مع فتور العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وتزايد التهديد الروسي، تدرس ألمانيا عودة التجنيد الإجباري، بعد إلغائه في عام 2011، إلا أن القرار يشهد انقسامًا داخل المجتمع الألماني، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ويرى الخبراء العسكريون أن متطلبات حلف شمال الأطلسي في المستقبل سوف تتطلب قوات عسكرية ألمانية أكبر حجمًا بشكل كبير، ومع فوز فريدريش ميرز زعيم حزب الاتحاد المسيحي، المرشح لمنصب المستشار الألماني، والذي يرغب في جعل ألمانيا محور القيادة الأوروبية.
وصوت حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في مايو 2024، على رفع تعليق التجنيد الإجباري تدريجيًا، يريد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي تحويل التجنيد الإجباري إلى سنة إلزامية من الخدمة الاجتماعية.
وفي عام 2011، أوقف وزير الدفاع آنذاك كارل ثيودور تسو جوتنبرج من الحزب الاجتماعي المسيحي التجنيد الإجباري، سرعان ما أصبح الجيش الألماني، الذي خدم فيه أكثر من 400 ألف جندي خلال الحرب الباردة، أصغر حجمًا بنحو 185 ألف جندي.
ولا يكفي عدد المتقدمين المتطوعين على الإطلاق لمواجهة مشاكل القوى العاملة في الجيش الألماني، لا بين الضباط ولا بين الرتب الدنيا، وبحسب مارسيل بوهنيرت من جمعية الجيش الألماني فإن العودة إلى التجنيد الإجباري هي الحل لمشكلة نقص المتقدمين.
وقال المقدم بوهنيرت: "لقد قمنا بتسريح نحو 180 ألف جندي لسنوات عديدة، ولكننا نحتاج إلى أكثر من 200 ألف جندي، وإذا نظرنا إلى الصيف، إلى قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة، فربما ننتهي إلى نحو 250 إلى 260 ألف جندي".
وفي الوقت نفسه، رفض بيستوريوس مطالب الاتحاد بإعادة تطبيق التجنيد الإجباري بسرعة، قائلاً: "إن الجيش الألماني لا يملك ما يكفي من الثكنات لكي يتمكن فعليًا من تجنيد جميع المجندين في مجموعة سنوية، ومن المهم أكثر أن نعطي منظورًا لأولئك الذين يريدون الانضمام إلى الجيش الألماني وتسجيل هؤلاء الأشخاص".
وقال بيستوريوس "إن القرار المتسرع مثل سوف نعيد تطبيق التجنيد الإجباري كما عرفناه من قبل ليس مفيدًا حقًا".
من جانبه شكا خبير الدفاع في الحزب المسيحي الاجتماعي الألماني توماس سيلبرهورن من أن الجيش الألماني الذي يبلغ تعداده 180 ألف جندي لا يزال حاليًا أقل حتى من القوة المستهدفة البالغة 185 ألف جندي والتي تم تحديدها عندما تم تعليق التجنيد الإجباري في عام 2011.
وفي مقابلة مع صحيفة "فيلت"، وصف خبير الدفاع في الحزب الاشتراكي الديمقراطي فالكو دروسمان مطالب الاتحاد بأنها "مستحيلة وغير مناسبة، تم إلغاء مكاتب التجنيد العسكرية في المناطق، ولم يعد هناك تنظيم للتجنيد، ولا ثكنات، ولا مدربين، ولا معدات"
وترى أجنيسكا بروجر، المتحدثة باسم السياسة الدفاعية في الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، الأمر على نحو مماثل. "إن إعادة العمل بالخدمة العسكرية القديمة ليس بالأمر العملي على الإطلاق لأسباب عديدة، وسوف يستغرق الأمر وقتًا طويلًا للغاية.
يخطط التحالف الأسود والأحمر لإنشاء صندوق خاص ضخم للجيش الألماني، ويرى وزير الدفاع من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بيستوريوس أن هذا اليوم "يوم تاريخي" بالنسبة لألمانيا.
وتقتصر الخدمة العسكرية الإلزامية على الرجال فقط، ومن أجل جعل الخدمة العسكرية إلزامية بالنسبة للفتيات، لا بد من تغيير القانون الأساسي إذ تنص المادة 12أ حاليًا على ما يلي: "يجوز إجبار الرجال على الخدمة في القوات المسلحة أو حرس الحدود الفيدرالي أو منظمة الدفاع المدني من سن الثامنة عشرة".