الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أفلام نجيب الريحاني مرجع أساسي لمصممي أزياء "النص"

  • مشاركة :
post-title
الفنان المصري أحمد أمين بطل مسلسل "النص"

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

تلعب الأزياء دورًا جوهريًا في نقل أجواء الحقب الزمنية وتجسيد تفاصيل الشخصيات بدقة على الشاشة، وهو ما برز بوضوح في مسلسل "النُص"، الذي يجسد بطولته الفنان أحمد أمين، وتدور أحداثه في ثلاثينيات القرن الماضي.

جاءت الأزياء في العمل كأحد العناصر الأساسية التي أسهمت في إعادة إحياء تلك الفترة، بفضل الجهد الكبير الذي بذلته مصممة الأزياء ليلى ماجد، التي كشفت لموقع "القاهرة الإخبارية" عن كواليس تحضير الأزياء والتحديات، التي واجهتها بين تحضيرات مكثفة وبحث دقيق.

وتؤكد ليلى ماجد أن تجربة العمل في مسلسل "النُص" كانت ممتعة رغم صعوبتها، خصوصًا أن تصميم الأزياء لحقبة الثلاثينيات تطلب مجهودًا كبيرًا في البحث والتحضير. 

وأضافت: "عندما رُشحت للمشاركة في المشروع، شعرت بحماس شديد لأنني من هواة الأعمال التاريخية، وبدأنا على الفور في جمع المعلومات المتعلقة بتلك الفترة، إذ كانت البداية من خلال البحث في الصور الأرشيفية القديمة، لضمان أن تكون الأزياء مصرية خالصة، بعيدًا عن الطابع الأجنبي، ثم انتقل فريق العمل إلى مشاهدة الأفلام الصامتة وأفلام نجيب الريحاني، التي شكّلت مرجعًا مهمًا في تصميم الملابس.

وتشير مصممة الأزياء المصرية إلى أنه تمت طباعة الصور القديمة وتعليقها على جدران المكتب حتى تكون أمام أعينهم بشكل دائم، ليساعدهم في البقاء داخل أجواء الفترة الزمنية وعدم الانجراف إلى الطابع الحديث.

اختيار الأقمشة والاكسسوارات

بدأت رحلة البحث عن الأقمشة التي تناسب الفترة الزمنية، إذ أكدت ليلى ماجد أن هذه المرحلة كانت الأصعب، قائلة: "كنا حريصين على اختيار الأقمشة التي تقرب الصور القديمة إلى الحقيقة، كما ذهبنا إلى شخص واحد فقط ما زال يمارس صناعة الطرابيش الحقيقية".

وأضافت: "لم تقتصر مهمة البحث على الأقمشة فقط، بل شمل أيضًا الاكسسوارات مثل الساعات والحقائب، التي جرى اختيارها بعناية لتبدو قديمة دون أن تكون متهالكة، بما يناسب التصوير".

تقسيم الطبقات الاجتماعية

أشارت ليلى ماجد إلى أن التحضير للأزياء اعتمد على تقسيم الشخصيات، وفقًا للطبقات الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الفترة، إذ قالت: "قسمنا الصور إلى طبقات مختلفة، سواء من السيدات أو الرجال، فهناك سيدات المناطق الشعبية، والهوانم، وسيدات الثورة النسائية، إضافة إلى البشوات، وعامة الشعب، وطبقة الخدم".

وتابعت: "جميع المرجعيات تم أخذها من الصور القديمة، مع إضافة لمسات خاصة بنا لتتماشى مع الدراما".

عبدالعزيز النُص.. شخصية مليئة بالتحولات، وحول ذلك كشفت مصممة الأزياء أن شخصية عبدالعزيز النُص التي يجسدها الفنان أحمد أمين كانت الأكثر تعقيدًا في تصميم الأزياء، نظرًا للتحولات الكثيرة التي تمر بها الشخصية خلال الأحداث.

وقالت: "احتاجت الشخصية إلى تصميم عدة إطلالات، بداية من زي الكمسري، ثم ملابس النشال التي استوحيناها من مذكرات النشالين، ثم ملابس الثراء التي ظهرت في صورة البدل الخاصة بتلك الفترة".

وأشارت إلى أن الشخصيات التي تقمصها "النُص"، خلال الأحداث تطلبت تصميمات، خاصة سواء في الملابس أو تسريحات الشعر.

تحديات الشخصيات الثانوية

ولم تقتصر التحديات على الشخصيات الرئيسية فقط، بل شملت أيضًا الشخصيات الثانوية مثل شخصية "درويش"، التي جسدها الفنان حمزة العيلي، وقالت عنها: "درويش يعمل في مخزن ملابس تياترو، لذا كان لا بد أن يكون زيه مختلفًا عن باقي الشخصيات، فهو لا يرتدي بدلة أو جلبابًا، بل صممنا له ملابس عملية تناسب وظيفته".

أضافت: "أما الشخصية الرسمية التي تجسدها الفنانة أسماء أبو اليزيد، فقد بدت بسيطة وسلسة، إلا أن البحث عن الأقمشة التي تناسب الفساتين الخاصة بها استغرق وقتًا طويلًا".

وأوضحت: "رغم بساطة الشخصية، فإننا حرصنا على اختيار الأقمشة التي تعكس روح الثلاثينيات بدقة، مع إضافة بعض التنكرات التي احتاجت مجهودًا خاصًا".

رحلة مستمرة خلف الكاميرا

وتؤكد ليلى أن التحضير للأزياء بدأ قبل التصوير بثلاثة أسابيع وما زال مستمرًا حتى الآن، ما يعكس حجم التحديات التي واجهها فريق الأزياء لإخراج العمل بالشكل المطلوب، ليكون انعكاسًا حقيقيًا لعصر شهد العديد من التحولات الاجتماعية والثقافية.