يتعرض الفلسطينيون في قرى الضفة الغربية المحتلة إلى اعتداءات متصاعدة من المستوطنين، تحت حماية قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي.
وفجر أمس الخميس، واجهت قرية بردلة شمال الضفة الغربية، عدوانًا جديدًا من المستوطنين بحماية قوات جيش الاحتلال.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن شهود عيان، أن المستوطنين أضرموا النار في منازل وحظيرة للمواشي، وأطلقوا النار على المواطنين في قرية بردلة. وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية برفقة المستوطنين، واعتقلت خمسة مواطنين.
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي، أن 4 فلسطينيين أصيبوا في اشتباكات بين مستوطنين من بؤرة استيطانية قريبة وسكان في قرية بردلة، وقال إن بعض الإصابات على الأقل نجمت عن إطلاق نار من قبل المستوطنين.
وقال سكان إن الحادثة بدأت عندما هاجم مستوطنون فلسطينيين يعملون في الأراضي الزراعية المجاورة، فهربوا إلى القرية طالبين المساعدة. وقال أحمد جهالين، الذي تعرض منزله في بردلة للهجوم، لهآرتس، إن المستوطنين والجنود لاحقوا المزارعين إلى داخل القرية.
وقال جهالين إن المستوطنين دخلوا إلى مجمع عائلته وأحرقوا منزلين وحظيرة للماعز وكل الممتلكات الموجودة فيه. وأضاف الجهالين: "هربنا من المنزل دون أن نأخذ شيئا - لا ذهبا، ولا سند ملكية، ولا بطاقات هوية. أحرقوا كل شيء. ملابس، فرش، أموال؛ لم يبق شيء".
وتابع الجهالين، إن جنود الاحتلال اعتقلوا ابنه البالغ من العمر 20 عاما خلال الحادثة، ولا يعرف مكان احتجازه.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه تلقى بلاغا عن رشق فلسطينيين بالحجارة على مدني إسرائيلي كان يقود سيارته بالقرب من بردلة، ما أدى إلى اشتباك مع عدد من الفلسطينيين الذين رشقوه بالحجارة. وأضاف جيش الاحتلال: "خلال الاشتباك، وصل المزيد من المدنيين الإسرائيليين وأطلقوا النار في الهواء".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه فور ورود البلاغ، "سارعت قوة من الجيش الإسرائيلي إلى الموقع لفض الاشتباك، وأطلقت النار على عدد من الفلسطينيين لإزالة تهديد مباشر". ووفقًا للبيان: "اعتقل الجنود الإسرائيليون عددًا من الفلسطينيين المشتبه في رشقهم الحجارة، واقتادوهم للاستجواب ".
ولم يكن الهجوم هو الأول الذي تتعرض فيه عائلة الجهالين لاعتداءات من المستوطنين. فقبل نحو 3 أشهر، وحسب أفراد العائلة، اقتحم مستوطنون القرية ورشقوا منزلهم بالحجارة أثناء تواجدهم فيه.
وفي ديسمبر، أقام الإسرائيليون بؤرة استيطانية غير قانونية جديدة قرب بردلة. ومنذ ذلك الحين، يتعرض سكان القرية لهجمات عنيفة متكررة. إضافة إلى ذلك، يعيق الجيش الاحتلال وصول السكان إلى المراعي بعد أن شق مؤخرًا طريقًا يربط القرية بأراضيها الزراعية ومراعيها.
وقال إبراهيم صوافطة، عضو مجلس قرية بردلة، لهآرتس في فبراير، أن الطريق منع 25 عائلة من الوصول لأراضيهم ومصدر رزقهم الرئيسي. وأضاف: "إنهم يمنعوننا من الزراعة والعمل في إسرائيل، ويجلبون المستوطنين للعيش هناك. إلى أين سيذهب الناس؟ هذا سيقودهم إلى أماكن متطرفة".
وفي حادثة منفصلة مساء الأربعاء، اقتحم مستوطنون قرية كفل حارس، القريبة من مستوطنة أرييل، ورشقوا منازل وسيارات بالحجارة، وفقا لسكان القرية.
وفي الليلة نفسها، اقتحم مستوطنون قرية سنجل، القريبة من رام الله، بعد أن أخلت القوات الإسرائيلية وحرس الحدود بؤرة استيطانية قريبة. وأفاد السكان أن المستوطنين دمروا مبنى وسيارة في القرية.
وشهدت الأشهر الأولى من عام 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في أعمال العنف اليميني المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بزيادة تقدر بنحو 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك وفقا لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني. ولفت المعهد إلى أن الارتفاع في اعتدادات المستوطنين يأتي في وقت انخفض فيه العنف الفلسطيني بشكل ملحوظ، الأمر الذي يعزز الرأي القائل بأن هجمات المستوطنين ليست مجرد رد على الهجمات الفلسطينية، كما ادعى البعض.