في تطور عسكري لافت في مجرى الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، أعلنت عدد من الدول الغربية اعتزامها دعم "كييف" بدبابات جديدة من طراز "تشالجنر2"، ما أثار جدلًا بين الخبراء حول تأثير الدفع بأسلحة ثقيلة إلى أرض المعركة، بين من اعتبر ذلك سباق تسلح جديدًا تشهده مناطق القتال، ومن يرى أن مواصلة دعم أوكرانيا بأسلحة هجومية ومدرعات ثقيلة خلال الشهور المقبلة لن يغير من الواقع شيئًا.
تحرير الأراضي الأوكرانية
الدكتور ميكولا باستون، أستاذ بجامعة كييف، قال لـ "القاهرة الإخبارية"، إن المعركة علي أرض الواقع تؤكد أن روسيا تحاول مواصلة هجماتها، خصوصًا في المنطقة الشرقية من مدن باخموت وسوليدار، مشيرًا إلى أن موسكو تركز هجماتها الصاروخية على الأهداف المدنية وبالتالي "كييف" تحتاج إلى أسلحة لصد هذه الهجمات.
وأوضح "باستون" أن أوكرانيا تحتاج إلى الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة كأحد الوسائل الرئيسية على أرض المعركة لحماية المدن والأهداف المدنية، كما أن "كييف" تنتظر وصول منظومة "باتريوت" بفارغ الصبر.
وذكر أن الهدف الرئيسي لأوكرانيا في هذه الحرب تحرير المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية، ورغم الدعم الغربي لأوكرانيا فإن الأزمة لن تنتهي دون تحرير الأرض وعودة السيادة الأوكرانية عليها.
ويرى الخبير في الشأن الأوكراني، أنه إذا توقفت أوكرانيا وبدأت المفاوضات وتنازلت عن الأراضي ليس معنى ذلك سلامًا، بل هدنة قصيرة الأجل؛ حتى تجمع روسيا قواها وتستأنف المواجهات بعدها.
سباق تسلح جديد
وفي السياق ذاته، يرى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور عمار قناة، أن رفع عدد القوات الروسية إلى 1.5 مليون شخص بسبب التحديات التي طرأت من أجل الحفاظ على الأمن القومي الروسي، ليس موجهًا للعملية العسكرية في أوكرانيا بل رسالة لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأوضح "قناة" أن روسيا ترد على المحاولات الأمريكية بالزج بفنلندا والسويد إلى حلف "الناتو"، ورغم أنه لا يوجد جواب على قرب انتهاء الحرب فإن العالم يعيش حالة عسكرية جديدة وسياسة الأقطاب هي من تتحكم، فنحن أمام سباق تسلح جديد.
وعن زيارة وزير خارجية أمريكا أنتوني بيلنكن إلى الصين، توقع أستاذ العلاقات الدولية بأن الأزمة "الروسية - الأوكرانية" لن تكون على رأس اللقاء المرتقب بين وزيري الخارجية الأمريكي والصيني والمقرر إجراؤه الشهر المقبل، مؤكدًا أن العلاقات "الصينية - الروسية" شهدت نقلة نوعية ومتطورة خصوصًا بعد زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة لـ "تايوان" وهو ما وصفتها الصين بـ "الاستفزازية".
وردًا على تزويد بريطانيا لأوكرانيا بـ 14 دبابة من طراز "تشالنجر2" ومنظومة باتريوت، يعتقد الخبير الدولي أن هذه الأسلحة لن تكون كافية على حماية خط جبهة يصل طوله إلى 1000 كيلو متر.
ورغم الدعم الغربي لأوكرانيا، ذكر الباحث في الشؤون الدولية أن محاولة اعتزام تسليم "كييف" لدبابات "تشالنجر2" ليست جس نبض، بل نحن أمام تصعيد عسكري وسياسي وفكرة التوجه إلى طاولة المفاوضات لم تنضج حتى الآن.