فرقة موسيقية مقدسية تناضل بالأغنية وتوثق الألم الفلسطيني
"نور" من زنزانة الأسر إلى أغنية نضالية.. وسهيل خوري: خرجت للنور في الجمعة العظيمة
قبل 14 عامًا، أبصر حلمٌ فني النور في القدس المحتلة، على يد الموسيقار سهيل خوري، رئيس معهد إدوارد سعيد، الذي أسّس فرقة "بنات القدس" المكوّنة من 25 فتاة مقدسية، اجتمعن على حب الوطن والموسيقى، واتخذن من الأغنية وسيلة للمقاومة والتوثيق، إذ تنسج الفرقة في كل عمل فني قصة من النضال الفلسطيني، وتعيد من خلال أصوات عضواتها صياغة الحكاية التي لم تنتهِ بعد.
في مشهد استثنائي، قدّمت فرقة "بنات القدس" أغنية "نور"، وهي عمل وثّق واقعًا وحمل في كلماته مشاعر رثاء وحنين ووجع فلسطيني خالص، الأغنية مستوحاة من قصة حقيقية، رواها الأسير الفلسطيني أحمد العارضة، الذي نعى شقيقه الشهيد نور، الذي ارتقى أثناء مقاومته الاحتلال في مدينة نابلس.
وقال سهيل خوري، مؤسس المعهد الذي احتضن ميلاد الفرقة، لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن "نور" خرجت إلى النور يوم أمس، واصفًا ذلك بيوم "الجمعة العظيمة"، لما تحمله الأغنية من رمزية وجدانية ونضالية.
الأغنية من كلمات الأسير أحمد العارضة، أما الموسيقى فكانت من تأليف سهيل خوري، وقامت الفرقة بأدائها بصوتها الجماعي المؤثر. ووصف خوري لحظة كتابة الأغنية قائلًا: "حين صرخ أحمد العارضة في أخيه (لا تبتعد أكثر) كان يعيد صياغة النداء الإنساني القديم تحت الصلب، وحين قال (حطم صليبك يا يسوع)، لم يكن يخاطب المسيح وحده، بل الفلسطيني الذي يحمل صليبه كل يوم في جنازات الشهداء، وفي زنازين الاحتلال، وعلى درب الجلجلة الممتد من القدس إلى نابلس".
وأضاف: "في فلسطين، الصلب ليس مشهدًا من الماضي، بل جمعة عظيمة لا تنتهي، وصلبانها لا تسقط".
تعود فكرة تأسيس "بنات القدس" إلى عام 2011، حين لاحظ سهيل خوري أن الموسيقى العربية غالبًا ما تُحتكر من قبل الذكور، بينما تتجه الإناث نحو الآلات الغربية، لكن بعض طالبات معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى بالقدس برعن في العزف على آلات شرقية كالقانون والعود والآلات الإيقاعية، ما شجّع خوري على إطلاق الفرقة وتطويرها.
بدأت الفرقة بعازفات فقط، ثم انضمت إليهن مجموعة من فتيات "جوقة فلسطين للشباب"، ليشكلن معًا "بنات القدس"، وتتراوح أعمارهن بين 14 و22 عامًا.
يؤكد "خوري" أن الفرقة تُعنى بإحياء الموسيقى العربية والفلسطينية الأصيلة، وتقدم أعمالًا تمزج بين الموروث الشعبي والأغنية الحديثة، إلى جانب قطع موسيقية مستوحاة من القضية الفلسطينية، وقدّمت الفرقة أعمالًا لفنانين كبار مثل مارسيل خليفة والشيخ إمام وأحمد قعبور، إضافة إلى أغانٍ لعبد الوهاب والأخوين الرحباني.