الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بونج جون هو وميشيل فرانكو بأبرز عروض أول أيام مهرجان برلين

  • مشاركة :
post-title
بونج جون هو مع الممثل روبرت باتينسون

القاهرة الإخبارية - برلين: رشا حسني

بدأت فعاليات وعروض الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، أمس السبت، وافتُتحت عروض المسابقة الدولية بالفيلم الصيني Living the Land الذي تدور أحداثه في عام 1991، عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي شهدتها الصين ذلك العام وأثرت بشكل جذري على حياة العائلات في جميع أنحاء البلاد، بينما يواجه المزارعون تحديات جسيمة، وتعيد التطورات التكنولوجية تشكيل أسلوب حياتهم الريفي بشكل جذري. في ظل هذه التحولات، يقرر والدا تشوانج، البالغ من العمر عشرة أعوام، الانتقال إلى المدينة بحثًا عن العمل، تاركين طفلهما الثالث خلفهما لينشأ بين أفراد العائلة الممتدة والجيران في قريتهم الريفية.

على مدار أحداث الفيلم تتجلى ملحمة تمتد عبر أربعة أجيال، نستكشف دورات الحياة من خلال تعاقب الفصول، ومع ولادات ووفيات، وأعراس وجنازات، نشهد صمود الناس العاديين وابتكاراتهم في مواجهة أعباء المسؤولية العائلية، بينما يتصارع عالمهم المتغير مع المعتقدات والتقاليد وأعراف الشرف والواجب التي عاشوا وفقًا لها لآلاف السنين.

كما عُرض الفيلم الإنجليزي Hot Milk للمخرجة ريبيكا لينكيفيتش من بطولة إيما ماكي، الذي تدور أحداثه على أحد الشواطئ الإسبانية أثناء فصل الصيف الحارق، حيث تسافر روز (فيونا شو) وابنتها صوفيا (إيما ماكي) إلى بلدة ألميريا الساحلية لاستشارة جوميز (فنسنت بيريز)، المعالج الغامض الذي قد يحمل مفتاح الشفاء لمرض روز الغامض، لكن في هذه البلدة المشمسة، تبدأ صوفيا -التي كانت حتى الآن مقيدة بمرض والدتها- في التحرر من مخاوفها وانعدام ثقتها، وتنجذب إلى سحر إنجريد (فيكي كريبس)، المسافرة المتحررة ذات الروح الطليقة.

Mickey

ولكن أبرز عروض اليوم كان الفيلم المكسيكي Dreams للمخرج المتميز ميشيل فرانكو، من بطولة النجمة الأمريكية جيسيكا تشاستين في ثاني تعاون لهما معًا بعد فيلم Memory وتدور أحداث Dreams حول فرناندو، راقص الباليه الشاب من المكسيك، الذي يحلم بالشهرة العالمية وحياة جديدة في الولايات المتحدة، وإيمانًا منه بأن حبيبته جينيفر الثرية، ستدعمه، يترك كل شيء خلفه ويخوض رحلة محفوفة بالمخاطر، إذ ينجو بصعوبة من الموت أثناء عبوره الحدود، لكن وصوله يقلب عالم جينيفر المنظم بعناية رأسًا على عقب، ولحماية مستقبلهما معًا والحفاظ على الحياة التي بنتها لنفسها، ستفعل جينيفر أي شيء.

نال الفيلم إشادات نقدية واسعة، ليس فقط لتميزه على المستوى الفني ولكن أيضًا لمعاصرة فكرته التي تدور حول اللاجئين والعابرين للحدود بطرق غير شرعية، كما تطرق الفيلم لفكرة قديمة جديدة وهي فكرة الحلم الأمريكي الذي لا يزال يدفع الشباب لمغادرة بلادهم ومطاردته حتى وإن أودى ذلك بهم إلى مصائر مأساوية، وعندما سُئلت تشاستن عن هذه الفكرة بالتحديد أجابت أنها تعلم جيدًا بأن الحلم الأمريكي لا يزال يراود الكثير من الشباب حول العالم ولكنها تفضل دائمًا أن يتحلى الناس بشكل عام بالأمل في حياة أفضل، وإلا فلا داعٍ للمضي قدمًا في الحياة بغض النظر عن المكان الذي يوجد فيه الإنسان، كما أشارت إلى أنها تعلم جيدًا أن أمريكا تتغير وأن السياسات الأمريكية تتغير خاصة في الفترة الحالية والمقبلة خاصة في ظل تولي ترامب رئاسة أمريكا، ولكنها ستظل تقدم في أفلامها ما تقتنع به بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.

