في الوقت الذي لا يزال فيه البابا فرنسيس، قيد العلاج بسبب التهاب رئوي في كلتا الرئتين، يتساءل الكثيرون عن هوية الشخص الذي قد يتولى قيادة الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية في المستقبل، إذا ما تدهورت صحته ووافته المنية.
البابا البالغ من العمر 88 عامًا، ظهر عليه أعراض "التهاب رئوي ثنائي"، ما يعني أنه يؤثر على كلا الرئتين، إذ قالت الفاتيكان إن حالته "لا تزال مُعقدة" بعد دخوله إلى مستشفى جيملي في روما، الأسبوع الماضي.
وبعد وفاة البابا أو في حالات نادرة من الاستقالة، كما حدث مع البابا بنديكتوس السادس عشر، يُنظم الفاتيكان "المجمع البابوي"، إذ يجتمع مجمع الكرادلة لاختيار رأس الكنيسة المقبل، وفقًا لقوانين المجمع، بدءًا من 22 يناير 2025، وهناك 138 ناخبًا من أصل 252 من الكرادلة، ولا يُسمح للمشاركة في الاقتراع السري في كابيلا سيستينا إلا للكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا.
وتجرى أربع جولات من التصويت يوميًا حتى يحصل أحد المرشحين على ثُلثي الأصوات، في عملية تستغرق عادةً من 15 إلى 20 يومًا.
مَن أبرز هؤلاء الذين قد يعتلون الكرسي البابوي في الفاتيكان؟
الكاردينال بيترو بارولين
رجل دين إيطالي، كاردينال منذ فبراير 2014، ويشغل منصب أمين سر دولة الفاتيكان، منذ أكتوبر 2013، وعضو مجلس مستشاري الكرادلة، منذ يوليو 2014.
وقبل توليه منصبه، عمل في الخدمة الدبلوماسية للكرسي الرسولي، لـ30 عامًا، إذ شملت مهامه فترات في نيجيريا والمكسيك وفنزويلا، إضافة إلى أكثر من 6 سنوات كوكيل وزارة الخارجية للعلاقات مع الدول.
وهو الكاردينال الأعلى رتبة في المجمع البابوي، يُعرف باعتباره شخصية معتدلة داخل الكنيسة بعيدًا عن الانحيازات السياسية "اليسارية" أو "اليمينية".
وفي مقابلة حديثة له مع صحيفة "لكو دي بيرجامو" الإيطالية، علق بارولين على عدة قضايا جيوسياسية، قائلًا إن "الكل يمكنه المساهمة في السلام، لكن يجب ألا يتم السعي وراء الحلول عبر فرضيات أحادية تهدد حقوق الشعوب".
الكاردينال ويم إيك
هولندي يبلغ من العمر 71 عامًا، رئيس أساقفة أوتريخت وطبيب سابق، كان منتقدًا صريحًا لمواقف البابا فرانسيس الأكثر تقدمية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الزواج والتناول، تم ترقيته إلى رتبة كاردينال، عام 2012 من قبل البابا بنديكت السادس عشر.
الكاردينال بطرس إردو
الكاهن المجري - 72 عامًا - كان رئيسًا سابقًا لمجلس مؤتمرات الأساقفة في أوروبا، يُعرف بكونه صوتًا محافظًا داخل الكنيسة، عارض إردو ممارسة السماح للكاثوليك المطلقين أو المتزوجين مرة أخرى بتناول القربان المقدس، بسبب إيمانه بعدم قابلية الزواج للانفصال.
وقارن استقبال اللاجئين بتجارة البشر، عُيّن كاردينالًا في 2003 من قبل البابا يوحنا بولس الثاني.
الكاردينال لويس أنطونيو تاجلي
لويس أنطونيو تاجلي، البالغ من العمر 67 عامًا، هو الكاردينال السابع من الفلبين، يُعرف بتوجهاته السياسية "اليسارية"، إذ انتقد في الماضي مواقف الكنيسة من المثليين والأمهات غير المتزوجات والكاثوليك المطلقين أو المتزوجين مرة أخرى، وُصف بأنه داعم لحقوق المثليين وحارب التعابير القاسية تجاههم في الكنيسة.
الكاردينال ماتيو زوبي
يُعتبر الكاردينال ماتيو زوبي، الذي أصبح كاردينالًا في 2019، من أبرز الشخصيات المفضلة للبابا فرنسيس، رئيس مؤتمر الأساقفة الإيطاليين منذ 2022، وتم إرساله منذ ذلك الحين في عدد من الرحلات العالمية.
وذهب في مهمة سلام إلى أوكرانيا، إذ التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وأيضًا ذهب إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس آنذاك جو بايدن.
الكاردينال رايموند ليون بورك
يُعتبر الكاردينال بورك، الأمريكي المولود في ولاية ويسكونسن، الذي وُصف بأنه صوت تقليدي في الكنيسة من أبرز المعارضين لآراء البابا فرنسيس الليبرالية، خاصة فيما يتعلق بالسماح للأزواج المطلقين والمتزوجين مرة أخرى بتناول القربان المقدس، وُصف بورك بأنه من المدافعين عن التقاليد الكاثوليكية المحافظة.
وقال في وقت سابق، إن السياسيين الكاثوليك الذين يؤيدون الإجهاض القانوني، مثل بايدن، لا ينبغي لهم أن يتناولوا القربان المقدس.
الكاردينال فريدولين أمبونجو بيسونجو
الإفريقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، البالغ من العمر 65 عامًا، مرشح للباباوية بصفته رئيسًا لندوة المؤتمرات الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر، تصدر بيسونجو عناوين الأخبار لرفضه العقائد الحديثة، التي أقرها البابا فرانسيس، وسمحت بالبركات للأزواج غير المتزوجين والأزواج من نفس الجنس، تمت ترقيته إلى رتبة كاردينال، عام 2019.