في الوقت الذي تعاني فيه الصين من ارتفاع الوفيات بفيروس كورونا المستجد، تزدهر "صناعة الموت"، وذلك مع ارتفاع إنفاق دور الجنازات على أكياس الجثث وحاويات التخزين البارد وأفران حرق الجثث في العديد من المقاطعات، منذ أن أنهت بكين سياسة "صفر كورونا" في أوائل ديسمبر الماضي.
وتفشى فيروس كورونا "كوفيد -19" في جميع أنحاء الصين منذ ديسمبر الماضي، مما تسبب في خسائر كبيرة في عدد السكان البالغ 1.4 مليار نسمة، وسط تقارير واسعة النطاق عن ازدحام المستشفيات ومحارق الجثث. إذ قالت الصين، يوم السبت الماضي، إن ما يقرب من 60 ألف شخص مصابين بفيروس كورونا توفوا في المستشفيات، في الفترة بين 8 و12 يناير، وهي أرقام تستثني من مات في المنزل متأثرًا بالفيروس التاجي.
مناقصات لمستلزمات حرق الجثث
وازدادت الأدلة التي تبرهن على ازدهار "صناعة الموت" في المقاطعات الصينية، ففي مدينة شانتو، أفادت قاعدة بيانات المشتريات الحكومية بأن دار الجنازات (مركز خدمة للجنازات) أعلنت مؤخرًا عن مناقصة "شراء طارئ" لأفران حرق الجثث، بينما أعلنت دار جنازات في مدينة تسيجونج بمقاطعة سيتشوان شراء 196 ألفًا و230 لترًا من الديزل، بزيادة 40٪ عن المتوسط السنوي، مشيرة إلى أن إمداداتها "استنفدت تقريبًا"، وفقًا لبيانات نشرتها "رويترز".
وفي مدينة آنكينج شرق الصين، أنفقت دار جنازات نحو 1.6 مليون يوان (ما يعادل 236 ألف دولار) بين 19 ديسمبر الماضي و4 يناير الجاري على سيارتين كبيرتين لنقل التوابيت، والتوسع في إمدادات الطاقة وثلاجات حفظ الجثث، وفقًا لمناقصات أُعلن عنها. وأوضحت مناقصة أُعلن عنها في 19 ديسمبر: "لا يمكن لثلاجات الجثث في مؤسستنا من تلبية احتياجات العمل الحالية، ونحتاج بشكل عاجل إلى شراء 30 ثلاجة الآن".
الأمر نفسه في مدينة جيشو، زاد حجم أعمال حرق الجثث، وتحتاج دار الجنازات في المدينة الآن إلى شراء 10 ثلاجات للجثث، بحسب مناقصة مُعلن عنها.
ويتضح أن المناقصات المتاحة للجمهور، لدور الجنازات التي تديرها الحكومة الصينية، زيادة في عمليات شراء المعدات منذ أوائل ديسمبر، مقارنةً بنفس الفترة من العام السابق، بحسب "رويترز".
إعلانات عن محارق جثث ذكية وسريعة
ونشرت شركة مُصنعة لمحارق الجثث في مقاطعة شاندونج الصينية، إعلانًا عن خدماتها، على حساب WeChat الخاص بها، يشير إلى القفزة في الطلب على المحارق، وجاء في الإعلان: "في ديسمبر 2022، قامت البلاد بتعديل سياستها تجاه كوفيد، وارتفعت أعمال حرق الجثث، وزيادة الطلب على معدات الجثث من صالات الجنازة في بعض المناطق". ويؤكد الإعلان أن الشركة تبيع محارق "ذكية وسريعة"، وكيف أنها خيار مثالي للتعامل مع الزيادة الحالية في حرق الجثث.
وقدر عامل في دار جنازات في الصين أنه يحرق ما بين 20 إلى 30 جثة يوميًا، بدلًا من ثلاثة أو أربعة جثث قبل تخفيف إجراءات كورونا من قبل السلطات الصينية، بحسب إذاعة "صوت أمريكا".
فيما يؤكد شاب صيني لـ"صوت أمريكا"، أنه أحضر جثة جدته (توفيت في عمر 82 عامًا) إلى محرقة جثث في جوبيديان، في رحلة استغرقت ساعتين، لأن دور الجنازات في العاصمة الصينية "بكين" كانت مكتظة للغاية، وأشار إلى أنهم قالوا له في "بكين" إن سيتعين علينا الانتظار لمدة 10 أيام لحرق جثة جدته.