تنقل الممثل المصري ياسر جلال طوال نحو 27 عامًا بين أدوار مساعدة تختلف درجة تأثيرها عبر العديد من الأعمال الفنية، حتى جاءته الفرصة ليصعد إلى أدوار البطولة المطلقة عام 2017 بمسلسل "ظل الرئيس"، إخراج أحمد سمير فرج، والتي اكتسب من خلالها ثقة الجمهور والنقاد وحجز لنفسه مكانًا ثابتًا في دراما رمضان.
هذه الثقة المستحقة حرص ياسر جلال على أن يحافظ عليها، عبر أدوار متنوعة وعوالم جديدة، يخوضها مع كل سبق رمضاني، فبعد أن لفت الأنظار بشخصية ضابط الحراسات "يحيى" في "ظل الرئيس"، خرج في العام التالي بشخصية أخرى ومختلفة في مسلسل "رحيم"، مجسّدًا دور رجل أعمال يعمل في غسيل الأموال، ويخرج من السجن لينتقم من شركائه الذين خانوه، وتتمثل صعوبة هذه الشخصية أنها تجمع بين الخير والشر فهي ليست أحادية
ولد ياسر جلال في أسرة فنية، إذ إن والده هو المخرج المسرحي الراحل جلال توفيق، الذي قدم العديد من الأعمال البارزة، مثل "ميت حلاوة" و"قنبلة الموسم"، كما ظهر ممثلًا في عدد من الأعمال منها "طيور الظلام" مع عادل إمام، وهو أيضًا شقيق النجم الكوميدي رامز جلال؟
واختار ياسر جلال أن تكون إطلالته على جمهوره دائمًا مختلفة، رافضًا تكرار نفسه، أو استغلال نجاح عمل فني لتكرار أداء نفس النوعية منه، حتى إنه بعد نجاح "ظل الرئيس" رفض تقديم جزء ثانٍ من العمل، مفضلًا البحث عن مناطق إبداع وشخصيات أخرى، حسبما قال في حوار تلفزيوني منذ سنوات.
ذهب ياسر جلال بعد ذلك إلى تجسيد دور المصارع "أدهم عبد الجبار" في مسلسل "لمس أكتاف" الصادر عام 2019، من إخراج حسين المنياوي وتأليف هاني سرحان، وهو أيضًا دور يحمل تحديات كثيرة؛ لأنه به ملامح الخير والشر أيضًا، إذ يرتكب عدة جرائم ويقرر التوبة، لكن يصطدم بعصابات كبيرة.
واصل الممثل الذي تخرج في معهد الفنون المسرحية عام 1990، النجاح بشخصياته الدرامية المختلفة، لكنه هذه المرة بحث عن زمن جديد ليعود مع جمهوره إلى عام 1850 مع نفس المؤلف والمخرج في مسلسل "الفتوة"، حيث يسيطر عالم الفتوات على الأحياء الشعبية بالقاهرة، كما أنه في هذا العمل أيضًا ابتعد عن الطريقة القاتمة والمُعتادة التي يتم بها تصوير هذه الفترة الزمنية أو عالم الفتوات، ليقدم حكاية اجتماعية أشبه بـ"حواديت كان ياما كان"، على حد تعبير صناع العمل وقت عرضه.
بات ياسر جلال نجمًا مفضلًا على الشاشة الصغيرة، لكن يظل مبتعدًا عن السينما؛ رغم تألقه الكبير في المسلسلات، مُكتفيًا بالظهور في دور ضيف شرف بشخصيته الحقيقية في فيلم شقيقه "سبع البرمبة"، محافظًا على توجهه الدرامي التلفزيوني عبر عدة أعمال، منها "ظل راجل" و"الاختيار 3"، لكن ربما كان عالم الحكايات أو "الحواديت" ما زال يشغل باله ليذهب هذه المرة مع مسلسل "جودر" بجزأيه الأول والثاني إلى أجواء الفانتازيا والخيال وعالم "ألف ليلة وليلة"، والذي حرص في تقديمه أيضًا مع المخرج إسلام خيري على إضفاء الكثير من عناصر الإبهار، لتختلف عمّا سبقها من أعمال تناولت قصصًا من الحكايات الشهيرة.
النجاح الكبير الذي حققه "جودر" في رمضان الماضي، جعل الجمهور متشوقًا لرؤية مصير جودر في الجزء الثاني الذي يعرض حاليًا، ليأخذ الجمهور إلى عالم من الحكايات الشعبية ذات الموروث الأدبي.