أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، أن بلاده ستظل بعقول وسواعد أبنائها المخلصين منارة للإنتاج والتنمية، مشيرًا إلى أن عمال مصر سطروا عبر التاريخ، أروع صفحات البذل والعطاء.
وأعرب الرئيس المصري، في كلمته خلال احتفالية عيد العمال بمحافظة السويس المصرية اليوم، عن سعادته بإعلان التوقيع على إصدار "قانون العمل الجديد"، مؤكدًا أنه يعتبر نقلة نوعية في مسيرة الحقوق العمالية، إذ يضمن مكتسبات واضحة للعمال، ويرسِّخ مفاهيم حماية العمال وإنصافهم، ويؤكد على الحقوق المستحقة للمرأة العاملة، ويعزز ضمانات الأمن الوظيفي للعاملين، ويتوافق مع مواثيق واتفاقيات العمل الدولية، ليشكِّل بذلك خطوة جوهرية، نحو ترسيخ بيئة عمل مستقرة ومتوازنة، تواكب تطلعات الجمهورية الجديدة، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
ووجه الرئيس المصري حكومته بالعمل على الانتهاء من مشروع قانون العمالة المنزلية، وإجراء حوار مجتمعي حوله، والتوسع في مدِّ الحماية الاجتماعية إلى فئات العمالة غير المنتظمة، وصرف إعانات عند الوفاة، وتنفيذ مبادرة لتنمية مهارات الشباب، من خلال منح مجانية، لتأهيلهم للاحتياجات الفعلية لسوق العمل، والعمل على سرعة الفصل في القضايا العمالية، للحصول على المستحقات دون تأخير، وتشكيل لجنة دائمة، لمتابعة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتشغيل، فور إطلاقها.
وقال في كلمته بهذه المناسبة :"إننا -بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بوحدة الشعب كله، بجميع فئاته- قادرون على تجاوز التحديات، والمضي قدمًا في مسيرة البناء والعطاء، متسلحين بالإرادة والإخلاص".
وتابع الرئيس السيسي: "إن الحكومة المصرية، إدراكًا منها لحجم المسؤولية، تواصل الجهد لتوفير بيئة عمل متجددة، وتقديم برامج تدريبية متطورة للعمال بشكل مستمر، تواكب المتغيرات العالمية، كما تتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية والمدارس الصناعية والفنية، لإعداد كوادر مؤهلة، تلبي وتواكب احتياجات سوق العمل الحديث، وتسعى لإبرام اتفاقيات مع الدول المختلفة، لفتح المجال أمام العمالة المصرية المتخصصة، لإيجاد فرص عمل لائقة لها بالدول العربية والإفريقية والأوروبية، وبما يساهم في تحقيق التنمية بتلك الدول، وذلك في إطار الدور التاريخي والريادي، الذي طالما قامت به مصر، مع الدول الشقيقة والصديقة".
وأضاف: "إن احتفالنا اليوم بعيد العمال في كل ربوع الوطن، هو أبلغ دليل على مكانة عمال مصر، ودورهم الحيوي في مسيرة الإنتاج، وأنهم شريك أساسي في تحقيق النهضة، جنبًا إلى جنب مع أصحاب الأعمال، الذين يبذلون جهودًا كبيرة، في توطين الصناعة وتوفير فرص العمل، وتنمية المهارات وتطوير القدرات، بما يعظم الاقتصاد الوطني، لنكتب معًا حكاية وطن، يتمسك بتحقيق حلمه في التقدم والرخاء، رغم البيئة الدولية والإقليمية المعقدة".
وفي ما يلي نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال:
بسم الله الرحمن الرحيم
عاملات وعمال مصر الشرفاء..
السيدات والسادة الحضور،
بداية، أتقدم إليكم جميعًا بالتهنئة، بمناسبة عيد العمال، موجهًا تحية إجلال وتقدير لعمال مصر الأوفياء، على ما يبذلونه من جهد وعطاء، كونهم أحد أعمدة هذا الوطن في مسيرة البناء والتقدم.. كل عام وأنتم ومصرنا الحبيبة بخير.. وفي تقدم دائم.
الحضور الكرام،
إن احتفالنا بهذا اليوم، ليس مجرد تقليد سنوي، بل هو رسالة واضحة، تجسِّد تقدير الدولة العميق لقيمة العمل، وإيمانها الراسخ بدور العمال، في بناء التنمية وتعزيز النهضة الصناعية.
