الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"روتا" تدفع فاتورة التوتر بين واشنطن وأوروبا.. ترامب يقلص حجم القاعدة الأمريكية بإسبانيا

  • مشاركة :
post-title
قاعدة روتا البحرية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

قد تلجأ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى تقليص حجم القاعدة البحرية الأمريكية في "روتا" بإسبانيا، على خلفية العلاقات المتوترة بين واشنطن وأوروبا، وفق ما أوردت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وينتشر ما يقرب من 84 ألف جندي أمريكي في 38 قاعدة أوروبية على الأقل، بعضها يعود تاريخه إلى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتستضيف قرية "روتا" الإسبانية أهم قاعدة بحرية أمريكية في أوروبا، ونشأت قاعدة "روتا" نتيجة لاتفاقية عام 1953 بين الرئيس الأمريكي آنذاك دوايت أيزنهاور والديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو.

وتضم قاعدة "روتا" مطارًا و3 أرصفة، وما تطلق عليه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أكبر منشآت الأسلحة والوقود في أوروبا. وتقترب القاعدة من مضيق جبل طارق، ما يجعلها حيوية لنشر القوة العسكرية في البحر الأبيض المتوسط ​​وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.

وتستضيف القاعدة 2800 جندي أمريكي، و5 سفن قادرة على اكتشاف وإسقاط الصواريخ الباليستية للعدو، وتشكل ركائز الدرع الأمريكي الذي تم إنشاؤه لحماية أوروبا.

وتنتظر القاعدة السفينة الحربية السادسة التي وعدت الولايات المتحدة بوصولها، عام 2022، لكن مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، البيت الأبيض، باتت كل التوقعات غير واردة، فقد أثارت مطالبته لأوروبا بإنهاء عقود من "الاستغلال" والبدء في الدفاع عن نفسها قلقًا من أن واشنطن على وشك تقليص وجودها العسكري التاريخي في أوروبا.

وحذّر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، الحلفاء الأوروبيين من أن الحماية الأمريكية لن تدوم للأبد، لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، رفض، أبريل الجاري، التقارير التي تشير إلى احتمال خفض عدد القوات الأمريكية، واصفًا إياها بـ"الهستيريا والمبالغة".

ومع ذلك، قال جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشؤون أوروبا: "أي شيء وارد. هناك الكثير مما قد يثير غضب ترامب". 

وأضاف: "من بين المحفزات المحتملة رد الفعل الانتقامي على رسوم ترامب الجمركية، أو الدعم الأوروبي لأوكرانيا، أو مقاومة هدف الرئيس الأمريكي بالاستيلاء على جرينلاند. 

وتابع: "قد يقول ترامب: انظروا، الوضع الآن بيني وبينكم. تبًا لكم. دافعوا عن أنفسكم".

وذكرت "فاينانشال تايمز"، أن السياسة الإسبانية قد تفاقم من هشاشة "روتا"، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أثار حفيظة ترامب مرارًا وتكرارًا بشأن قضايا السياسة الخارجية.

ونقلت الصحيفة عن مايكل والش، المسؤول السابق في حملة جو بايدن، الذي أصبح مُنتقدًا للسياسة الخارجية للرئيس الديمقراطي، إن هذه "الاختلالات تخلق مخاطر سياسية للولايات المتحدة، وتزيد من فرص اتخاذ قرار تقليص حجم روتا".

وأوضحت الصحيفة، أن ود سانشيز تجاه الصين يُشكل مصدر خلاف خاص، إذ دعا رئيس الوزراء واشنطن وبكين إلى "التحدث" بشأن حرب الرسوم الجمركية، خلال زيارته للعاصمة الصينية، الأسبوع الماضي.

وثانيًا، تنفق إسبانيا على الدفاع كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي أقل من أي عضو آخر في حلف الناتو. وثالثًا، انتقاد سانشيز للهجوم الإسرائيلي على غزة.

والوضع في روتا ليس بسيطًا، فهو رسميًا منشأة بحرية إسبانية "يستخدمها الأمريكيون بشكل مشترك"، ما يعني أن واشنطن تحتاج إلى إذن مدريد في بعض الأمور.

ومع ذلك، حذّر "والش" من احتمال انهيار الأمور بين مدريد وواشنطن، ما يدفع ترامب إلى بديل أقل خطورة من قاعدة روتا في دولة أخرى على البحر الأبيض المتوسط.