ارتفع معدل التضخم في البلاد، اليوم الثلاثاء، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن، في ظل مخاوف ناجمة عن السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والضغوط المتزايدة على مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) برئاسة جيروم باول.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.2% ليصل إلى 3493.41 دولارًا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:20 بتوقيت جرينتش، بعد أن لامس مستوى مرتفعًا عند 3500.05 دولار في وقت سابق من الجلسة، وفقًا لوكالة "رويترز".
كما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 2.3% لتصل إلى 2502.40 دولار.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في "KCM Trade": "المستثمرون أصبحوا يتجنبون الأصول الأمريكية بشكل متزايد وسط التوترات الاقتصادية والسياسية المتصاعدة، ما أبقى الذهب في وضع ممتاز كخيار آمن في ظل تباطؤ اقتصاد الولايات المتحدة".
وقد دعا عدد من المحافظين الجدد إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، محذرين من أن الاقتصاد الأمريكي قد يواجه ركودًا شاملاً. في المقابل، يفضل جيروم باول إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الراهن، حتى تتضح تأثيرات الرسوم الجمركية على معدلات التضخم.
وتواجه الأسواق الآسيوية حالة من التذبذب، حيث أظهرت الأسهم صعوبة في الاستقرار بعد موجة بيع سريعة للأصول الأمريكية، مما أدى إلى تراجع في "وول ستريت" وقوة الدولار.
وكانت الصين قد اتهمت، أمس الاثنين، واشنطن بمحاولة زعزعة استقرارها، محذّرة الدول الأخرى من الاستمرار في الاعتماد اقتصاديًا على الولايات المتحدة على حساب مصالحها.
ويُعد الذهب ملاذًا آمنًا تقليديًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وقد زاد الإقبال عليه منذ بداية العام بنسبة ملحوظة، حيث ارتفع عدد المستثمرين فيه بنحو 33%.
ويترقب المشاركون في السوق تصريحات مرتقبة من عدد من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، على أمل الحصول على مؤشرات واضحة حول مسار السياسة النقدية، وسط تأكيدات على استقلالية البنك المركزي.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بمقدار 0.3 دولار لتصل إلى 32.80 دولارًا للأوقية، وزاد البلاتين 1.1 دولار ليبلغ 972.20 دولار، فيما صعد البلاديوم 2.2 دولار إلى 948.14 دولار للأوقية.