الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بدعم جيش الاحتلال.. المستوطنون يستولون على ينابيع مياه الفلسطينيين بالضفة

  • مشاركة :
post-title
المستوطنون يستولون على ينابيع مياه الفلسطينيين بالضفة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يقوم المستوطنون، بدعم من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالاستيلاء على ينابيع المياه في قرى الضفة الغربية المحتلة، ومنع المزارعين الفلسطينيين من استخدامها لري حقولهم.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن المستوطنين وقوات الجيش الإسرائيلي يعتدون على سكان قرية عين البيضا الفلسطينية، الواقعة شمال غور الأردن، لإبعادهم عن الينابيع المحيطة بحقول القرية، ومنعهم من استخدام المياه لري حقولهم.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين من الإدارة المدنية، وهي الجهة الإسرائيلية المسؤولة عن مصادر المياه في الضفة الغربية المحتلة، وصلوا إلى قرية عين البيضا في وقت سابق من شهر أبريل الجاري، برفقة قوات عسكرية، وخلفوا وراءهم دمارًا هائلًا، حيث فككوا مضخات المياه التي ركبها سكان القرية، ودمروا خزانًا بُني بجوار أحد الينابيع لجمع مياه الري.

وقام عمال الإدارة المدنية باقتلاع ومصادرة مئات الألواح الشمسية التي توفر الكهرباء لتشغيل المضخات، وسلموا المزارعين إخطارات بزعم أن المعدات المصادرة "تساعد في سرقة المياه".

في حين قام عمال الإدارة المدنية بتدمير وسائل ضخ المياه الخاصة بالسكان، لم يتم تحريك لوح خشبي واحد من مرافق الترفيه والسباحة التي بناها المستوطنون في ينابيع القرية خلال العامين الماضيين.

ولفتت "هآرتس" إلى أن المستوطنين يواصلون استغلال مصادر المياه الحيوية للفلسطينيين وتحويلها إلى مواقع سياحية طبيعية، دون أي تدخل. ومؤخرًا، تحولت الإدارة المدنية من تجاهل تام لسلوك المستوطنين في المنطقة إلى منع السكان الفلسطينيين من استخدام المياه.

في إطار الحكم العسكري في الضفة الغربية، أقرت إسرائيل قوانين تمكنها من منح تصاريح المياه، ولكنها لم تحترم الترتيبات التقليدية المتعلقة باستخدام مياه الينابيع، مثل تلك الموجودة في القرى الفلسطينية.

وسبقت سيطرة المستوطنين على ينابيع شمال غور الأردن، أنشطة مماثلة في مناطق أخرى من الضفة الغربية، في خمسة ينابيع مجاورة لعين البيضا، بنى المستوطنون مرافق مثل شرفات خشبية، وألواح غطس، ومقاعد، ومساحات خضراء اصطناعية خلال العامين الماضيين.

ويعتبر المستوطنون الينابيع، التي يعتمد عليها المزارعون الفلسطينيون في معيشتهم، مواقع سياحية وترفيهية، بل وصل بهم الأمر إلى وضع لافتات تحمل أسماء عبرية بجانبها، وتُنسب اللافتات الفضل إلى قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية والمجلس الإقليمي لغور الأردن في تحويل هذه المواقع إلى وجهات سياحية.

ونقلت "هآرتس" عن مزارع من عين البيضا، قوله إن المستوطنين وسكان البؤر الاستيطانية، يدوسون حقول الفلسطينيين بمركباتهم الرباعية الدفع، ويدمرون المحاصيل. 

وأضاف المزارع: "نحن مزارعون ولا نتدخل في السياسة، نحن عاجزون أمام المستوطنين والجيش الإسرائيلي الذي يساعدهم، لو لمسنا كتف مستوطن واحد فقط، لوجدنا أنفسنا في السجن عشرين عامًا".

في منطقة أخرى من غور الأردن، بالقرب من نبع بديا، يواجه الرعاة الفلسطينيون صعوبة متزايدة في الحصول على المياه لتلبية احتياجاتهم الأساسية، واستولى المستوطنون على أحد ينابيع عين الحلوة، وأطلقوا عليه اسم "معيان هديل"، ويشكو الفلسطينيون أن سكان البؤر الاستيطانية في المنطقة دمروا خزانات مياههم وقطعوا خط الأنابيب الذي ينقل المياه إلى أراضي تجمع الفارسية، وقال أحدهم: "يأتون لسرقة مياهنا، وإذا لم يتمكنوا من ذلك، يقطعون الأنبوب".

وتفاقم الوضع عندما أقام الجيش الإسرائيلي حاجزًا قرب مستوطنة روعي، يمنع صهاريج المياه من قرية خربة عطوف من الوصول إلى الفارسية، كانت القرية أحد مصادر المياه الرئيسية في الفارسية. الآن، يضطر السكان إلى شراء المياه من مناطق أبعد؛ مما يرفع سعرها، كما منعهم الجيش من الوصول إلى نبع قريب، بحجة أنه يقع ضمن نطاق رماية عسكرية.

وعلى مقربة منها، تقع مجموعة من مساكن قرية عين الميتة الفلسطينية، وأفاد أحد السكان أن بؤرة استيطانية غير قانونية أقيمت مؤخرًا قرب حاجز عسكري، وأن سكان البؤرة الاستيطانية دمروا مرارًا خط الأنابيب الذي ينقل المياه من بلدة عقربا.