الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجماعة أسقطت المسيرات الأمريكية .. واشنطن تقر بالفشل في استهداف قادة الحوثيين

  • مشاركة :
post-title
يمنيون يشاهدون سيارة مدمرة بعد تعرضها لغارات جوية أمريكية في صنعاء

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أقر المسؤولون الأمريكيون، بالفشل في النيل من قيادات الحوثيين، خلال العملية العسكرية واسعة النطاق التي تشنها الولايات المتحدة على اليمن منذ شهر.

ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، وصفتهم بالمطلعين على الأمر، إنه خلال شهر منذ أن أطلقت الولايات المتحدة حملة عسكرية واسعة النطاق في اليمن، نجح الحوثيون في إسقاط ما لا يقل عن 7 طائرات أمريكية مسيرة بملايين الدولارات، مما أعاق قدرة الولايات المتحدة على الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من العملية.

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة كانت تأمل في تحقيق التفوق الجوي فوق اليمن في غضون 30 يومًا، وإضعاف أنظمة الدفاع الجوي الحوثية بما يكفي لبدء مرحلة جديدة تركز على تكثيف الاستخبارات والاستطلاع ومراقبة كبار قادة الحوثيين من أجل استهدافهم وقتلهم، لكن الطائرات المسيرة من طراز " إم كيو 9 ريبر" MQ9 Reaper، الأنسب للقيام بهذا الجهد الدؤوب، تسقط باستمرار، كما أوضح المسؤولون الذين أكدوا أنه وفي الواقع، يتحسن أداء الحوثيين في استهدافها.

وليس للولايات المتحدة قوات برية في اليمن، لذا تعتمد على المراقبة الجوية التي تجرى معظمها عبر المسيرات MQ9 لتقييم أضرار ساحة المعركة.

وأفادت "سي إن إن" في وقت سابق من هذا الشهر أن الولايات المتحدة قتلت العديد من المسؤولين الحوثيين الذين يُعتبرون من المستوى المتوسط، أي ما يشبه "الإدارة الوسطى"، وليس من القيادة السياسية العليا.

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة ضربت أكثر من 700 هدف وشنت أكثر من 300 غارة جوية على اليمن منذ بدء الحملة في 15 مارس، وأشار المسؤولون إلى أن الضربات أجبرت الحوثيين على البقاء تحت الأرض لفترة أطول وتركتهم في "حالة من الارتباك والفوضى"، لكن الخسارة المستمرة للطائرات بدون طيار جعلت من الصعب على الولايات المتحدة تحديد مدى تدهور مخزونات أسلحة الحوثيين بدقة.

وقال اثنان من المسؤولين إنه على مدار الأسابيع الستة الماضية، أطلق الحوثيون 77 طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه، و30 صاروخا كروز، و24 صاروخًا باليستيًا متوسط ​​المدى، و23 صاروخًا أرض-جو إما على القوات الأمريكية، أو في البحر الأحمر، أو على إسرائيل.

كما قيمت أجهزة الاستخبارات في الأيام الأخيرة، أنه على مدار ما يقرب من 6 أسابيع من القصف الأمريكي، فإن قدرة الحوثيين ونواياهم على الاستمرار في إطلاق الصواريخ على السفن الأمريكية والتجارية في البحر الأحمر وإسرائيل لم تتغير كثيرا، وكذلك هيكل القيادة والسيطرة لديهم، وفقا لشخصين آخرين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية. وقال أحد الأشخاص إن هذه التقييمات كانت تعتمد إلى حد كبير على إشارات الاستخبارات.

وعند سؤاله عن الطائرات المسيرة التي أُسقطت، وما إذا كان لها تأثير سلبي على العملية، قال مسؤول دفاعي لسي إن إن، في بيان: "نحن على علم بتقارير الحوثيين التي تفيد بإسقاط طائرات MQ-9 وبينما من المرجح أن يكون إطلاق النار المعادي سببًا محتملًا، إلا أن ملابسات كل حادثة لا تزال قيد التحقيق، ويمكن لمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك زيادة وتيرة العمليات، أن تزيد من المخاطر، وستتخذ الولايات المتحدة كل إجراء ممكن لحماية قواتنا ومعداتنا ومصالحنا في المنطقة".

وصرح المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية ديف إيستبورن، لسي إن إن، بأن التفاصيل المتعلقة بعملية الولايات المتحدة كانت محدودة بسبب الأمن العملياتي، ومع ذلك، قال إن الضربات "دمرت العديد من منشآت القيادة والتحكم، وأنظمة الدفاع الجوي، ومنشآت تصنيع الأسلحة المتطورة، ومواقع تخزين الأسلحة المتطورة، وقتلت المئات من مقاتلي الحوثيين والعديد من قادتهم".

وأضاف إيستبورن: "تشير مصادر مفتوحة موثوقة إلى سقوط أكثر من 650 قتيلًا حوثيًا حتى الآن.. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الحوثية بنسبة 87٪، بينما انخفضت الهجمات من طائراتهم المسيرة أحادية الاتجاه بنسبة 65٪ منذ بدء هذه العمليات".

وتتعهد الإدارة الأمريكية بمواصلة الحملة حتى يتوقف الحوثيون عن مهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر، إذ قال الرئيس دونالد ترامب في رسالة إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، الشهر الماضي، إن العمليات ستستمر "حتى يتراجع تهديد الحوثيين للقوات الأمريكية وحقوق الملاحة والحريات في البحر الأحمر والمياه المجاورة".

ولكن الحوثيين أثبتوا منذ فترة طويلة قدرتهم على الصمود، حيث دفنوا معداتهم عميقًا تحت الأرض. وتتزايد تكاليف الحملة العسكرية، فقد كلفت العملية الولايات المتحدة ما يقرب من مليار دولار في الأسابيع الثلاثة الأولى فقط، وواصلت الولايات المتحدة ضرب أهداف الحوثيين يوميا لأكثر من شهر.

وأثارت العملية واسعة النطاق قلق بعض المسؤولين في القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، الذين أفادت "سي إن إن" أنهم اشتكوا في الأسابيع الأخيرة من العدد الكبير من الأسلحة بعيدة المدى التي تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية، والتي ستكون حاسمة في حالة نشوب حرب مع الصين.

وقال قائد القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال سام بابارو، للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا الشهر، بعد نقل كتيبة كاملة من صواريخ باتريوت للدفاع الجوي من المحيط الهادئ إلى القيادة المركزية الأمريكية: "علينا الحفاظ على حالة تأهب قصوى حتى نتمكن من استعادة تلك المعدات في حال حدوث أزمة ذات أهمية أكبر من تلك الموجودة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية".

وأضاف: "أنا مدين للوزير والرئيس باليقظة الدائمة في هذا الشأن، والوعي المستمر بقدرة هذه القوة - المخصصة لقيادة العمليات المشتركة في المحيط الهادئ ومجموعة كارل فينسون الضاربة وكتيبة باتريوت - إذا لزم الأمر، على العودة إلى مسرح قيادة العمليات المشتركة في المحيط الهادئ لمواجهة تهديد ذي أولوية أعلى".