حذّرت غرفة العمليات الحكومية الفلسطينية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية من خطر توسّع المجاعة في قطاع غزة، نتيجة استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشهر الثاني على التوالي، بحسب وكالة "وفا".
وقالت رئيسة غرفة العمليات، سماح حمد: "نحن أمام أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه أكثر من مليوني مواطن في غزة خطر الجوع ونقص المياه الصالحة للشرب"، وأكدت أن منظومة الغذاء في القطاع مهدّدة بالانهيار، بسبب سياسات الاحتلال من جهة، والصمت الدولي من جهة أخرى.
وأشارت "حمد" إلى أن الكوادر الميدانية، رغم قلّة الإمكانيات، يبذلون أقصى الجهود لخدمة الأهالي وتوفير ما تبقّى من الخيام والمواد الأساسية، التي شارفت على النفاد.
ودعت غرفة العمليات الفلسطينية المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية الدولية إلى التحرّك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي وإنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.
واستنكرت غرفة العمليات الحكومية الفلسطينية الحملة الشرسة التي تشنّها قوات الاحتلال على القطاع الصحي، مستهدفة الطواقم الطبية والمسعفين والدفاع المدني والمستشفيات، ما أدّى إلى خروج معظمها عن الخدمة تدريجيًا، وأكدت أن الاحتلال يستخدم قذائف متفجّرة غير مسبوقة، في انتهاك صارخ لأبسط قواعد الإنسانية والقانون الدولي.
تحذير من جشع التجّار
وأدانت غرفة العمليات الفلسطينية الغلاء الفاحش في أسعار المواد الأساسية، نتيجة ممارسات بعض التجّار في قطاع غزة، معتبرة أن هذه الممارسات "لا تقلّ قساوة عن آلة الحرب الإسرائيلية بحق المدنيين الأبرياء".
مراكز إيواء جديدة للنازحين
وأكدت سماح حمد رئيسة غرفة العمليات الحكومية الفلسطينية، أهمية تعميم تجربة مساحات العمل المشتركة في المحافظات الفلسطينية الشمالية، وأشارت إلى تكليف غرفة العمليات الحكومية من قِبل مجلس الوزراء الفلسطيني بمتابعة جهود الإغاثة الطارئة في الضفة الغربية، لدعم صمود المواطنين في وجه سياسة التهجير القسري.
وفي هذا السياق، أعلنت غرفة العمليات الفلسطينية، خلال اجتماعٍ حضره وكيل وزارة الحكم المحلي رائد مقبل، ووكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان مكرم دراغمة، عن بدء العمل في إنشاء أول ثلاثة مراكز إيواء للنازحين في شمال الضفة، على أراضٍ حكومية، وسيُقام مركز واحد في محافظة طولكرم، ومركزان في محافظة جنين، وذلك بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي(UNDP)، وبالتنسيق مع المحافظات والبلديات.
وستوفّر هذه المراكز الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصرف صحي، إضافة إلى مساحات عمل مشتركة مزوّدة بالإنترنت، لتمكين النازحين من الطلبة والعاملين من استئناف حياتهم الطبيعية قدر الإمكان.