كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن خطة أولية من إدارة الرئيس دونالد ترامب لخفض ميزانية إدارة المهام العلمية في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) من 7.3 مليار دولار إلى 3.9 مليار دولار فقط، ما قد يؤدي إلى إلغاء مليارات الدولارات من المشروعات العلمية الجارية والمستقبلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقًا للمعلومات المسربة، ستطول التخفيضات كل القطاعات العلمية الرئيسية في ناسا، إذ ستنخفض ميزانية علوم الفلك من 1.5 مليار دولار إلى 487 مليون دولار فقط، وستتراجع مخصصات علوم الكواكب من 2.7 مليار دولار إلى 1.9 مليار دولار، بينما ستنخفض ميزانية علوم الأرض المسؤولة عن دراسة كوكبنا ومراقبة التغيرات المناخية من 2.2 مليار دولار إلى نحو 1.033 مليار دولار.
وصف كيسي دراير، رئيس سياسة الفضاء في جمعية الكواكب، هذه المقترحات بأنها "حدث انقراضي لعلوم ناسا"، مؤكدًا أنها "تنهي بلا داعٍ مهامًا علمية فعالة ومنتجة، وتلغي مهامًا جديدة يجري بناؤها حاليًا، مما يهدر مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب".
مشروعات مهددة بالإلغاء
توضح "واشنطن بوست" أنه من أبرز المشروعات المعرضة للخطر تلسكوب نانسي جرايس رومان الفضائي، المخصص لدراسة المجرات البعيدة والكواكب الخارجية، والذي يجرى تجميعه واختباره حاليًا في مركز جودارد للطيران الفضائي، ومن المقرر إطلاقه في سبتمبر 2026.
كما ستتأثر أيضًا مهمة استعادة عينات من كوكب المريخ، المصممة للبحث عن علامات للحياة القديمة على الكوكب الأحمر.
ورغم أن الخطة تتضمن استمرار دعم تلسكوبي هابل وجيمس ويب الشهيرين، إلا أنها لا تشمل تمويلًا لأي تلسكوب آخر.
مرحلة الإرجاع
أشارت الصحيفة إلى أن هذه المقترحات لا تزال في مراحلها الأولية المعروفة باسم "الإرجاع"، ولم يتم تقديمها رسميًا إلى الكونجرس الأمريكي الذي يملك صلاحية الإنفاق النهائية ويمكنه إنقاذ البرامج المستهدفة للإلغاء.
وحذَّر السيناتور كريس فان هولين، الديمقراطي عن ولاية ماريلاند، من أن هذه التخفيضات ستضع مركز جودارد التابع لناسا في وضع خطير، وقال لـ"واشنطن بوست": "ستكون خسارة كبيرة لبلادنا، لأن ما يقوم به الرجال والنساء في جودارد هو أساس كل شيء آخر نقوم به في الفضاء".
وتوقع "هولين" مقاومة قوية من كلا الحزبين في الكونجرس لخفض تمويل المهام التي تشكل أساس برنامج الفضاء، مضيفًا: "هذا يشبه استهلاك بذورنا، وسيقوض ريادتنا في مجال الابتكار التقني والبحث العلمي".
فيما اكتفت بيثاني ستيفنز، المتحدثة باسم ناسا، بإصدار بيان مقتضب جاء فيه: "تلقت ناسا إرجاع ميزانية السنة المالية 2026 من مكتب الإدارة والميزانية، وبدأت العملية التداولية"، ما يشير إلى أن المفاوضات حول الميزانية لا تزال جارية.
الريادة الأمريكية في الفضاء
توضح الصحيفة أن هذه المقترحات تأتي في وقت تشهد فيه المنافسة الدولية في مجال الفضاء تصاعدًا كبيرًا مع تسارع البرامج الفضائية الصينية والروسية والأوروبية.
ويرى خبراء أن التخفيضات الحادة في برامج البحث العلمي لناسا قد تؤثر سلبًا على المكانة القيادية للولايات المتحدة في مجال استكشاف الفضاء على المدى الطويل.