خلال مقابلة حصرية مع شبكة ABC News، ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنجازات أول 100 يوم له في منصبه، حيث ناقش مجموعة واسعة من المواضيع؛ وسلّط في لقاءٍ بالمكتب البيضاوي مع تيري موران، كبير المراسلين بالقناة الضوء على سياسات إدارته المتعلقة بالهجرة، وسعى إلى طمأنة الأمريكيين القلقين بشأن الاقتصاد.
وخلال اللقاء، أقرّ ترامب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قد يستغله" في محادثات السلام الأوكرانية، وانتقد سلفه جو بايدن مرارًا.
كما أدلى ترامب بتصريحات إيجابية حول بعض مسؤولي إدارته، بما في ذلك وزير الدفاع بيت هيجسيث والملياردير إيلون ماسك، الذي يرأس وزارة كفاءة الحكومة (DOGE).
سياسات وانتهاكات
عندما سأل "موران" الرئيس ترامب عن رسالة يوجهها للناخبين الذين قد يشعرون ببعض القلق إزاء احتمال ارتفاع التكاليف بسبب الرسوم الجمركية، ادعى ترامب أنه نفّذ تعهده الانتخابي بخفض الأسعار في يومه الأول في البيت الأبيض.
وقال: "لقد وافقوا على ذلك. وهذا ما راهنت عليه في حملتي الانتخابية. قلتُ إننا تعرضنا لانتهاكات من دول أخرى بمستويات لم يشهدها أحد من قبل".
وأضاف: "كان بإمكاني ترك الأمر على هذا النحو، وفي مرحلة ما، كان سيحدث انهيار لم يشهده أحد من قبل. لكنني قلتُ لا، علينا إصلاحه. لطالما رغبتُ في القيام بذلك لسنوات عديدة".
ونسب ترامب لنفسه الفضل فيما قال إنه انخفاض أسعار البنزين والبقالة، مشيرًا على وجه التحديد إلى البيض، الذي ظهر كقضية رئيسية خلال حملة 2024.
وزعم الرئيس الأمريكي: "في الأسبوع الأول هاجموني بشدة وكأنني السبب. قلتُ إنني لم أتسبب بهذه المشكلة، بايدن هو من تسبب بها. حسنًا، انخفض سعر البيض بنسبة 87% منذ توليت المنصب. وبالمناسبة، كان هناك وفرة من البيض لعيد الفصح، وقد انتهينا منه للتو".
كما عزّز ترامب سياسات الهجرة التي تنتهجها إدارته، ورد على المخاوف بشأن الترحيل غير القانوني لبعض الأشخاص الذين يعيشون في أمريكا، مؤكدًا أنهم "حذرون" في جهودهم.
وقال "ترامب" في حديثه عن أساليبه للحد من عمليات العبور غير الشرعية على طول الحدود الجنوبية: "يبدو أنها تعمل".
وأضاف لاحقًا: "إذا دخل الناس إلى بلادنا بشكل غير قانوني، فهناك معيار مختلف. هؤلاء غير قانونيين. لقد دخلوا بشكل غير قانوني".
استخدام الصلاحيات
وصف ترامب استخدامه غير المسبوق للصلاحيات الرسمية لدفع أجندته السياسية بأنها "خطوة ضرورية في علاج بلد مريض".
وأكد: "أنا أفعل شيئًا واحدًا، أجعل أمريكا عظيمة مجددًا. لدينا بلد كان فاشلًا. لدينا بلدٌ كان موضع سخرية في جميع أنحاء العالم. كان لدينا قائدٌ غير كفءٍ على الإطلاق. ما كان ينبغي أن يكون في منصبه أبدًا".
وقال "ترامب"، في مناقشته لإدارة كفاءة الحكومة (DOGE) التابعة لإدارته، التي يقودها الملياردير إيلون ماسك لتخليص الحكومة الفيدرالية مما يسمونه "الهدر والاحتيال"، إن هناك إحالات إلى وزارة العدل لمقاضاة المتهمين بالاحتيال.
وأكد "ترامب" أنه تم توفير مليارات الدولارات "اكتشفنا هدرًا هائلًا واحتيالًا وإساءة استخدام. كانت هناك أعمال احتيالية تحدث، وقد أنهيناها، وسيعاني هؤلاء المحتالون".
وطوال المقابلة، اتهم ترامب الرئيس السابق جو بايدن مرارًا بعدم الكفاءة، وألقى باللوم على سلفه في التحديات العديدة التي تواجه إدارته.
كما استفسر "موران" عن قرار "ترامب" بسحب التصاريح الأمنية من خصومه السياسيين، وعن استهدافه الواضح لبعض مكاتب المحاماة. وسأل ترامب: "هل تستخدم صلاحياتك كرئيس للانتقام الشخصي؟".
نفى ترامب بشدة وقال: "لم يسبق أن تعرّض رئيس في تاريخ هذا البلد للاضطهاد كما تعرّضتُ أنا للاضطهاد على يد أشخاصٍ فاسدين للغاية. أشخاصٌ غير أمناء، وفظيعون. وقد ثبت ذلك".
وأضاف: "أنا لا ألاحق أحدًا. كل ما أفعله هو أن بايدن فعل بي شيئًا، وأنا فعلتُ شيئًا به. هل تعلمون لماذا فعلتُ ذلك؟ لأنه غير كفء تمامًا".
وأكد: "هذا ليس رجلًا يُفترض أن يُسمح له بالاطلاع على أمور سرية للغاية".
بوتين والمجتمع الدولي
في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي السبت الماضي، أكد ترامب أنه "لم يكن هناك سبب يدعو بوتين لإطلاق الصواريخ على المناطق المدنية والمدن والبلدات خلال الأيام القليلة الماضية"، مضيفًا أن "هذا يجعلني أفكر أنه ربما لا يريد وقف الحرب، إنه فقط يستغلني، ويجب التعامل معه بشكل مختلف".
وقال ترامب لـ"موران" عن استغلال بوتين له: "هذا ممكن. أجل، هذا ممكن. بالتأكيد. ربما يستغلني قليلًا. أعتقد أنه يرغب في وقف الحرب".
وأضاف: "لو لم أكن أنا (يقصد في السلطة)، لظننتُ أنه سيُسيطر على البلاد بأكملها. وعندما غادرتُ، لم تكن هناك حتى فرصة لحدوث ذلك. عندما تدخّل بايدن، لن أقول إن كان قد تعامل مع الأمر بشكل صحيح أم لا، لكن من الواضح أنه لم يكن جيدًا، لأن الحرب بدأت".
وأضاف في وقت لاحق: "وبسببي، أعتقد أنه (بوتين) مستعد لوقف القتال".
وبعد يوم من تصويت الكنديين على انتخاب حكومة ليبرالية رابعة على التوالي والاحتفاظ برئيس الوزراء مارك كارني -الذي كان منتقدًا بشدة لرسوم ترامب وتهديداته بالضم- قلل ترامب من أهمية العلاقات المتوترة مع الجارة الشمالية، مؤكدا أن "البلاد تسير بشكل رائع".
وسأل "موران" ترامب في وقت لاحق عما إذا كان يعتقد أن "سمعة الولايات المتحدة تراجعت تحت رئاستك؟" لكنه أجاب: "أعتقد أن الوضع قد ارتفع بشكل كبير، وأعتقد أننا بلد محترم مرة أخرى. لقد سُخر منا في جميع أنحاء العالم".