نشرت روسيا منصات إطلاق مستقلة لصاروخ " آر إس 24 يارس" RS-24 Yars، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات يمكن تسليحه برؤوس حربية نووية، على طرق الدوريات القتالية في 19 فبراير الجاري، وفقًا لما ذكرته مجلة" نيوزويك" الأمريكية، نقلًا عن خدمة "تليجرام" التابعة لوزارة الدفاع في الاتحاد الروسي.
واعتبرت المجلة الأمريكية أن نشر منصات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من طراز "يارس" خلال التدريبات، يشير إلى أن روسيا قد تعمل على تصعيد الصراع مع أوكرانيا، ما يقوّض محادثات السلام الأخيرة التي عقدت مع الولايات المتحدة في الرياض.
وترأس وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ونظيره الروسي سيرجي لافروف الوفدين في اجتماع استمر أربع ساعات ونصف الساعة في العاصمة السعودية الرياض، أمس الثلاثاء.
وبعد ذلك، اتفقا الوفدان الأمريكي والروسي على "وضع الأساس للتعاون المستقبلي" بشأن إنهاء حرب أوكرانيا وتطبيع العلاقات بسرعة، بعد محادثاتهما رفيعة المستوى الأولى بشأن الصراع منذ فبراير 2022.
وتشير "نيوزويك" إلى أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم، متقدمًا مباشرة على الولايات المتحدة، واستخدامها للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وهي أسلحة نووية استراتيجية، قد تخلف أضرارًا أكبر من الصواريخ غير النووية، ويؤدي إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي.
وكتبت وزارة الدفاع الروسية على تليجرام، أنه "في تشكيل صواريخ نوفوسيبيرسك، تم نشر قاذفات مستقلة من طراز يارس PGRK على طرق الدوريات القتالية، وأن الطواقم تسير حتى مسافة 100 كيلومتر (62 ميلا)، وتفرق الوحدات بتغيير المواقع الميدانية ومعداتها الهندسية والأمن، وحل قضايا مكافحة مجموعات التخريب والاستطلاع".
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن "وحدات الصواريخ والأقسام الفرعية، في إطار عمليات المناورة، تمارس مهام الانتشار في منطقة الغابات من أجل زيادة التخفي لوحدات يارس PGRK"
وصاروخ " آر إس 24 يارس" هو صاروخ نووي استراتيجي مصمم لحمل العديد من المركبات المعادية التي يمكن إرسالها إلى أهداف مختلفة والعديد من الرؤوس الحربية النووية. يمكن تثبيت الصاروخ الباليستي العابر للقارات على حاملات الشاحنات أو نشره في صوامع.
وتمتلك روسيا نوعين من منصات الإطلاق الأرضية أولهما صوامع الإطلاق الموجودة تحت سطح الأرض في قواعد ثابتة، والثاني هو منصات الإطلاق المحمولة على مركبات يمكنها الانتقال من موقع إلى آخر بصورة مستمرة.
ووصفت وسائل الإعلام الروسية الصاروخ سابقًا بأنه نسخة من صاروخ توبول-إم" Topol-M الروسي. وتشير التقارير إلى أن صاروخ "يارس" الباليستي العابر للقارات يبلغ مداه ما بين 11 ألفًا إلى 12 ألف كيلومتر، وهو قادر على حمل ما يصل إلى أربعة رؤوس حربية من نوع مركبة إعادة الدخول المتعددة المستهدفة بشكل مستقل، كل منها بقوة تفجيرية تبلغ نحو 500 كيلوطن.
ويمثل صاروخ "يارس" الباليستي الروسي العابر للقارات، أحد أخطر الصواريخ النووية في العالم، ويحمل الاسم الكودي "آر إس - 24"، حسبما ذكر موقع "ميسيل ثريت"، الذي يشير إلى أن هذا الصاروخ قادر على حمل 3 رؤوس حربية متطورة يمكنها الانقضاض على أهدافها من خارج الغلاف الجوي للأرض بسرعات خارقة.
يتكون صاروخ "يارس" من 3 مراحل، ويعمل بالوقود الصلب، ويمكن إطلاقه من على متن المركبات أو من صوامع الإطلاق على السواء، ولا تستخدمه سوى روسيا.
وسبق أن استعرض موقع "سبوتنيك" الروسي المواصفات الفنية للصاروخ "آر إس 24 يارس" كالتالي:
قطر الصاروخ: متران
طول الصاروخ: 22.5 متر
الحمولة: 3 رؤوس نووية
القوة التدميرية: 150 إلى 200 كيلوطن (10 أضعاف قنبلتي هيروشيما وناجازاكي)
نوع الوقود: صلب
وزن الإطلاق: 49.6 طن
المدى: 10 آلاف و500 كلم
وحسب "نيوزويك"، هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها القوات الروسية صواريخ "يارس" خلال التدريبات، حيث تم تحميل الصاروخ في صوامع بقاعدة صواريخ كوزيلسك في منطقة كالوجا جنوب غرب العاصمة في مناسبات عديدة في أعوام 2022 و2023 و2024.
وتساءلت المجلة الأمريكية، كيف ستدافع أوكرانيا عن نفسها إذا استخدمت روسيا صواريخ "يارس" الباليستية عابرة القارات في هجمات على أراضي كييف، حيث تخلت أوكرانيا عن الأسلحة النووية عندما وقّعت مذكرة بودابست عام 1994.