وحينما سُئل فرانكو عمّا تغير فيه كمخرج بعد أن عمل في هوليوود مع ممثلة هوليوودية حائزة على جائزة الأوسكار، نفى تمامًا عمله أو حتى رغبته في العمل في هوليوود، وقال: "أنا مكسيكي وسأظل أكتب وأخرج أفلامي في المكسيك عن قصص مكسيكين، أنا لم أذهب إلى هووليود ولن أذهب ولا أشغل بالي بذلك الأمر مطلقًا، ولكني كنت محظوظًا للغاية بموافقة نجمة مهمة ومختلفة ومثقفة مثل جيسيكا تشاستين على العمل معي في أفلام ذات التكلفة المنخفضة والتي لا تقارن بأي شكل بالأفلام التي تقدمها في أمريكا، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تفتحها ووعيها الشديد واحترامها لمهنتها، وهو ما أكدت عليه تشاستين إذ قالت إنها تحب فرانكو للغاية وتحترمه وتقدر موهبته كمخرج، وتشعر بالرحلة في العمل معه كما أثنت على أفلامه والأفكار التي يطرحها من خلالها والشخصيات التي تتناولها أفلامه.

أما عن عروض ثاني أيام المسابقة، فبدأت بالفيلم الفرنسي البلجيكي Ari والذي تدور أحداثه حول آري، معلم يبلغ من العمر 27 عامًا، ينهار أثناء زيارة مفتشة المدرسة التي يعمل بها والتي تغضب منه لفشله، ثم يطرده والده من المنزل.

وحيدًا في المدينة ومثقلًا بالمشاعر، يضطر آري على مضض إلى إعادة التواصل مع أصدقاء قدامى، ومع تدفق ذكريات الأشهر الماضية، يدرك تدريجيًا أن الآخرين ليسوا كما كان يعتقد، وربما كان هو نفسه يعيش حياته كالحالم الذي يسير بلا وعي.

Hot milk

أما ثاني عروض المسابقة الدولية لليوم الثاني فكان الفيلم الإيطالي الفرنسي البلجيكي المشترك Reflection in a Dead Diamond والذي تدور أحداثه حول جون، البالغ من العمر 70 عامًا، ويعيش في عزلة مترفة داخل فندق فاخر على الريفييرا الفرنسية، يثير فضوله ظهور امرأة في الغرفة المجاورة، تذكره بسنواته الجامحة على الساحل في الستينيات، حين كان جاسوسًا عالميًا أنيقًا في عالم مليء بالمخاطر والفرص.

لكن عندما تختفي المرأة بشكل غامض، يجد جون نفسه محاصرًا بين ومضات من الماضي – أو ربما أوهام – تعيد إليه ذكريات ماضيه الساحر والمروع، والنساء الفاتنات والأشرار الماكرين الذين عاشوا وماتوا هناك.

بأسلوب بصري يحتفي بحب وحنين بعالم أفلام الجاسوسية الأوروبية في الستينيات، والممزوج بلمسات مرحة من العنف السينمائي، يبدأ واقعه في التصدع بينما يحاول حل لغز ماضيه.

أما عن أبرز عروض اليوم الثاني ودورة المهرجان بشكل عام، فكان العرض العالمي الأول لأحدث أفلام المخرج الكوري الشهير بونج-جون-هو بعنوان Mickey 17 ، الذي ينتمي لنوعية أفلام الخيال العلمي ومثَّل مفاجأة كبيرة لكل متابعي أعمال المخرج السابقة.

