الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لم يتعلموا من دروس الماضي.. انقسام ديمقراطي بأول مواجهة مع ترامب

  • مشاركة :
post-title
احتجاج النائب الديمقراطي آل جرين خلال خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكونجرس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه للمرة الثانية في يناير 2025 بعد فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات نوفمبر 2024، يواجه الحزب الديمقراطي تحديات كبيرة في تحديد استراتيجية موحدة للتعامل مع الرئيس الجمهوري، في حين برز هذا الانقسام بشكل واضح خلال خطاب ترامب الأول أمام جلسة مشتركة للكونجرس.

دروس الماضي

وفقًا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، استيقظ الديمقراطيون صباح اليوم التالي لخطاب ترامب أمام الكونجرس وهم يشعرون بالغضب والإحباط، وعبر أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين عن خيبة أمله قائلًا: "نحن لا نتعلم أبدًا"، مضيفًا: "لا يمكننا أن نكون فقط الحزب الذي ينبح على ترامب، وللأسف هذا ما نحن عليه.. وحتى نتعلم هذا الدرس، سنستمر في الخسارة". 

بينما ذهب استراتيجي آخر إلى أبعد من ذلك، إذ وصف المشهد بالمخزي، قائلًا: "لقد هزمنا ترامب تمامًا، وجعلنا نبدو مثل مهرجين".

المقاومة تعود

رغم أن العديد من الديمقراطيين أعلنوا بعد خسارتهم في انتخابات نوفمبر 2024 أنهم لا يريدون تكرار استراتيجية "المقاومة" التي اتبعوها خلال فترة ترامب الرئاسية الأولى، إلا أن المقاومة كانت حاضرة بقوة خلال خطابه في الكونجرس، إذ رفع بعض النواب لافتات دعمًا لبرنامج "ميديكيد"، احتجاجًا على ما يرون أنه خطط محتملة من إدارة ترامب لتقليص هذا البرنامج أو إجراء تخفيضات في ميزانيته، ما قد يؤثر على الرعاية الصحية للملايين من الأمريكيين ذوي الدخل المنخفض، وأيضًا معارضة لإيلون ماسك، بينما وقف آخرون ليعرضوا لافتات كتب عليها "مقاومة"، ثم غادروا القاعة بصمت.

أما الحدث الأكثر إثارة كان عندما وقف النائب آل جرين، الديمقراطي البالغ من العمر 77 عامًا من تكساس، محتجًا على الرئيس الجمهوري، وعندما تجاهل مناشدات رئيس مجلس النواب "بالجلوس"، طُرِد من القاعة.

أشارت "ذا هيل" إلى أن هذه الاحتجاجات أثارت حماس الكثير من الليبراليين في قاعدة الحزب الديمقراطي، لكنها أغضبت المعتدلين الذين يخشون أن تكون حوَّلت الانتباه بعيدًا عن أجندة السياسة المثيرة للجدل التي كان ترامب يروج لها.

في هذا السياق، وصف السيناتور الديمقراطي جون فيترمان من بنسلفانيا، الاحتجاجات بأنها "موكب حزين من الإهانات الذاتية والتهور غير المنضبط"، مضيفًا: "هذا يجعل ترامب يبدو أكثر رئاسية واتزانًا".

التفكير خارج الصندوق

ويرى استراتيجي ديمقراطي أن خطة الاحتجاج لا تتناسب مع تحدي مواجهة رئيس غير تقليدي، واصفًا إياها بأنها "خطة لعب عادية في وقت غير عادي"، مضيفًا: "يجب على الديمقراطيين التفكير خارج الصندوق في عصر ترامب، وفي حين إن خياراتهم التشريعية محدودة، يمكن للديمقراطيين فعل الكثير لتشكيل الرواية العامة ومكافحة سيل ترامب من الأكاذيب والمعلومات المضللة".

كانت الاحتجاجات نوعًا الأمور التي سعت القيادة الديمقراطية إلى تثبيطها، فقبل الخطاب، كان زعيم الأقلية في مجلس النواب هاكيم جيفريز نصح المشرعين الديمقراطيين بالتعامل مع الخطاب بالطريقة التي تناسب دوائرهم الانتخابية، مع تحذيرهم من إثارة المشكلات.

في رسالة لأعضاء حزبه، دعا "جيفريز" إلى أهمية وجود "حضور ديمقراطي قوي وحازم ووقور في القاعة".

محاولات لإعادة التركيز

كان القادة الديمقراطيون محبطين من أن الاحتجاجات سرقت بعض العناوين الرئيسية من خطاب ترامب، وحاولوا إعادة التركيز على التصاميم المركزية لأجندة سياسة الرئيس، وخاصة جهود خفض التكاليف التي يقودها ماسك وإدارة كفاءة الحكومة.

واعترفت النائبة كاثرين كلارك، منسقة الحزب الديمقراطي، بأن "اللياقة مهمة"، لكنها تساءلت كيف يمكن للجمهوريين أن يغضبوا من المظاهرات وليس من التخفيضات نفسها، قائلة: "جاء ترامب مع أغنى رجل على وجه الأرض غير منتخب، واستخدم منشارًا كهربائيًا لتقطيع كل ما نهتم به... إنها خيانة".

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بينما كان يكافح الديمقراطيون لتجاوز الجدل، أملَ الجمهوريون إطالة أمده، إذ بحلول نهاية الخطاب، كان مجموعة من الجمهوريين يتعهدون بتقديم قرارات لتوبيخ النائب جرين.

وقدم النائب دان نيوهاوس مشروع قانون يتهم فيه جرين بـ"خرق قواعد السلوك المناسب"، ومن المتوقع أن يصوت مجلس النواب على هذا الإجراء، إلا أن الأخير يقول إن العقوبة ثمن صغير مقابل الرسالة التي أرسلها، مؤكدًا: "الأمر يستحق ذلك ليعلم الناس أن هناك بعض الأشخاص الذين سيقفون في وجه ترامب".