الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد انقضاء ثُلث الشهر الكريم.. دراما رمضان 2025 في ميزان النقاد

  • مشاركة :
post-title
بوستر مسلسل "ولاد الشمس"

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

"ولاد الشمس" و"قلبي ومفتاحه" و"النص" دراما تحاكي الواقع

ما بين قضايا الشباب والتحديات التي تواجههم، أو الغوص في أزمات اجتماعية جادة، بجانب الكوميديا التي تكسر حدة الدراما وإضفاء روح خفيفة على المشاهدين، استطاعت دراما رمضان أن تكون الأكثر ثراءً في الموسم الدرامي، إذ يجد كل مُشاهد ما يناسب ذوقه، سواء كان يبحث عن قصص ملهمة، أو قضايا تمس الواقع، أو لحظات من الضحك والاسترخاء. 

بعد انقضاء ثُلث الشهر الكريم عقب مرور 10 أيام، احتدت المنافسة بين المسلسلات الدرامية في هذا الموسم، مع قدرة بعض الأعمال على جذب انتباه الجمهور، في الوقت الذي تلعب فيه المتحدة دورًا كبيرًا في تقديم جرعة درامية متنوعة ما بين الكوميديا والدراما الاجتماعية الجادة والرومانسية، بقضايا مختلفة. 

وأثنت الناقدة ماجدة موريس على المجهود الكبير المبذول والتوليفة المتنوعة من الأعمال، التي استطاعت أن تحظى باهتمام كبير من تفضيلات الجمهور، لتؤكد أن بعض المسلسلات نجحت في تقديم بناء درامي متماسك وشخصيات قريبة من الواقع، بينما لا تزال هناك أعمال تحتاج إلى متابعة أعمق للحكم عليها.

مسلسل إخواتي

وأشادت "موريس" بمسلسل "قلبي ومفتاحه"، واعتبرته من أبرز الأعمال التي لفتت انتباهها، مشيرة إلى أنه يتميز بأسلوبه الفني العميق وتقديمه لشخصيات قريبة من الواقع.

وأكدت موريس لموقع "القاهرة الإخبارية" أن العمل لا يقتصر فقط على تقديم قصة درامية، بل يعكس ما يحدث في الحياة اليومية من خلال شخصياته، خاصة من حيث العلاقات بين الأفراد وطبيعة القضايا التي تطرحها الأحداث.

وأوضحت أن المسلسل يبني شخصياته بطريقة مدروسة، إذ برزت شخصية آسر ياسين كبطل رئيسي، إلى جانب الشخصية التي يلعبها دياب، البطل الثاني، مؤكدة أن هناك تفاعلات درامية قوية بينهما، كما أثنت على أداء مي عز الدين وأشرف عبدالباقي وعايدة رياض، إذ اعتبرت أن الشخصيات تم تقديمها بطريقة تجعلها قريبة من المشاهدين، وتعكس نماذج حقيقية من المجتمع.

ولفتت "موريس" الانتباه إلى شخصية محمود عزب، الذي يجسد دور صاحب محل الطعمية، مؤكدة أن رغم كونه شخصية هامشية ظاهريًا، إلا أنه أحد أبطال العمل، ما يسلط الضوء على فكرة أن كل شخصية لها دور أساسي في بناء القصة، واستشهدت بمقولة فيلسوف فرنسي قديم، إذ قال: "كل شخصية في العمل هي بطلة في إطار دورها، وليس بعدد المشاهد التي تظهر فيها"، مشيرة إلى أن هذا المفهوم مطبق بشكل واضح في هذا المسلسل، ما يجعله عملًا فنيًا ثريًا ومترابطًا.

مسلسل قلبي ومفتاحه

وتحدثت أيضًا عن مسلسل "ولاد الشمس"، مُشيدة بالطرح الذي يقدمه، إذ يتناول قضيتين محوريتين بأسلوب اجتماعي وإنساني، الأولى تتعلق بمسألة الأيتام والأطفال الذين انفصلوا عن عائلاتهم لأسباب مختلفة، سواء بإيداعهم في دور رعاية أو فقدانهم لذويهم، بينما تسلط القضية الثانية الضوء على مشاعر هؤلاء الأطفال عند بلوغهم سن الشباب، إذ يبدأون في استكشاف هوياتهم والسعي لفهم علاقاتهم بالآخرين.

