تعتزم بريطانيا فرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة الأمريكية، ردًا على توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا بتطبيق رسوم جمركية مضادة على دول العالم.
وأعلن وزير التجارة البريطانية، جوناثان رينولدز، أن المملكة المتحدة ستتشاور مع الشركات البريطانية حول كيفية فرض الحكومة رسومًا تجارية انتقامية على الولايات المتحدة، وفقًا لصحيفة "التليجراف" البريطانية.
وصرّح رينولدز، بأنه "سيتم سؤال الشركات خلال الأسابيع الأربعة المقبلة عن المنتجات الأمريكية، التي يُحتمل أن تُدرج في أي رد بريطاني على الرسوم الجمركية".
وأضاف في كلمته أمام مجلس العموم: "أن المشاورات ستُعلق مؤقتًا في حال التوصل إلى اتفاق، وستنشر الحكومة البريطانية اليوم مسودة قائمة بالمنتجات الأمريكية التي يمكن استهدافها".
وتابع: "لا نزال نعتقد أن أفضل سبيل لتحقيق الاستقرار الاقتصادي للعمال هو اتفاق تفاوضي مع الولايات المتحدة، يبني على نقاط قوتنا المشتركة، ومع ذلك، نحتفظ بالحق في اتخاذ أي إجراء نراه ضروريًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق".
ومع ذلك، أكد رينولدز أن "الحكومة البريطانية تُفضل إبرام صفقة اقتصادية مع الولايات المتحدة للتخفيف من تأثير الرسوم الجمركية، التي فرضها ترامب بنسبة 10% على السلع البريطانية".
وأعدت الحكومة البريطانية قائمة بالسلع التي قد تخضع للرسوم الجمركية، تتنوع بين مختلف المنتجات مثل القماش الجينز إلى وقود الطائرات. وتتجاوز الوثيقة 400 صفحة، وتتضمن أكثر من 8 آلاف فئة محتملة من السلع.
حقبة تجارية جديدة
وقال رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، في فعالية انتخابية محلية، إن "بريطانيا تدخل حقبة جديدة" في التجارة"، لكنه أضاف أنه "لا يعتقد أنه ينبغي لنا القفز إلى حرب تجارية".
وذكر: "لا أحد يريد حربًا تجارية، عليّ أن أتصرف بما يخدم المصلحة الوطنية، والخيار أمامنا هو إما اتخاذ إجراءات انتقامية حازمة منذ البداية، أو مواصلة نهجنا الهادئ للتفاوض على اتفاق تجاري لتخفيف الرسوم الجمركية إن أمكن"، مضيفا: "أعتقد أن الخيار الثاني هو النهج الصحيح".
سيُنظر إلى قرار الإعلان عن المشاورات والجدول الزمني المصاحب لها على أنه محاولة لتسريع المحادثات مع البيت الأبيض.
رد أوروبي
يأتي ذلك بعد ساعات من تصريح رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأن "الاتحاد الأوروبي مستعد للرد على رسوم ترامب، التي وصفتها بأنها ضربة قوية للاقتصاد العالمي".
وذكر رينولدز: "لتمكين المملكة المتحدة من إتاحة جميع الخيارات لنا مستقبلًا، أُطلق اليوم طلبًا لتقديم آراء حول تداعيات أي إجراءات انتقامية محتملة على الشركات البريطانية".
وتابع: "هذه خطوة رسمية ضرورية لنا لإبقاء جميع الخيارات مطروحة. سنسعى لاستطلاع آراء الجهات المعنية في البلاد على مدى أربعة أسابيع حتى 1 مايو، بشأن المنتجات التي قد تُدرج في أي رد بريطاني على الرسوم الجمركية".
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن الخبيرة الاقتصادية كلاريسا هان، "إن التأثير الأولي لارتفاع الأسعار سيقع على عاتق المستهلكين الأمريكيين، ومن المرجح أن تُحمّل الشركات الأمريكية التكاليف الإضافية لعملائها".
وإذا انخفض الطلب الأمريكي على المنتجات البريطانية، بسبب الرسوم الإضافية، التي يوجهها المستوردون، فقد يؤثر ذلك على هوامش الربح، ويؤدي في النهاية إلى تسريح عمال في المملكة المتحدة ما لم تجد الشركات البريطانية عملاء جددًا خارج الولايات المتحدة.
انخفض سعر الدولار عالميًا بعد أن أثارت الرسوم الجمركية المتبادلة، التي فرضها ترامب أزمة ثقة أوسع في العملة الاحتياطية العالمية.
وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 1.3% مقابل الدولار ليصل 1.317 دولار أمريكي - وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر - وسط مخاوف من أن تُؤدي رسوم ترامب الجمركية إلى ركود اقتصادي أمريكي.