أصدرت الأمم المتحدة العديد من التقارير هذا العام حول أوضاع الضحايا من المدنيين خلال الحرب الروسية الأوكرانية، مع اقتراب تتمة عام كامل على اندلاع الحرب، إذ أثرت هذه الحرب على المنطقة بشكل كبير وعلى دول العالم، لا سيما التى تعتمد بشكل أساسى على الواردات من البلدين خاصة القمح.
ووثّق مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، وقوع أكثر من 18 ألف ضحية مدنية منذ الحرب الأوكرانية فى 24 فبراير 2022، شملت ما يقرب من 7 آلاف قتيل، وأكثر من 11 ألف جريح، بينهم 22 قتيلًا مدنيًا و72 جريحًا آخرين، ولفت التقرير الأممي إلى أنه من المحتمل أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير.
وقال تقرير قدمته روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، إن الحرب أجبرت الملايين على الفرار من منزلهم، حيث استضافت الدول المجاورة نحو 7.9 مليون شخص طلبوا الحماية في أوروبا، فيما نزح نحو 5.91 مليون شخص، 65 في المئة منهم من النساء والفتيات، داخل أوكرانيا.
برنامج الأمم المتحدة والبنك الدولي أفادا خلال تقييم لهما، أنه تم تسجيل 745 حادثة على مرافق الرعاية الصحية منذ بداية الحرب وحتى حتى 4 يناير الجارى، مؤكدين أنه الأعلى في العالم.
وأشار التقرير الدولي إلى أن المناطق الأكثر تضررًا شرق وجنوب البلاد، وأن 15% من المرافق لا تعمل جزئيًا أو بصورة كاملة، وما يصل إلى 50% في دونيتسك وزابوريجيا وميكولايف وخاركيف.
بينما تسببت الحرب بأوكرانيا في معاناة رهيبة للأطفال وعائلاتهم، ومع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء سيصبح أكثر صعوبة. حيث تأثر ما يقدر بنحو 5.7 مليون طفل في سن الدراسة بشكل مباشر، بما في ذلك 3.6 مليون بسبب إغلاق المؤسسات التعليمية في وقت مبكر من الصراع، فيما تأثرت صحة الملايين نفسيًا بسبب الحرب، خاصة ممن فروا من منازلهم وتركوا أطفالهم، بالإضافة إلى من فقدوا ذويهم.
من جانبها، وثّقت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أكثر من 90 حالة من حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من ربع السكان معرضون لخطر الإصابة بحالة صحية نفسية بسبب هذه الحرب.
ووفق تقرير الأمم المتحدة، فإنه على الرغم من تعرض الاستجابة الإنسانية لقيود شديدة كي تصل إلى المحتاجين، إلا أن منظمات الإغاثة وصلت بالمساعدات لما يقرب من 14 مليون شخص في أكثر من 740 جهة شريكة منذ 24 فبراير من العام الماضي، وهذا يشمل مليون شخص في مناطق لا تخضع لسيطرة حكومة أوكرانيا.
وفى محاولة لمواجهة أزمات الدول التي تعتمد على الصادرات من الحبوب الأوكرانية، فقد تم من خلال مبادرة حبوب البحر الأسود نقل أكثر من 17 مليون طن من المواد الغذائية، وصلت بالفعل أو في طريقها إلى الوصول لنحو 43 دولة.
وعقد مجلس الأمن أمس جلسة لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا مع اقتراب انقضاء عام كامل على اندلاع الحرب، وجاءت الجلسة بطلب من ألبانيا والولايات المتحدة، وهما الدولتان المعنيتان حاليًا بصياغة القرارات بشأن الوضع في أوكرانيا بمجلس الأمن.
وقالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، إن هذه الحرب تسببت في كارثة إنسانية وحقوقية، وتسببت في صدمة لجيل من الأطفال، وعجّلت بأزمتي الغذاء والطاقة العالميتين، مشددة على أن أوكرانيا وروسيا والعالم لا يستطيعون تحمل استمرار هذه الحرب.
مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوتشا) أفاد بأن نحو 18 مليون أوكراني، أو 40% من سكان البلاد، بحاجة إلى مساعدة إنسانية، بعد ما أدت الهجمات المستمرة على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا إلى مضاعفة التأثير المدمر للحرب والمخاطر على الأشخاص الأكثر تضررًا.
من جانبها، لفتت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في أوكرانيا، إلى أن الوضع سيئ في أوكرانيا، وخاصة مع انخفاض درجات الحرارة في جميع أنحاء البلاد إلى ما دون الصفر، والتي من المتوقع أن تنخفض أكثر من ذلك، فى الوقت الذى تكثف فيه المنظمة جهودها لمساعدة النازحين والمتضررين من الحرب على التكيف مع ظروف الطقس البارد.