الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إياد نصار.. حالة خاصة بالدراما المصرية لا تخشى التغيير

  • مشاركة :
post-title
إياد نصار

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

"كنت دائمًا أريد ألا يتم تقييمي على أنني ممثل أردني في مصر، بل ركزت على معرفة كل تفاصيل حياة المصريين، سواء في طريقة الكلام أو التصرفات العادية أو اللهجة لأكون ممثلًا مصريًا"، هكذا تحدث الممثل إياد نصار، في لقاء تلفزيوني قديم عن بداية مشواره الفني بمصر، الذي بدأ بالمشاركة في مسلسل "حالة خاصة" عام 2009، بطولة النجمة يسرا.

الممثل الذي ذاع صيته أولًا في بلده الأردن من خلال عدة أعمال منها "أبو جعفر المنصور"، و"الحجاج"، كان يضع نصب عينيه هدفًا يتمثل في الاندماج داخل نسيج المجتمع المصري، خصوصًا بعد نجاحه الشديد في الجزء الأول من مسلسل "الجماعة" عام 2010، الذي تعاون فيه مع المؤلف وحيد حامد والمخرج محمد ياسين.

جسد "نصار" في "الجماعة"، دور حسن البنا، ورغم أن الدور كان يحمل تحديات كبيرة، فإنه استطاع تجسيده بمهارة جعلته محط أنظار المشاهدين والنقاد على حد سواء. كان هذا العمل بمثابة الانطلاقة القوية له في مصر، إذ أثبت قدرته على تقديم الأدوار المركبة والمعقدة.

وواصل الفنان إياد نصار اختياراته المتميزة لأدواره وأعماله الفنية، على مدار الـ15 عامًا الماضية، حتى أثبت مكانته كواحد من أبرز نجوم الدراما العربية، إذ يتمتع بقدرة خاصة على الانتقال بين الأدوار المركبة بسلاسة. ويعود نصار هذا العام ليخوض تجربة جديدة في مشواره الفني من خلال مسلسل "ظلم المصطبة"، إذ يجسد شخصية رجل من الأرياف المصرية، في تحد جديد يضاف إلى قائمة أدواره المميزة.

إياد نصار وفتحي عبدالوهاب في "ظلم المصطبة"

سبق لإياد نصار أن جسد دور شاب من الريف في مسلسل "وش وضهر"، لكن هذه المرة في "ظلم المصطبة" يبدو الأمر مختلفًا تمامًا، إذ يتحدث بلهجة أهل الأرياف وتحديدًا إيتاي البارود في محافظة البحيرة، وكان في "وش وضهر" يتحدث باللهجة المصرية العادية.

الممثل الأردني يجسد في "ظلم المصطبة" دور "حسن" الذي يعود من ليبيا إلى قريته ليجد أن حبيبته "هند" ريهام عبدالغفور، تزوجت من صديقه "حمادة كشري" فتحي عبدالوهاب، الذي غدر به أيضًا واستولى على أمواله، لتبدأ سلسلة من الصراعات محورها الزوجة.

وإياد نصار الذي بدأ حياته المهنية في التدريس قبل أن يعمل مساعد مخرج ثم يتجه إلى التمثيل، يحرص على انتقاء أدواره بعناية، ما جعله من أكثر الممثلين تميزًا في جيله، فهو لا يسعى فقط إلى البطولة المطلقة، بل يركز على تقديم الشخصيات التي تترك بصمة لدى الجمهور، لذا نشاهده في الكثير من الأعمال ذات البطولات الجماعية أو الثنائية.

ومن أبرز أعمال البطولة الجماعية التي تألق فيها الممثل الأردني ذو الأصول الفلسطينية، مسلسل "موجة حارة"، الصادر عام 2013، الذي جسد فيه شخصية ضابط شرطة يعيش صراعًا نفسيًا حادًا بين عمله ورغباته الشخصية. والعمل كان من أبرز المسلسلات التي قدمت دراما جريئة ومختلفة.

إياد نصار وريهام حجاج في "وش وضهر"

وقدم في "أفراح القبة" الصادر عام 2016، دورًا مميزًا في دراما مُعقدة ومبنية على رواية نجيب محفوظ، وأثبت قدرته على التألق وسط كوكبة من النجوم. وفي العام التالي شارك في بطولة مسلسل "هذا المساء"، مُجسدًا شخصية رجل أعمال ثري بوجهين متناقضين، ما أضفى على العمل المزيد من الإثارة والتشويق.

ويجيد إياد نصار تجسيد أدوار الخير أو الشر، الكلاسيكية أو العصرية، ويتميز بقدرته على الغوص في تفاصيل الشخصية، ما يمنحه حضورًا قويًا على الشاشة، وإشادة من النقاد، ومن أبرز أعماله أيضًا مسلسل "ليالينا 80"، الذي عاد به مع الجمهور إلى فترة الثمانينيات بتفاصيلها الاجتماعية والإنسانية، وفي "وش وضهر" قدّم دور طبيب مزيف يحاول الهروب من ماضيه، وهو دور حمل العديد من الأبعاد النفسية، وأثبت من خلاله مجددًا قدرته على تقديم الشخصيات المُعقدة بطريقة احترافية.

أدوار إياد نصار وبحثه عن النص القوي دون النظر إلى ترتيب الأسماء على تتر العمل، يؤكد أنه ممثل لا يخشى التغيير، بل يبحث عنه ليقدم لجمهوره تجارب درامية جديدة ومختلفة، ليصبح "حالة خاصة" في الدراما المصرية كما يشير عنوان عمله الدرامي الأول في مصر.

إياد نصار في "موجة حارة"