الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معظمها لدعم فلسطين.. 17 قمة عربية طارئة لمواجهة أزمات العرب

  • مشاركة :
post-title
جامعة الدول العربية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

لطالما كانت القضية الفلسطينية محور الاهتمام العربي منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، وعلى مدار العقود، عقدت الدول العربية العديد من القمم الطارئة لمناقشة قضايا عربية مختلفة، وكذلك المستجدات التي تواجه الشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق، تستعد القاهرة لاستضافة القمة العربية الطارئة الـ17 في تاريخ القمم العربية الطارئة، التي تأتي في ظل أوضاع متوترة وإدانات دولية واسعة لخطط تهدف إلى إعادة رسم خريطة قطاع غزة.

تأتي هذه القمة بعد موجة رفض عربي ودولي لمقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية داخل السعودية، وهو ما قوبل باستهجان واسع.

القمة العربية الطارئة الـ17

أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة ستستضيف القمة العربية الطارئة في 4 مارس 2025، بعدما كان من المقرر انعقادها في 27 فبراير الماضي، ويهدف الاجتماع إلى بحث سبل مواجهة التحديات التي يتعرض لها الفلسطينيون، لا سيما بعد التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.

وعكس تأجيل القمة الرغبة في تأمين توافق عربي واسع حول الخطوات المقبلة، خصوصًا فيما يتعلق بدعم إعادة إعمار غزة بوجود الفلسطينيين على أرضهم، وعدم السماح بتمرير أي مخططات لترحيلهم.

دعم مستمر لفلسطين

منذ قمة أنشاص عام 1946، التي كانت أول قمة عربية على الإطلاق، كانت فلسطين دائمًا محور الاهتمام، وعبر التاريخ، شهدت الدول العربية 17 قمة طارئة، لعبت دورًا بارزًا في تعزيز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية. ومن أبرز هذه القمم:

 أنشاص (مايو 1946)

تعتبر هذه القمة أول اجتماع قمة عربي على الإطلاق، وعُقدت بدعوة من ملك مصر آنذاك، الملك فاروق الأول، وبحضور الدول السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية، وذلك بهدف دعم القضية الفلسطينية.

أكدت القمة على أهمية القضية الفلسطينية وطابعها العربي، واعتبرتها من القضايا الأساسية للعالم العربي، وخلصت قرارات القمة إلى التأكيد على عروبة فلسطين، وربط مصيرها بمصير جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، مشددة على أن أي ضرر يلحق بالشعب الفلسطيني يمس الشعوب العربية كافة، كما حذّرت من الخطر الذي تمثله الحركة الصهيونية، وأكدت أن التصدي لهذا التهديد يعد واجبًا على جميع الدول العربية والشعوب الإسلامية.

بيروت (نوفمبر 1956)

عُقدت هذه القمة بناءً على دعوة من الرئيس اللبناني كميل شمعون، وذلك في أعقاب العدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر وقطاع غزة.

أكدت القمة على ضرورة دعم مصر في مواجهة هذا العدوان، داعيةً الدول العربية إلى التضامن معها، كما شددت على سيادة مصر على قناة السويس وفقًا لمعاهدة عام 1888، وارتكزت على المبادئ الستة التي أقرها مجلس الأمن الدولي في الثالث عشر من أكتوبر عام 1956.

 القاهرة (سبتمبر 1970)

عُقدت هذه القمة في أعقاب المواجهات العنيفة التي اندلعت بين المنظمات الفلسطينية والحكومة الأردنية، التي عُرفت بأحداث "أيلول الأسود".

ودعت القمة إلى الوقف الفوري للأعمال العسكرية بين الطرفين، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، في محاولة لإنهاء الأزمة الداخلية التي عصفت بالأردن في ذلك الوقت.

الرياض (أكتوبر 1976)

انعقدت هذه القمة بناءً على دعوة مشتركة من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وذلك لبحث الأزمة اللبنانية، وأكدت ضرورة وقف الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان عام 1975، وقررت تعزيز قوات الأمن العربية لتتحول إلى قوة ردع عربية داخل الأراضي اللبنانية، بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها في البلاد.

فاس (سبتمبر 1982)

شكّلت هذه القمة منعطفًا مهمًا في التعامل العربي مع القضية الفلسطينية، حيث تضمن بيانها الختامي الموافقة على مشروع عربي للسلام.

وتضمنت بنود المشروع ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس عاصمتها، مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، كما أقرت القمة مشروع الملك فهد للسلام، الذي تحول لاحقًا إلى مبادرة السلام العربية، وفي ظل الحرب العراقية-الإيرانية، أكدت القمة أن أي اعتداء على دولة عربية يعتبر اعتداءً على جميع الدول العربية.

الدار البيضاء (أغسطس 1985)

ناقشت هذه القمة القضية الفلسطينية، وجددت التزامها بميثاق التضامن العربي. كما قررت تشكيل لجنتين تهدفان إلى تنقية الأجواء العربية، وشددت على ضرورة إيجاد حل سريع للحرب العراقية-الإيرانية عبر تسوية سلمية عادلة، كما أدانت الإرهاب بجميع أشكاله، وعلى رأسه الإرهاب الإسرائيلي داخل الأراضي العربية المحتلة وخارجها.

عمّان (نوفمبر 1987)

شهدت هذه القمة مشاركة عشرين دولة عربية إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية، وأعلنت تضامنها مع كل من الكويت والمملكة العربية السعودية والعراق في مواجهة التهديدات الإيرانية.

