انتقد الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" اليوم الخميس، تردد ألمانيا في تزويد بلاده بدبابات، وذلك بعد أن قال مسؤولون ألمان كبار، إن برلين لن تسمح لحلفائها بشحن دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا؛ للمساعدة في دفاعها ضد روسيا أو إرسال أنظمتها الخاصة، ما لم توافق الولايات المتحدة على إرسال دبابات قتالية أمريكية الصنع.
ذكرت "رويترز" نقلًا عن مصدر حكومي في برلين، أن ألمانيا سترسل دبابات محلية الصنع إلى أوكرانيا، إذا وافقت الولايات المتحدة على القيام بالمثل، فيما لا يزال الشركاء في حلف شمال الأطلسي غير متفقين على أفضل السُبل لتسليح كييف.
وتقول أوكرانيا، التي تعتمد بشكل أساسي على دبابات تعود إلى الحقبة السوفيتية، إن الدبابات الجديدة ستمنح قواتها قوة نارية مُتحركة تُمكنها من طرد القوات الروسية في معارك حاسمة.
فيما سعى أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى تجنب خطر الظهور في مُواجهة مباشرة مع موسكو، وامتنعوا عن إرسال أقوى أسلحتهم إلى كييف.
ألمانيا تشترط إرسال الدبابات الأمريكية إلى أوكرانيا
تتمتع برلين بحق رفض أي قرار بتصدير دباباتها من طراز "ليوبارد"، والتي يرى خبراء في مجال الدفاع أنها الأنسب لأوكرانيا، وقال مصدر بالحكومة الألمانية، وفق "رويترز"، إن المستشار الألماني "أولاف شولتس" شدد عدة مرات في الأيام الأخيرة، خلف الأبواب المغلقة، على شرط إرسال الدبابات الأمريكية إلى أوكرانيا.
قالت "كارين جان بيير" المُتحدثة باسم الرئيس الأمريكي، عند سؤالها عن موقف ألمانيا: "يعتقد الرئيس بايدن أن على كل دولة أن تتخذ قراراتها السيادية الخاصة بشأن خطوات المساعدة الأمنية وأنواع المعدات التي يُمكنها توفيرها لأوكرانيا".
كما أفاد مسؤولون أمريكيون، بأنه من المتوقع أن توافق إدارة بايدن في الخطوة التالية على تزويد أوكرانيا بعربات "سترايكر المدرعة"، والتي تُصنع في كندا للجيش الأمريكي، لكنها ليست مُستعدة لإرسال دبابات.
قال "كولين كال"، كبير مستشاري السياسات في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الذي عاد للتو من زيارة إلى أوكرانيا، إن البنتاجون ما زال غير مُستعد لتلبية طلب كييف دبابات "إم 1 أبرامز."
أضاف: "لا أعتقد أننا وصلنا إلى هذه المرحة بعد، دبابة أبرامز هي قطعة مُعقدة للغاية من العتاد، إنها باهظة الثمن، من الصعب التدرب على استخدامها، وبها محرك نفاث".
اجتماع غربي لتنسيق المساعدات العسكرية لكييف
جاءت تصريحات "كال" قبيل اجتماع يعقد غدًا الجمعة بين كبار مسؤولي الدفاع من عشرات الدول في قاعدة "رامشتاين" الجوية الأمريكية في ألمانيا؛ لتنسيق المساعدات العسكرية لكييف، وسينصب الاهتمام في الاجتماع على ألمانيا، التي قالت إنه يجب تزويد أوكرانيا بالدبابات الغربية فقط، إذا كان هناك اتفاق بين حلفاء كييف الرئيسيين.
كثفت بريطانيا الضغط على برلين هذا الشهر، عندما أصبحت أول دولة غربية ترسل دبابات إلى أوكرانيا، متعهدة بمجموعة من دباباتها (تشالنجر)، وقالت بولندا وفنلندا إنهما سترسلان دبابات "ليوبارد" إذا وافقت برلين.
وحث زيلينسكي، في كلمة عبر رابط فيديو موجهة للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أمس الأربعاء، الحلفاء الغربيين على إمداد بلاده بالعتاد قبل أن تشن روسيا هجماتها الصاروخية والبرية التالية، وقال: "يجب أن يكون إمداد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي أسرع من الهجمات الصاروخية الروسية المقبلة.. يجب أن تسبق إمدادات الدبابات الغربية أي غزو جديد للدبابات الروسية".