واصلت أسعار الذهب ارتفاعها القياسي، اليوم الثلاثاء، مدفوعةً بمخاوف متزايدة إثر انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلنية لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي)، جيروم باول. وقد عززت هذه التوترات الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي.
سجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 1.4%، ليصل إلى 3472.49 دولارًا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 02:47 بتوقيت جرينتش، بعد أن بلغ مستوىً قياسيًا جديدًا عند 3473.03 دولارًا للأوقية في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.7%، لتصل إلى 3482.40 دولارًا، بحسب "رويترز".
وأشار تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد، إلى أن "المستثمرين يتجنبون الأصول الأمريكية بشكل ملحوظ وسط مخاوف بشأن الرسوم الجمركية والتصريحات الحادة بين ترامب وباول، مما يضع الذهب في موقع ممتاز للاستفادة من ضعف الدولار".
جدد ترامب، يوم الاثنين، دعوته إلى خفض فوري لأسعار الفائدة، محذرًا من تباطؤ محتمل للاقتصاد الأمريكي. وانتقد موقف باول المتمثل في الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة لحين تقييم تأثير الرسوم الجمركية على التضخم.
وقد شهدت أسواق الأسهم الآسيوية تقلبات ملحوظة بعد عمليات بيع مكثفة للأصول الأمريكية، مما أدى إلى تراجع وول ستريت وضعف الدولار. كما اتهمت الصين واشنطن بإساءة استخدام الرسوم الجمركية، محذرة الدول من إبرام اتفاقيات اقتصادية مع الولايات المتحدة على حسابها.
يعتبر الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. وقد تجاوز سعر الأوقية حاجز 3300 دولار يوم الأربعاء الماضي، واستمر في الصعود ليتجاوز 3400 دولار يوم الاثنين.
يترقب المستثمرون تصريحات من مسؤولين في مجلس الاحتياطي الاتحادي هذا الأسبوع، بحثًا عن إشارات حول مستقبل السياسة النقدية، في ظل المخاوف المتعلقة باستقلال البنك المركزي.
وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% إلى 32.57 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% إلى 964.78 دولارًا، وصعد البلاديوم بنسبة 1.3% إلى 939.50 دولارًا.