ولإعلاء هذا المعنى، فقد حرصت على أن يعقد احتفالنا، بعيد العمال هذا العام، فى أحد الصروح الصناعيـة الجديدة، فى مدينة السويس؛ تقديرًا لما تشهده هذه المدينة الباسلة، من حركة تنموية نشطة، وافتتاح العديد من المشروعات الجديدة فيها، بما يعكس صورة مشرفة من النجاح والكفاح والإرادة، فكل مصنع يفتتح، وكل منشأة إنتاجية تقام على أرض مصر، هى شاهد حى على ما يحققه أبناء هذا الوطن من إنجازات عظيمة، تُبنى بسواعدهم القوية، وعزيمتهم الراسخة، وإرادتهم التي لا تعرف المستحيل.
ولقد سطر عمال مصر عبر التاريخ، أروع صفحات البذل والعطاء، فقد شيَّدت سواعد أجدادهم، معالم حضارة هذه الأمة، وغرست في أجيالها قيم الإبداع والإتقان والتعليم.
واليوم، وأنتم تواصلون المسيرة، تبرهنون للعالم أجمع أن مصر، بعقول وسواعد أبنائها المخلصين، ستظل منارة للإنتاج والتنمية، فجهودكم امتدت إلى بناء قلاع صناعية، وإقامة مدن جديدة، وتعزيز بنية تحتية قوية، ضرورية لتحقيق نهضة اقتصادية متكاملة، توفر ملايين الفرص لشباب الوطن، وتفتح أمامهم آفاقا أرحب/ نحو غدٍ أكثر إشراقًا.
أبناء مصر المخلصين،
إن الحكومة المصرية، إدراكًا منها لحجم المسؤولية، تواصل الجهد لتوفير بيئة عمل متجددة، وتقديم برامج تدريبية متطورة للعمال بشكل مستمر، تواكب المتغيرات العالمية، كما تتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية والمدارس الصناعية والفنية، لإعداد كوادر مؤهلة، تلبي وتواكب احتياجات سوق العمل الحديث، وتسعى لإبرام اتفاقيات مع الدول المختلفة، لفتح المجال أمام العمالة المصرية المتخصصة، لإيجاد فرص عمل لائقة لها بالدول العربية والإفريقية والأوروبية، وبما يساهم في تحقيق التنمية بتلك الدول، وذلك في إطار الدور التاريخي والريادي، الذي طالما قامت به مصر، مع الدول الشقيقة والصديقة.
وبهذه المناسبة، يسعدنى الإعلان عن توقيعى على إصدار "قانون العمل الجديد"، الذى يعتبر نقلة نوعية فى مسيرة الحقوق العمالية، إذ يضمن مكتسبات واضحة للعمال، ويرسخ مفاهيم حماية العمال وإنصافهم، ويؤكد على الحقوق المستحقة للمرأة العاملة، ويعزز ضمانات الأمن الوظيفى للعاملين، ويتوافق مع مواثيق واتفاقيات العمل الدولية، ليشكل بذلك خطوة جوهرية، نحو ترسيخ بيئة عمل مستقرة ومتوازنة، تواكب تطلعات الجمهورية الجديدة، وبالإضافة إلى هذا، فقد وجهت الحكومة بما يلـى:
أولًا: العمل على الانتهاء من مشروع قانون العمالة المنزلية، وإجراء حوار مجتمعى حوله.
ثانيًا: التوسع في مد الحماية الاجتماعية إلى فئات العمالة غير المنتظمة، وصرف إعانات عند الوفاة.
ثالثًا: تنفيذ مبادرة لتنمية مهارات الشباب، من خلال منح مجانية، لتأهيلهم على الاحتياجات الفعلية لسوق العمل.
رابعًا: العمل على سرعة الفصل فى القضايا العمالية، للحصول على المستحقات دون تأخير.
خامسًا: تشكيل لجنة دائمة، لمتابعة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتشغيل، فور إطلاقها.
السيدات والسادة،
إن احتفالنا اليوم بعيد العمال فى كل ربوع الوطن، هو أبلغ دليل على مكانة عمال مصر، ودورهم الحيوى فى مسيرة الإنتاج، وأنهم شريك أساسى فى تحقيق النهضة، جنبًا إلى جنب مع أصحاب الأعمال، الذين يبذلون جهودًا كبيرة، في توطين الصناعة وتوفير فرص العمل، وتنمية المهارات وتطوير القدرات، بما يعظم الاقتصاد الوطني، لنكتب معًا حكاية وطن، يتمسك بتحقيق حلمه فى التقدم والرخاء، رغم البيئة الدولية والإقليمية المعقدة.
وفي ختام كلمتي أؤكد أننا بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بوحدة الشعب كله -بجميع فئاته- قادرون على تجاوز التحديات، والمضي قدمًا فى مسيرة البناء والعطاء، متسلحين بالإرادة والإخلاص، وكلي ثقة فى تحقيق أهدافنا النبيلة، لرفعة هذا الوطن وإعلاء شأنه.
كل عام وأنتم بخير..
ومصر في رفعة وتقدم وازدهار.
ودائمًا وأبدًا.. بالله العظيم.
"تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر".. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.