الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رئيس وزراء مصر: حالة عدم اليقين العالمية تداعياتها سلبية على جهود التنمية

  • مشاركة :
post-title
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري

القاهرة الإخبارية - متابعات

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اليوم الثلاثاء، أن حالة عدم اليقين والاضطراب التي يمر بها عالمنا اليوم نتيجة أزمات مُتعاقبة سواء اقتصادية أو صحية أو إنسانية أو جيوسياسية، تُلقي بتداعياتها على مسارات التنمية الوطنية، وكذلك أنظمة التمويل والاقتصاد العالمي.

وأوضح "مدبولي"، خلال كلمته في فعالية إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر "E-INFS"، بالشراكة مع الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز استدامة التمويل لتنفيذ رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة، أن هذه الأوضاع نتج عنها تباطؤ في معدلات النمو العالمية، وارتفاع تكلفة التمويل الإنمائي ونضوب مصادره، وزيادة مخاطر الاستثمار، وثقل حجم الديون العامة، وغيرها من التحديات ذات الصلة، وهو ما يحتم أن يتشارك الجميع في إيجاد حلول للقضايا الإنمائية الملحة، والوقوف على القواسم المشتركة التي من شأنها أن تخلق فرصًا اقتصادية تعزز من رفاهية الشعوب.

وأضاف "أن تمويل التنمية تُمثل أحد هذه القواسم المشتركة، إذ تُشير التقارير الدولية إلى أنه من المتوقع أن تتسع فجوة تمويل التنمية لتصل إلى 6.4 تريليون دولار أمريكي، بحلول عام 2030، حال عدم اتخاذ تدابير وقائية عالمية عاجلة، كما ظهر تمويل التنمية على طاولة المفاوضات الدولية، وبشكل مُكثف خلال الأعوام الماضية مُنذ إطلاق أجندة عمل أديس أبابا المعنية بتمويل التنمية عام 2015، بالتزامن مع إطلاق أهداف التنمية المُستدامة للأمم المتحدة.

وثمّن رئيس الوزراء المصري، الجُهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة ووكالاتها المُتخصصة لدعم مسيرة التنمية المُستدامة في مصر على مدى 80 عامًا من التعاون بين الجانبين منذ إنشاء الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن هذا التعاون المشترك يهدف لدعم جُهود التنمية المستدامة من خلال البرامج والمشروعات الإنمائية، التي تستهدف الحد من الفقر، والحماية الاجتماعية، وتحسين التعليم والرعاية الصحية، وتشجيع المُساواة بين الجنسين، والتمكين الاقتصادي للشباب والمرأة، والتصدي للتغيرات المناخية، والزراعة، والصناعة، وغيرها.

وأشار إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي صدقت على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة عام 2015، وأجندة عمل 2030، وبادرت بالمراجعة الطوعية ثلاث مرات أمام العالم، في إطار سياسة الشفافية والمساءلة، وقدمت أيضًا نموذجًا مهمًا في مطابقة تمويل التنمية مع تلك الأهداف، فضلًا عن الجهود الحثيثة في توطين تلك الأهداف على المستوى المحلي بالمحافظات.

رئيس الوزراء المصري يشهد إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل

وأضاف "في إطار الحرص على تعظيم الاستفادة من الموارد الإنمائية المتاحة، أطلقت الحكومة المصرية عام 2016، البرنامج الوطني للإصلاحات الاقتصادية والهيكلية، الذي تستمر في تنفيذه وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، من أجل تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز قدرة الاقتصاد الكلي على الصمود أمام الصدمات الخارجية ودعم الانتقال الأخضر وفتح آفاق مستقبلية لتنمية شاملة ومستدامة.

وشدد على أنه على الرغم من تخصيص الحكومة المصرية لجزء كبير من موازنتها العامة للمشروعات التنموية، فإن التمويل المحلي يظل محدودًا بالنظر إلى حجم المستهدف عام 2030، ما يستلزم قياسًا دقيقًا لتكاليف تحقيق تلك الأهداف، وكذلك التدفقات المالية العامة والخاصة.

وحول إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة، قال رئيس الوزراء المصري: "إننا نجتمع اليوم من أجل إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر، التي تُمثل المظلة الشاملة والحاكمة للتمويل الإنمائي المحلي والأجنبي في مصر، بعد إطلاقها بشكل مبدئي، على هامش قمة المستقبل والدورة الــ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، سبتمبر الماضي".

وتابع: "تركز الاستراتيجية على مُعالجة الفجوات الإنمائية والتمويلية في 7 قطاعات رئيسية حددتها الحكومة المصرية، هي: الصحة، والتعليم، والحماية الاجتماعية، والمياه، والصرف الصحي، والنقل، وتغيّر المناخ، وتمكين المرأة، كما تُحدد الاستراتيجية خارطة طريق عملية للتمويل المُستدام والمُبتكر من خلال مجموعة من الإجراءات لسد فجوة التمويل، ومن بينها "توسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز النظام المصرفي الأخضر، ودعم تمويل القطاعات ذات الأولوية".

وأضاف "في ضوء ما تعهدت به الدولة المصرية خلال قمة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة، سبتمبر 2023، تلتزم مصر بتقديم كل الدعم للقطاع الخاص وزيادة نسبة مُساهمته في إجمالي استثمارات الدولة، من خلال مجموعة من الأدوات والسياسات المحفزة للقطاع الخاص".