسا بدورها لم تكن بعيدة عن مخيلة الأمريكيين للهروب من أجندة ترامب، حيث أظهرت البيانات الحكومية أن طلبات تأشيرات الإقامة الطويلة من الأمريكيين بلغت 2,383 طلبًا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، مقارنةً بـ1,980 طلبًا خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

ومن يناير إلى مارس، منحت السلطات الفرنسية 2,178 تأشيرة إقامة طويلة، مقابل 1,787 في العام السابق.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وكانت طلبات الحصول على جوازات السفر البريطانية من جانب الأمريكيين، قد حققت بدورها رقمًا قياسيًا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024، مقارنة بأي ربع سنة في العقدين الماضيين، حيث تم تقديم 1,708 طلبات. كما شهدت شركات استشارات الهجرة زيادة كبيرة في نسبة الاستفسارات عن جوازات السفر من الولايات المتحدة بنسبة 25%.

زيادة كبيرة بين الأمريكيين السود

كما شهدت الشركات التي تساعد الأمريكيين السود على الانتقال إلى الخارج ارتفاعًا في عدد زيارات مواقعها الإلكترونية بأكثر من 50% عقب الانتخابات، كما زاد عدد مشتركيها من أصحاب البشرة السمراء بنسبة 20%، وهي الفئة التي فاز ترامب فقط بـ13% من أصواتها، على عكس هاريس التي فازت بـ86% من تلك الأصوات.

وأجمعت شركات النقل التي تحدثت معها "رويترز" على وجود زيادة كبيرة واهتمام بالسفر إلى الخارج منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وأكد عدد من هؤلاء الأمريكيين أنهم شعروا بخيبة أمل، ويريدون الحصول على تأشيرات وجوازات سفر لبدء حياة جديدة، بحثًا عن الأمان النسبي، وأعربوا عن قلقهم بشأن اتجاه السياسة والقضايا الاجتماعية.

عقبات الهجرة

وشدد هؤلاء على شعورهم بوجود مخاطر كبيرة عليهم إذا ظلوا في الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب، ويشعرون بأن حقوقهم ستكون مضمونة أكثر في الخارج، ويعود ذلك جزئيًا إلى تزايد الاستقطاب السياسي، وهو وضع بالنسبة لهم غير مقبول سياسيًا واجتماعيًا، رغم حزنهم على اتخاذ قرار الرحيل.

لكن في الوقت ذاته، يواجه هؤلاء الأمريكيون الراغبون في الانتقال والعيش في الدول الأوروبية بعض العوامل التي تُعد بمثابة عقبات أمام قرار الهجرة، من بينها صعوبات في تأمين الوظائف، والقيود المفروضة على العمل عن بُعد، وانخفاض الرواتب في أوروبا، بخلاف النظام الضريبي.