الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زلزال ميانمار.. محاولات يائسة لإنقاذ الناجين بالأيدي العارية

  • مشاركة :
post-title
مبنى منهار جراء الزلزال الذي وقع في ميانمار

القاهرة الإخبارية - متابعات

خلال الساعات التي تلت الزلزال العنيف الذي سوى مباني بالأرض في ماندالاي بميانمار أمس الجمعة، بحث الناجون وسط الأنقاض بأياديهم العارية في محاولات يائسة لإنقاذ المحاصرين.

وقال أحد السكان وعمال إنقاذ في ثاني أكبر مدينة في البلاد (ماندالاي) لـ"رويترز"، إنهم يكافحون لانتشال الناجين الذين يصرخون طلبًا للمساعدة في ظل غياب المعدات الثقيلة والسلطات.

نجا هتيت مين أو (25 عامًا) بصعوبة بالغة عندما انهار عليه جدار من الطوب وعلق نصف جسده تحت الركام، وقال لـ"رويترز" إن جدته واثنين من أقاربه لا يزالون تحت أنقاض مبنى.

وتابع قائلًا وهو يبكي: "هناك الكثير من الأنقاض، ولم تصل إلينا أي فرق إنقاذ".

تعاني ميانمار أزمة منذ عام 2021 عندما استولى الجيش على السلطة من حكومة منتخبة وسحق الاحتجاجات بوحشية، ما أثار انتفاضة مسلحة لم تحدث من قبل.

وتقول منظمات إنسانية إن الزلزال، الذي بلغت قوته 7.7 درجة وأودى بحياة أكثر من ألف شخص، جاء في لحظة حرجة بالنسبة للبلاد في ظل الحكم العسكري المستمر منذ أربع سنوات والحرب الأهلية التي شلَّت البنية التحتية وشردت الملايين.

وقالت شيلا ماثيو، نائبة مدير برنامج الأغذية العالمي في البلاد، في بيانٍ: "ضرب الزلزال القوي البلاد في أسوأ توقيت ممكن... لا تستطيع ميانمار تحمل كارثة أخرى".

وقال محمد رياس، مدير لجنة الإنقاذ الدولية في ميانمار، إنَّ السكان في أنحاء البلاد متضررون من "العنف واسع النطاق"، وأن النظام الصحي دمره الصراع، ويكافح للتعامل مع حالات تفشي الكوليرا وأمراض أخرى.

وتابع:"الضغوط الإضافية الناجمة عن تلبية احتياجات المصابين من الزلزال ستؤدي لضغط غير مسبوق على الموارد غير الكافية بالفعل".

أزمة متعددة الأبعاد

في يناير الماضي، قالت الأمم المتحدة إن ميانمار تواجه "أزمة متعددة الأبعاد" تتسم بانهيار اقتصادي وصراع محتدم ومخاطر مناخية وتفاقم الفقر، وأكثر من نصف البلاد محروم من الكهرباء، والمستشفيات في مناطق الصراع خارج الخدمة.

ونزح أكثر من 3.5 مليون شخص وفرّ كثيرون آخرون عبر الحدود وسط قتال بين الجيش وجماعات مسلحة سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي.

وذكرت منظمة (فري بورما رينجرز) الإغاثية أن المعارك استمرت أمس عقب الزلزال، إذ شنَّ الجيش غارات جوية بالطائرات الحربية والمُسيّرة في ولاية كارين، بالقرب من مقر إحدى أكبر الجماعات العرقية المسلحة.

وأوضح أحد رجال الإنقاذ الذي كان يحاول إخراج 140 راهبًا من تحت أنقاض مبنى منهار في أمارابورا بماندالاي لـ"رويترز": "لا نستطيع المساعدة لأننا لا نملك ما يكفي من الأيدي العاملة والآلات لإزالة الأنقاض".

لكنه استطرد قائلًا: "لن نتوقف عن العمل".