تقترب ألمانيا من حقبة سياسية جديدة، تحت إدارة زعيم حزب الاتحاد المسيحي فريدريتش ميرز، الفائز في الانتخابات الأخيرة، إذ من المقرر تسلم مهام منصب المستشار الألماني، 6 مايو المقبل، غير أنه يعاني انخفاض شعبيته، إذ لا يحظى بقبول بين الألمانيين، في ظل نهجه تجاه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، بحسب إذاعة "دويتشه فيله".
ومن المخطط أن يصبح فريدريتش ميرز، المستشار العاشر للجمهورية الاتحادية، 6 مايو المقبل، بعد أن تبقى فقط إجراءات شكلية، في الوقت الذي يسعى لتشكيل تحالف حاكم مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي "SPD"، على أن تُعلن النتائج 30 أبريل.
ولم يهنأ "ميرز"، طويلًا بفوزه في الانتخابات، التي جرت فبراير الماضي، وفاز على إثرها ضد منافسه المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس، إذ يبدو أن شعبية الرجل البالغ من العمر 69 عامًا في تراجع مستمر، وهو ما كشفه استطلاع رأي أجراه معهد فورسا للأبحاث، إذ اعتبر 21% فقط من المشاركين، ميرز جديرًا بالثقة، بانخفاض تسع نقاط مئوية عن أغسطس الماضي، وبانخفاض ثلاث نقاط عن يناير الماضي.
وأظهر الاستطلاع نفسه أن 40% فقط من المشاركين يعتبرون المستشار المقبل قائدًا قويًا، بينما يعتقد 27% أن ميرز "يعرف ما يُحرك الناس"، وكلاهما يُمثلان انخفاضًا بتسع نقاط مئوية، منذ يناير الماضي، أما الجانب الإيجابي الذي حظى به ميرز في الانتخابات، فيعتقد نحو 60% من المشاركين أن ميرز يتحدث بشكل مفهوم.
وهناك سببان واضحان لتراجع ثقة الناس بالمستشار الألماني المحتمل، في الأشهر القليلة الماضية، وفي يناير الماضي، نكث "ميرز" بوعده عندما أصبح أول زعيم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي يُقرّ اقتراحًا في البرلمان الألماني "البوندستاج" بدعم من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، الذي تعتبر وكالات الاستخبارات فصائله بأكملها تهديدًا للنظام الديمقراطي في ألمانيا.
ولكن بالنسبة لأنصار الحزب الديمقراطي المسيحي، بدا هذا التحول أقل خطورة من التحول الذي قام به ميرز بعد بضعة أسابيع، وفي مارس، وافق زعيم الحزب على إصلاح لكبح الديون مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، ما مهد الطريق لتريليون يورو (1.14 تريليون دولار) في قروض جديدة، وهو الأمر الذي استبعده صراحة طوال الحملة الانتخابية.
ولم يكن مفاجئًا أن يشعر العديد من ناخبيه بالخيانة، وفي استطلاع رأي أجرته "قناة ZDF"، اتفق نحو 73% من الألمان على أنه خدع الناخبين، بمن فيهم نحو 44% من مؤيدي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي.
ولا يحظى "ميرز" بشعبية كبيرة بين النساء، فقد وجد استطلاع أجرته مؤسسة فورسا، مارس 2024، أن 9% فقط من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و29 عامًا يعتبرن ميرز مرشحهن المفضل لمنصب المستشار، وإن ميرز لا يحظى بشعبية في شرق ألمانيا، إذ كان يظهر بانتظام خلف أليس فايدل من حزب البديل لألمانيا، وأولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في استطلاعات الرأي، خلال الفترة التي سبقت الانتخابات، ويبدو أن ذلك يرجع جزئيًا إلى موقفه العدائي تجاه روسيا.