تتجلى الموسيقى التصويرية كعنصر جذب رئيسي ومحوري يضفي العمق على المشاهد ويعزز من المشاعر الدرامية، إذ تمتلك القدرة على نقل المشاعر وإضفاء العمق على المشاهد، وفي موسم رمضان هذا العام، يتصدر اسم الموسيقار شادي مؤنس المشهد، حيث يضع بصمته الموسيقية على ثلاثة مسلسلات مختلفة تمامًا بجانب مسلسل "جودر2"، مقدمًا ألحانًا تعكس تنوع القصص وتباين أجوائها الدرامية. في حديثه عن هذه التجربة، يكشف مؤنس عن رؤيته الموسيقية، والتحديات التي واجهها في صياغة موسيقى تصويرية لكل عمل على حدة، دون أن يطغى أحدها على الآخر.
صياغة جديدة
من بين الأعمال التي تولى مؤنس وضع موسيقاها التصويرية، يأتي مسلسل "شباب امرأة"، الذي يعد معالجة درامية حديثة للفيلم الشهير الذي يحمل الاسم ذاته، ورغم الإرث السينمائي العريق للفيلم، اختار مؤنس أن ينأى بنفسه عن موسيقاه الأصلية، مستلهمًا ألحانه من الرؤية الجديدة للمسلسل.
يقول مؤنس لموقع "القاهرة الإخبارية": "لم أحاول مشاهدة الفيلم مرة أخرى حتى لا أتأثر به، بل اعتمدت على روح الدراما المقدمة أمامي، فالموسيقى تحمل طابعًا شرقيًا ناعمًا يعكس أجواء العمل"، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر كان في تقديم موسيقى تتناسب مع المعالجة الدرامية الجديدة دون التأثر بالماضي.
كما أوضح أن هذا العمل يعد التعاون الرابع له مع المخرج أحمد حسن، والثاني مع الفنانة غادة عبد الرازق بعد مسلسل "صيد العقارب".
شعبي ملحمي
أما العمل الثاني الذي يضع شادي مؤنس بصمته عليه، فهو "فهد البطل"، الذي يعد التجربة الأولى له مع المخرج محمد عبد السلام، والنجم أحمد العوضي. ويتميز المسلسل بكونه دراما شعبية ذات طابع سينمائي مميز، وهو ما انعكس على التوجه الموسيقي للعمل.
يقول مؤنس: "الموسيقى في هذا العمل تمزج بين الشعبي والطابع الملحمي، مستلهمة من الأعمال التي قدمت البطل الشعبي مثل الفتوة وأدهم الشرقاوي، القصة تتناول قضايا الثأر والحق، وكان لا بد أن تعكس الموسيقى هذه الأجواء".
كما أشار إلى أن المسلسل يضم تنوعًا موسيقيًا واسعًا، حيث تشمل المقطوعات لحظات عاطفية مؤثرة، وأخرى ملحمية قوية، بالإضافة إلى موسيقى مشاهد الأكشن التي تبرز شجاعة البطل، مما يتطلب أسلوبًا موسيقيًا متجدّدًا يتماشى مع التطورات الدرامية للأحداث.
تجربة نفسية
أما التجربة الثالثة لمؤنس هذا الموسم، فهي تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل "الشرنقة"، الذي يقوم ببطولته أحمد داوود، ويخرجه محمد عبد الوهاب توبة، ومن إنتاج شركة أروما. ويعد هذا العمل مختلفًا تمامًا عن أعمال مؤنس السابقة، نظرًا لطبيعته النفسية المعقدة.
يتحدث مؤنس عن هذه التجربة قائلاً: "هذا أول عمل نفسي أقدمه، والموسيقى فيه مزيج بين الموسيقى الإلكترونية والكلاسيكية، لتعكس حالة عدم الاستقرار والتداخل النفسي لشخصية البطل". ويشير إلى أن العمل يتطلب موسيقى غير تقليدية، تساعد المشاهد على التعمق في الأبعاد النفسية المتغيرة والمضطربة للبطل، وهو ما جعله يتبع نهجًا موسيقيًا تجريبيًا مختلفًا عن أي تجربة سابقة له.
على الرغم من أن شادي مؤنس يفضل التركيز على عمل واحد في كل مرة، إلا أن هذا العام كان استثنائيًا، حيث وجد نفسه يعمل على ثلاثة مشروعات درامية في وقت واحد، كل منها يحمل طابعًا مختلفًا بجانب الجزء الثاني من "جودر".
يقول مؤنس: "كان من الضروري الفصل بين كل عمل وآخر، حتى لا يطغى أي نمط موسيقي على الآخر. فكل مسلسل له هوية درامية مختلفة، وكان يجب أن تعكس الموسيقى هذه الاختلافات بوضوح".
يؤكد أن الموسيقى عنصر جذب مهم لأي عمل فني، وأنه يسعى دائمًا إلى تقديم موسيقى تتناسب مع روح الدراما، وتساعد المشاهد على الاندماج مع الأحداث، ليظل العمل في ذاكرته حتى بعد انتهائه.