وأكدت أن المسلسل يعكس بصورة مؤثرة التحديات التي يواجهها هؤلاء الشباب عندما يبدأون في بناء حياتهم الخاصة، مشيرة إلى أن العمل نجح في تقديم رؤية عميقة لهذه القضايا، ما يجعله واحدًا من الأعمال التي تستحق المتابعة.

كشفت موريس أن مسلسل "النص" للفنان أحمد أمين يُعد من الأعمال المهمة التي تعيد صياغة التاريخ بشكل جديد، إذ قالت: "من الأعمال المهمة التي تابعتها وهو يتناول الخيال التاريخي، يدور حول فترة الاحتلال البريطاني لمصر، ويرصد تفاعل فئات المجتمع المختلفة لمواجهة الاحتلال، بدءًا من نقابة النشالين وصولًا إلى الضباط والمواطنين البسطاء"، مُشيدة بأداء الفنان أحمد أمين في هذا المسلسل، إلى جانب الممثل صدقي صخر، الذي قدم دورًا مميزًا.

وأوضحت الناقدة أنها شاهدت بعض الحلقات من أعمال أخرى، لكنها لم تكملها بعد، ما يجعلها غير قادرة على تكوين رأيها النهائي حولها، مثل مسلسل "شهادة معاملة أطفال"، مؤكدة أنها قد تتمكن من مشاهدته لاحقًا لتكوين رؤية أشمل.

مسلسل النص

وأشارت إلى أن النصف الثاني من رمضان قد يمنحها فرصة لمتابعة عدد أكبر من المسلسلات، ما سيساعدها على تقييم الأعمال بشكل أعمق، لكنها أكدت أن الأعمال التي شاهدتها حتى الآن تميزت بتفاعلها مع الواقع وتقديمها لشخصيات درامية مؤثرة، ما يعكس تطورًا إيجابيًا في دراما رمضان هذا العام.

وقدّم الناقد الفني طارق الشناوي، رؤيته الأوليّة حول الأعمال الدرامية المعروضة حتى الآن، مشيرًا إلى أن بعض المسلسلات أثبتت تميزها، فيما تحتاج أعمال أخرى لمزيد من الوقت للحكم عليها بشكل دقيق.

وأوضح الشناوي لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن هناك عددًا من المسلسلات التي استطاعت أن تحقق حضورًا قويًا منذ انطلاق الموسم، مشيرًا إلى أن أبرز هذه الأعمال حتى الآن هي "ولاد الشمس"، "إخواتي"، "قلبي ومفتاحه"، "وتقابل حبيب"، وأن هذه الأعمال تمتلك مقومات درامية قوية، أما عن مسلسل "أثينا"، الذي تقوم ببطولته الفنانة ريهام حجاج، فأكد الشناوي، أنه شاهد عددًا من حلقات من المسلسل، الذي يُعتبره خطوة جيدة ويقدم فكرة مهمة وغير تقليدية مقارنة بأعمالها السابقة.

ومن بين الأعمال التي لفتت انتباهه بشكل خاص، أشار الشناوي إلى مسلسل "ولاد الشمس"، موضحًا أنه يحمل بُعدًا فلسفيًا مميزًا في طرحه الدرامي. وأثنى على الموهبة الكتابية لمؤلف العمل، إضافة إلى رؤية مخرج العمل، معتبرًا أن المسلسل يتجاوز مجرد كونه دراما اجتماعية تدور حول الأطفال والشباب.

وأشار إلى أن المسلسل يعالج قضايا عميقة تتعلق بالحياة والكون والعلاقة بالخالق، وهو ما يضفي عليه بعدًا إبداعيًا يميزه عن غيره، مؤكدًا أن العمل يتناول بشكل غير مباشر فكرة الملجأ، والتوبة، والعقاب، ما يجعله يحمل دلالات فلسفية وإنسانية تتجاوز القالب التقليدي للدراما.

وأكد طارق الشناوي أن التقييم النهائي للدراما الرمضانية لا يزال مبكرًا، خاصة أن بعض الأعمال المهمة لم تُعرض بعد، كما أن هناك مسلسلات تحتاج إلى وقت أطول للحكم على تطور أحداثها وشخصياتها، مضيفًا أن الموسم الحالي يتميز بتنوعه الكبير، ما يجعله أكثر إثارة في ظل وجود منافسة قوية بين عدد من الأعمال المتميزة.