الجزائر (يونيو 1988)

جاء انعقاد هذه القمة بناءً على طلب من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، وذلك بهدف تقديم الدعم للانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في الثامن من ديسمبر 1987 واستمرت حتى عام 1993، وأكدت ضرورة توفير جميع أشكال الدعم للشعب الفلسطيني لمواصلة مقاومته وانتفاضته، كما أدانت الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عدة دول عربية.

المغرب (مايو 1989)

شهدت هذه القمة غياب لبنان عن عضوية جامعة الدول العربية بسبب وجود حكومتين متنازعتين على السلطة فيه، ودعت القمة دول العالم إلى الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، وتمكينها من ممارسة سيادتها على أراضيها.

بغداد (مايو 1990)

عُقدت هذه القمة في ظل غياب كل من لبنان وسوريا، وركّزت على التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، وأكدت دعمها للانتفاضة الفلسطينية، كما أدانت تصاعد وتيرة الهجرة اليهودية إلى فلسطين والأراضي العربية المحتلة.

القاهرة (أغسطس 1990)

عقدت هذه القمة في أعقاب الغزو العراقي لدولة الكويت، حيث قررت عدم الاعتراف بعملية الضم التي قامت بها العراق، وأكدت سيادة واستقلال الكويت وسلامتها الإقليمية، كما أقرت إرسال قوة عربية مشتركة إلى منطقة الخليج العربي.

القاهرة (يونيو 1996)

أكدت هذه القمة التزام الدول العربية بمواصلة عملية السلام باعتبارها خيارًا استراتيجيًا، مشددة على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ومبدأ "الأرض مقابل السلام"، مع ضمان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

القاهرة (أكتوبر 2000)

شهدت هذه القمة حضور أربعة عشر قائدًا عربيًا، وجاء انعقادها عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون للمسجد الأقصى المبارك، وقررت إنشاء صندوقين لدعم الفلسطينيين، أحدهما تحت اسم "انتفاضة القدس" مخصص لتقديم المساعدات لعائلات الشهداء، والآخر باسم "صندوق الأقصى" لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس. كما أُقرّ عقد القمة العربية بشكل دوري كل عام.

مكة (مايو 2019)

دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى عقد هذه القمة لمناقشة التداعيات الخطيرة للهجمات التي شنتها حركة الحوثي على منشآت نفطية في السعودية وسفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

الرياض (نوفمبر 2023)

جاء انعقاد هذه القمة العربية-الإسلامية في أعقاب التصعيد الإسرائيلي في غزة، وأدان البيان الختامي القصف الإسرائيلي على القطاع، كما قررت القمة كسر الحصار المفروض على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تكليف لجنة وزارية بالتحرك دوليًا لحشد الدعم لوقف الحرب.

الرياض (نوفمبر 2024)

جاءت هذه القمة امتدادًا لمخرجات قمة 2023، وركّزت على التصعيد الإسرائيلي المتواصل في غزة، وطالبت الدول بحظر تصدير السلاح إلى إسرائيل، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار يلزم إسرائيل بوقف انتهاكاتها، مع التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية.

القاهرة (مارس 2025)

تعد هذه القمة الطارئة الـ17 في تاريخ القمم العربية، وتهدف إلى إقرار خطة شاملة لإعمار غزة، ودعم الفلسطينيين ومنع تهجيرهم، إلى جانب وضع آلية لدعمهم إنسانيًا، والعمل على تحقيق سلام عادل عبر حل الدولتين.

تحديات القمة الطارئة الـ17

تعقد القمة العربية الطارئة الـ17 في القاهرة وسط تحديات جمة تواجه القضية الفلسطينية، أبرزها، وجود تصعيد عسكري غير مسبوق في غزة، إذ تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية ضد القطاع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

كذلك رفض المخططات الأمريكية والإسرائيلية، إذ تعالت الأصوات الرافضة لمقترحات تهجير الفلسطينيين، وسط تحركات دبلوماسية عربية لعرقلة أي محاولات لفرض واقع جديد، إضافة إلى إعادة الإعمار ودعم الصمود، إذ تسعى القمة إلى وضع آلية واضحة تضمن إعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق الفلسطينيين.

من المتوقع أن تناقش القمة الملفات التالية، رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، وإقرار خطة لإعادة إعمار غزة، بتمويل عربي ودولي، ودون المساس بالحقوق الفلسطينية، والتحرك دوليًا للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، وكذلك تفعيل المقاطعة الاقتصادية ضد إسرائيل للضغط عليها سياسيًا واقتصاديًا، وتنسيق الجهود الدبلوماسية العربية لضمان اتخاذ مواقف موحدة في المحافل الدولية.

الدور المصري في دعم فلسطين

لطالما لعبت مصر دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، سواء عبر جهود الوساطة لوقف إطلاق النار، أو استضافة القمم العربية، أو تقديم الدعم الإنساني، كما استقبلت القاهرة في الأيام الماضية عدة لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى، من بينها اجتماع وزير الخارجية المصري مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، لبحث ترتيبات القمة وآفاق إعادة الإعمار.

في ظل الوضع المتأزم في فلسطين، تبقى القمة العربية الطارئة الـ17 اختبارًا حقيقيًا للوحدة العربية وقدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة.