الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مزج التاريخ بالفانتازيا.. رحيل السوري هاني السعدي بعد مسيرة حافلة بالإبداع

  • مشاركة :
post-title
الممثل السوري هاني السعدي

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

فقدت الساحة العربية أحد أهم مبدعيها برحيل الكاتب والممثل السوري هاني السعدي ذو الأصول الفلسطينية، عن عمر يناهز 81 عامًا، بعد أن ترك بصمة واضحة في عالم الفن، سواء كممثل في بداياته أو ككاتب درامي قدم أعمالًا مميزة غلب عليها جانب الفانتازيا والذي مزجه بالتاريخ. 

نعت نقابة المهن التمثيلية السورية رحيله عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث قالت: "فرع دمشق لنقابة الفنانين، ينعي إليكم الزميل الفنان القدير هاني السعدي، ونوافيكم لاحقًا بموعد التشييع والدفن وموعد التعزية. إنا لله وإنا إليه راجعون".

من اللجوء إلى الإبداع

وُلد هاني السعدي في 6 يونيو 1944 في بلدة صفورية قبل نشوء دولة إسرائيل، ولكنه اضطر للجوء إلى سوريا في عام 1948 نتيجة لظروف النكبة، ليستقر في مخيم اليرموك بجنوب دمشق. ورغم التحديات الصعبة التي واجهها في بداية حياته، لم تمنعه ظروف اللجوء من متابعة شغفه بالفن، ليبدأ مسيرته في عالم التمثيل، ثم ينتقل لاحقًا إلى الكتابة ويصبح واحدًا من أشهر كتاب الدراما السورية.

من التمثيل إلى الكتابة

بدأ السعدي مشواره التمثيلي في عام 1969 من خلال فيلم "بوابة الغزلان"، ليشارك بعدها في العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية المتميزة مثل "أسعد الوراق"، "الحدود"، "تجارب عائلية"، و"آخر الفرسان". كما قدم أداءً لافتًا في المسرح، وخاصة في أعمال الكاتب المسرحي سعد الله ونوس مثل "حفلة سمر من أجل خمسة حزيران" و"رأس المملوك جابر".

لكن التحول الأبرز في مسيرته جاء في عام 2002 عندما قرر التفرغ بالكامل للكتابة، حيث بدأ في تقديم أعماله التي مزجت بين التاريخ والفانتازيا، ليصبح أحد رواد هذا النوع من الدراما في سوريا والعالم العربي.

أعماله التي أثرت في الذاكرة الفنية

قدم هاني السعدي العديد من الأعمال التي تعتبر علامات فارقة في الدراما العربية، ومنها "الجوارح"، "البواسل"، "الموت القادم إلى الشرق"، "الكواسر"، "البركان"، و"الفوارس". كما عرف بأسلوبه الفريد الذي جمع بين التاريخ والفانتازيا والمغامرة، وترك بصمة واضحة في مجال الدراما التاريخية.

إلى جانب ذلك، لم يقتصر تأثيره على الأعمال الفانتازية، فقد كانت له إسهامات هامة في الدراما الاجتماعية، أبرزها مسلسل "أبناء القهر"، الذي ناقش قضايا حساسة في وقته مثل المخدرات والإيدز، ليحصد جائزة أفضل مسلسل عربي في المؤتمر الطبي في باريس.

لم يكن هاني السعدي مجرد كاتب مبدع، بل كان أيضًا رب أسرة فنية متميزة. فهو والد الممثلتين روعة وربى السعدي، اللتين قدّمتا أدوارًا بارزة في الدراما السورية، لتستمر بصمة السعدي الفنية في الأجيال القادمة.

برحيل هاني السعدي، يخسر الفن العربي أحد المبدعين الذين تركوا أثرًا عميقًا في صناعة الدراما السورية والعربية. فقد جسد السعدي قصة نجاح حقيقية من التحديات والصعاب إلى قمة الإبداع الفني، ليظل اسمه مرتبطًا بأعمال خالدة تذكره الأجيال القادمة.