تدور أحداث الفيلم حول شاب يُدعى ميكي بارنز، يجد نفسه في ظرف استثنائي، إذ يعمل لدى صاحب عمل يطالبه بأقصى درجات الالتزام بالوظيفة، وهي حرفيًا أن يموت من أجل لقمة العيش.

حضر المؤتمر الصحفي الذي تلى عرض الفيلم كل من المخرج بونج جون هو والممثل روبرت باتينسون وبعض أفراد طاقم التمثيل.

جيسيكا تشاستين

الفيلم مقتبس من رواية الخيال العلمي Mickey 7 للكاتب إدوارد آشتون الصادرة عام 2022، ويدور حول رجل بلا هدف في المستقبل القريب يوافق على وظيفة كـ "قابل للاستبدال"، أي موظف يُرسل في مهام خطرة ويتم إعادة استنساخه تلقائيًا في حال وفاته أثناء العمل.

يشارك في بطولة الفيلم أيضًا كلٌ من نعومي أكي، وستيفن يون، وتوني كوليت، ومارك رافالو.

وصف "باتينسون" العمل مع بونج بأنه "لا يصدق"، مشيرًا إلى أنه يعتبره "أحد عظماء الإخراج"، وأضاف: "بونج هو أحد المخرجين العظماء في نظري".

أما المرشحة للأوسكار توني كوليت، فأوضحت أنها وافقت على الفيلم دون حتى قراءة السيناريو، وهي سابقة في مسيرتها المهنية.

يُعد هذا الفيلم أول عمل طويل لبونج-جون-هو منذ فوزه بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2019، وحصوله على أربعة جوائز أوسكار عن فيلمه الأشهرParasite واستغرق الفيلم وقتًا طويلًا حتى يكتمل، إذ انتهى تصويره في ديسمبر 2022.

قال "بونج"، خلال المؤتمر الصحفي، أن الفيلم يمثل أول قصة حب يرويها في مسيرته، موضحًا: "أرغب في صناعة أفلام من جميع الأنواع، هذا هو هدفي في الحياة... حتى لو كنت أخشى قليلًا من الأفلام الكوميدية أو الموسيقية".

Ari

وعن مصادر إلهامه، أوضح بونج: "أستمد إلهامي من مصادر متعددة.. حتى عندما أنظر إلى وجوهكم، تأتيني العديد من الأفكار ككاتب ومخرج، أنا أكتب باستمرار في رأسي".

أما روبرت باتينسون، فتحدث عن تجربته في تصوير مشاهد تتضمن نسخًا متعددة من شخصيته، مشيرًا إلى أنها "قد تكون مربكة بعض الشيء، لكنه وجد الكثير من الرضا في تجميع القطع معًا كما لو كان يحلّ لغزًا... كان الأمر ممتعًا ومثيرًا جدًا عند رؤية المنتج النهائي".

وكان باتينسون صرح خلال مؤتمر صحفي في كوريا الشهر الماضي: "يبدو السيناريو بسيطًا بشكل خادع في البداية، ولكن عندما تحاول تحليل عقلية ميكي—هذا الرجل الذي ليس لديه أي ثقة بالنفس ولكنه في الوقت نفسه لا يشعر بالشفقة على نفسه—يصبح الأمر معقدًا بسرعة كبيرة.. في النهاية، فكرت فيه على أنه كلب غير مدرّب جيدًا يحتاج إلى أن يموت 17 مرة حتى يتعلم شيئًا أخيرًا".

وأضاف في نفس الحدث أن أجواء التصوير كانت أشبه بإنتاج ضخم من حرب النجوم، وكشف أنه وبقية الممثلين كانوا مفتونين بأسلوب بونج في الإخراج، إذ كان يطلب من الممثلين أداء جملة أو جملتين فقط في كل مرة.

وقال "بونج"، في نفس الحدث، إن الفيلم أكثر من مجرد فيلم خيال علمي، موضحًا: "إنه يتناول الإنسانية.. تدور قصة ميكي حول شاب عادي بلا قوة وضعيف".

سيُطرح الفيلم في دور العرض بكوريا الجنوبية في 28 فبراير، يليه إطلاقه في الولايات المتحدة في 7 مارس.