39 عامًا مضت على رحيل الشاعر المصري صلاح جاهين، الشهير بفيلسوف البسطاء من بين ألقاب أخرى عديدة حاولت إعطائه حقه الأدبي، وعلى الرغم من غيابه نحو 4 عقود، فإن تأثير كلماته لا يزال يتردد صداها في قلوب جمهوره والوسط الفني.
"جاهين" الذي توفي يوم 21 أبريل عام 1986، وسط حالة شديد من الحزن انتابت جمهوره وأصدقاءه والوسط الفني والثقافي، ظل باقيًا بإبداعه وإرثه الفني، بعلامات مسجلة حقيقية ومنها إبداعه في أوبريت "الليلة الكبيرة" ورباعياته الشهيرة بـ"رباعيات صلاح جاهين"، التي كانت بمثابة طرح فلسفي ووجودي للحياة والعلاقات والمشاعر، صاغها بكلمات قليلة متوازنة شديدة التأثير، ليصبح الراحل بمفرده ظاهرة ثقافية مصرية عربية فريدة من نوعها.
جمع "جاهين" بين فن كتابة الشعر والكاريكاتير وكتابة السيناريو، وعبّر عن مشاعر البسطاء بلسانهم، واستطاع أن يصف المشاعر الإنسانية بأسلوب فريد وبسيط، أو كما وصفته الراحلة سعادة حسني التي تعاونت معه في الكثير من الأعمال بـ"الفراشة"، وقالت عنه أيضًا "جاهين نجح في أن يكتب مشاعر المرأة كما تحسها، ونقل معاناة المظلوم، وعبّر عن الحياة وكأنه لساني الذي أنطق به".
الاحتفاء بـ صلاح جاهين
إبداع جاهين الذي لا يُنسى، جعل اسمه جديرًا بالتكريم في مناسبات مختلفة بعد رحيله، إذ سبق أن احتفى موقع جوجل بالذكرى الـ83 لميلاده، كما عرض التلفزيون المصري منذ 20 عامًا مسلسل "رباعيات جاهين" الذي تتناول كل حلقة منه فكرة مأخوذة من رباعياته الشهيرة.
وتارة نجد اسمه مكرمًا في مهرجان القاهرة الدولي للأغنية، وأخرى في معرض الكتاب، والكثير من المحافل الثقافية والفنية الأخرى، وأخيرًا حرصت وزارة الثقافة المصرية على إطلاق سلسلة فعاليات تبدأ غدًا الأربعاء من خلال دار الأوبرا المصرية، تحمل عنوان "عمنا صلاح جاهين"، لكي تسلّط الضوء على تراث الراحل.
من بين فعاليات الاحتفاء بصلاح جاهين، عُرض فيلم عن الراحل، واحتفالية تقدمها فرقة المعهد العالي للموسيقى العربية، بقيادة المايسترو مازن دراز، وتدشين معرض للأعمال الكاملة للفنان المولود يوم 25 ديسمبر عام 1930، كما تقام أيضًا أمسية بعنوان " قصاقيص ورق لصلاح جاهين"، وأمسية شعرية بعنوان "قراءات فى شعر صلاح جاهين".
وتشهد فعاليات الاحتفاء بالفنان الراحل ندوة موسيقية عن إبداعه، وفقرة غنائية لمجموعة من أشعاره، وأمسية عن حياته وأشعاره، وقراءات لأعماله، وندوة بعنوان "صلاح جاهين بين الفن والتاريخ"، ومعرض "رباعيات طباعية"، ومائدة مستديرة تحت عنوان "عمنا صلاح جاهين صانع البهجة وحارس الهُوِيَّة"، حيث تقام هذه الفعاليات بالعديد من المسارح وهيئات قصور الثقافة بالعديد من المحافظات المصرية، إلى جانب برنامج خاص في عدد من المتاحف الفنية في القاهرة والمحافظات، ومعرضًا بعنوان "في محبة فيلسوف البسطاء.. عمنا صلاح جاهين"، وغيرها من الفعاليات في تظاهرة ثقافية فنية تلقي الضوء على إبداع الفنان المصري الذي طالما أبدع جيله والأجيال التالية.