من انتصار فيلم فلسطيني لأول مرة في تاريخ الجائزة، إلى هيمنة "أنورا" على الجوائز، جاءت ليلة الأوسكار لتثبت أن الفن قادر على إحداث التغيير، حتى في أحلك الأوقات، إذ احتضن مسرح "دولبي" في لوس أنجلوس حفل توزيع جوائز الأوسكار بدورته الـ97، الذي شهد انتصارًا كبيرًا للأعمال المستقلة، وسط لحظات مؤثرة سجلت حضور القضايا الإنسانية والوطنية، بينما بدت الأجواء أقل حدة في تناول القضايا السياسية مقارنة بدورات سابقة، وجاءت كلمات الفائزين محملة برسائل تدعو إلى التعايش والمساواة.
"أنورا".. الحصان الأسود
حقق الفيلم المستقل "أنورا" للمخرج شون بيكر مفاجأة مدوية بحصده خمس جوائز دفعة واحدة، ليصبح العمل الأكثر تتويجًا في الحفل.
الجوائز شملت "أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل ممثلة لمايكي ماديسون، أفضل سيناريو أصلي، وأفضل مونتاج".
الفيلم الذي أُنتج بميزانية بلغت 6 ملايين دولار، تدور أحداثه حول راقصة من نيويورك تتزوج من ابن ملياردير روسي، لكنها تواجه صراعات طبقية في علاقتها مع عائلته.
وقال بيكر في كلمته بعد تسلمه الجائزة: "أنا هنا بفضل السينما المستقلة.. استمروا في صنع القصص التي تؤمنون بها، حتى لو بدت صغيرة، فالعالم بحاجة إليها".
مايكي ماديسون.. أصغر فائزة
خطفت مايكي ماديسون الأضواء بفوزها بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، لتصبح أصغر ممثلة تفوز بالأوسكار، منذ جنيفر لورانس، عام 2013.
ووجهت ماديسون رسالة مؤثرة، قائلة: "هذا الفيلم يمنح صوتًا لمن لا يُسمع... أُهدي الجائزة لكل امرأة كافحت من أجل حقها في أن تُرى وتُسمع".
إنجاز فلسطيني تاريخي
في لحظة تاريخية، فاز الفيلم الفلسطيني الوثائقي "لا أرض أخرى" بجائزة أفضل فيلم وثائقي، ليكون أول فيلم فلسطيني يحصد الأوسكار.
الفيلم من إخراج الفلسطيني باسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، ويسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا جنوب الضفة الغربية، إذ تواجه عشرات العائلات خطر التهجير القسري.
وقال عدرا في كلمته: "هذا الفيلم يوثق تطهيرًا عرقيًا مستمرًا.. آمل أن يساعد العالم في إنهائه".
ورغم فوزه بجوائز عالمية، لا يزال الفيلم يواجه صعوبة في توزيعه داخل الولايات المتحدة، وسط جدل سياسي واسع.
"إميليا بيريز".. الاكتفاء بجائزتين
دخل الفيلم الفرنسي "إميليا بيريز" الحفل بـ13 ترشيحًا، لكنه خرج بجائزتين فقط، هما أفضل ممثلة في دور ثانوي لزوي سالدانيا، أفضل أغنية أصلية عن "إل مال".
وأخفق "إميليا بيريز" في نيل جائزة أفضل فيلم دولي التي حصدها الفيلم البرازيلي "آيم ستيل هير"، وهو عمل من نوع الميلودراما.
عودة أدريان برودي
بعد 21 عامًا، استعاد النجم أدريان برودي بريقه بفوزه بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "ذي بروتاليست"، الذي يجسد فيه شخصية مهندس معماري يهودي ينجو من الهولوكوست ويهاجر إلى الولايات المتحدة.
وقال برودي في كلمته: "السينما ليست مجرد قصص.. إنها تذكير بإنسانيتنا المشتركة".
"فلو".. أفضل فيلم رسوم متحركة
حصد الفيلم اللاتفي "فلو" جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، بعد تقديمه قصة رمزية عن التغير المناخي، من خلال رحلة قطة تبحث عن مأوى في عالم غارق تحت مياه الفيضانات.
ورغم تصاعد الأزمات العالمية، بدت الدورة الحالية أكثر تحفظًا في تناول القضايا السياسية، إذ تجنب مقدم الحفل كونان أوبراين التطرق بشكل مباشر للملفات الساخنة، إلا أن كلمات بعض الفائزين، مثل أدريان برودي وباسل عدرا، حملت دعوات إلى التعايش والسلام.
أما فيلم "ذي سبستنس" للمخرجة الفرنسية كورالي فارجا فقد نال جائزة أوسكار أفضل ماكياج وتصفيف شعر، عن التحول الجسدي المذهل لديمي مور التي أدت شخصية امرأة مدمنة على مصل لتجديد الشباب له آثار مدمرة.
الفائزون في الدورة الـ97 للأوسكار:
أفضل فيلم: "أنورا"
أفضل مخرج: شون بيكر - أنورا
أفضل ممثل: أدريان برودي - ذي بروتاليست
أفضل ممثلة: مايكي ماديسون - أنورا
أفضل فيلم وثائقي: "لا أرض أخرى"
أفضل فيلم رسوم متحركة: "فلو"
أفضل فيلم دولي: "آيم ستيل هير"
أفضل سيناريو أصلي: "أنورا"
أفضل مونتاج: "أنورا"
أفضل مكياج وتصفيف شعر: "ذي سبستنس"
ورغم الابتعاد عن الجدل السياسي المباشر، أكدت الدورة الـ97 للأوسكار أن السينما تظل سلاحًا قويًا في مواجهة الظلم، ووسيلة لإعلاء أصوات المهمشين.