تظل الصورة هي البطل الخفي الذي يُحرك المشاعر وينقل التفاصيل بطريقة أعمق من الكلمات، وعندما يدور الحديث عن مسلسل "النص" بطولة الفنان المصري أحمد أمين، الذي يعيد إحياء أجواء القاهرة في ثلاثينيات القرن الماضي، يصبح للتصوير السينمائي دور محوري في خلق عوالم نابضة بالحياة، تجذب المُشاهد إلى قلب الأحداث.
ويؤكد مدير التصوير يوسف بارود، لموقع "القاهرة الإخبارية "، أن تجربته في مسلسل "النص" كانت مختلفة تمامًا عن الأعمال السابقة التي عمل بها، إذ يقول: "تجربة النص مميزة ومختلفة بالنسبة لي، خصوصًا أن العمل تدور أحداثه في فترة العشرينيات والثلاثينيات، فكان لا بد من مراعاة الألوان المستخدمة التي يرتديها الشخصيات الرئيسية والثانوية، وأيضًا حركة المارة والباعة الجائلين وألوان المحال والبيوت سواء في الأحياء الشعبية البسيطة أو التي يسكنها الأعيان والأثرياء، وتم الاتفاق على أن تكون الألوان في فترة النهار أقل تشبعًا أو بمعنى آخر لا تكون صارخة حتى نصل إلى الإحساس بالزمن القديم، تحديدًا في الأماكن والأحياء البسيطة، لكن في الأماكن الخاصة بالأثرياء تكون أكثر وضوحًا كالقصور والشوارع والمسارح".
ويضيف: "من خلال عناصر الصورة المختلفة من إضاءة وتكوين وحركة كاميرا ودرجات اللون المستخدمة، استطعنا خلق الأحداث ووصفها بشكل دقيق للمشاهد مع تطور الشخصيات في العمل، وما ساعدني في خلق هذه الصورة بالشكل المناسب، الذي يتوافق مع الفترة الزمنية القديمة، هي مشاهدة المواد الأرشيفية من صور وأفلام وثائقية صورها الأجانب في هذه الفترة، إضافة إلى مشاهدتي للأفلام المصرية القديمة ومعرفة شكل الحارات والأماكن والبيوت، وبالتعاون مع منسق المناظر أحمد عباس، ولديه خبرات سابقة في تنفيذ العديد من الأعمال الدرامية، التي تحاكي هذه الفترة، أضاف لي الكثير لخروج الصورة بالشكل المناسب ".
التحديات
وعن التحديات التي واجهته في مسلسل "النص"، يقول يوسف بارود: "من ناحية التقنية نحن بصدد مسلسل في فترة تكاد تكون فيها الأزقة والحارات شبه مظلمة ومصادر الإضاءة المستخدمة بدائية للغاية كمصابيح الجاز والزيت، فكان هذا أكبر تحدٍ واجهني لنقل الصورة والتعبير عن إحساسي بهذه الأماكن من خلال الإضاءة وصولًا إلى الكاميرا وعرضها على الشاشة".
ويضيف: "كانت معادلة الموازنة صعبة بالنسبة لي، خصوصًا أن طبيعة العمل كوميدي يتخلله التراجيدي، وهنا يجب أن تكون الصورة النهائية واضحة التفاصيل للمُشاهد للتفاعل مع الأحداث والشخصيات، وفي نفس الوقت الإضاءة في الأماكن الفقيرة والبسيطة تكاد تكون شبه مظلمة، لذا حاولت الوصول إلى الموازنة بين العاملين للحفاظ على المصداقية".
وتابع: "تجربة ممتعة وفخور بها وسعدت بالتعاون مع المخرج حسام علي، فكان هناك تفاهم كبير بيننا وتعاون مثمر للغاية، لنقل ما في مخيلتي وتصوري للعمل بشكل يوافق رؤيته الإخراجية، وتقديم للمُشاهد عمل يليق بعقليته وصورة جذابة وممتعة له".