الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سينما خارج العاصمة.. مواهب صاعدة وجوائز تكرّم الإبداع في مهرجان الإسماعيلية

  • مشاركة :
post-title
جوائز ملتقى الإسماعيلية لدعم المواهب السينمائية

القاهرة الإخبارية - فنون وثقافة

بينما تتجه أنظار عشاق السينما إلى مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ26، يواصل المهرجان تسليط الضوء على الإبداع السينمائي المستقل والمواهب الصاعدة من مختلف أنحاء مصر. فاليوم الرابع من الفعاليات لم يكن مجرد عروض للأفلام، بل جاء حافلًا بالمناقشات الملهمة حول صناعة السينما خارج حدود العاصمة، إذ اجتمع صنّاع الأفلام والكتّاب والمبرمجون السينمائيون لبحث التحديات والفرص التي تواجه السينما المستقلة في الأقاليم، مؤكدين أهمية خلق منصات تعكس التنوع الثقافي بعيدًا عن المركزية السينمائية التقليدية.

ضمن فعاليات الدورة الـ26 من مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، أقيمت ندوة تحت عنوان "الفيلم التسجيلي خارج حدود العاصمة"، بحضور نخبة من صنّاع السينما المستقلة، بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه إنتاج وعرض الأفلام بعيدًا عن المركزية الثقافية للعاصمة.

شارك في الندوة كلٌ من المبرمجة السينمائية صفاء مراد، والمخرج مدحت صالح، والكاتب حمادة زيدان، فيما أدار الحوار المخرج ياسر نعيم. واستهلت الندوة بعرض قدمته غادة الشربيني، مسؤولة الأنشطة الثقافية في معهد جوتة بالقاهرة، تضمن لقطات من مشروع "السينما خارج حدود العاصمة"، الذي يهدف إلى نشر الثقافة السينمائية في المناطق البعيدة عن القاهرة.

ورشة صناعة سينما الأطفال
دعم السينما المستقلة خارج العاصمة

أوضحت غادة الشربيني أن المشروع بدأ بتدريب المشاركين على الإدارة الثقافية والتقديم للحصول على المنح السينمائية، إضافة إلى كيفية التعامل مع الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلًا عن مهارات إقناع الممولين بدعم المشاريع السينمائية المستقلة. كما تضمن المشروع عرض المنح المتوسطة والكبيرة، ودعوة الصحفيين لتسليط الضوء على الأفلام التي تم إنتاجها.

من جانبه، أعرب المخرج مدحت صالح عن شغفه بنشر الثقافة السينمائية في المدن البعيدة، مشيرًا إلى أنه انتقل إلى القاهرة عام 2011 لدراسة الفنون السينمائية، لكنه قرر لاحقًا العودة إلى سوهاج لنقل معرفته إلى الشباب المهتمين بصناعة الأفلام. وفي عام 2015، أطلق أولى ورشه السينمائية لتدريب المواهب الجديدة، إيمانًا بأهمية بناء مجتمع سينمائي في الأقاليم.

وتحدث "صالح" عن التحديات التي تواجه صنّاع السينما المستقلة، وعلى رأسها ضعف الدعم المادي، لا سيما للمؤسسات غير المعروفة. كما أشار إلى غياب التمثيل الواقعي لأهل الصعيد في الدراما المصرية، مستشهدًا باللهجات المختلفة داخل محافظة سوهاج وحدها، مؤكدًا أن الأعمال الفنية غالبًا ما تقدم صورة نمطية لا تعكس الواقع.

ندوة فيلم خارج حدود العاصمة
تجارب شبابية في دعم السينما

بدوره، استعرض الكاتب حمادة زيدان تجربته في إنشاء مؤسسة "مجراية" لدعم صناعة الأفلام المستقلة في مدينة ملوي بمحافظة المنيا، بعد أن تلقى تعليمه السينمائي في العاصمة. وأوضح أن المؤسسة بدأت بعرض الأفلام فقط، قبل أن تنتقل إلى إنتاج الأفلام القصيرة، حيث تمكنت من إنتاج ثلاثة أفلام قصيرة حتى الآن، إلى جانب مشاريع أخرى قيد التنفيذ.

وأعلن "زيدان" عن تنظيم "أسبوع الأفلام في ملوي"، متمنيًا عرض الأفلام الفائزة في مهرجان الإسماعيلية السينمائي ضمن هذه الفعالية. كما أشار إلى أن جمهور ملوي لم يكن معتادًا على مشاهدة الأفلام المستقلة في البداية، إلا أن مؤسسة "مجراية" نجحت في تكوين قاعدة جماهيرية دائمة، ما يعكس تأثير السينما على المجتمع المحلي.

أما المبرمجة السينمائية صفاء مراد، فأكدت على وجود فجوة ثقافية سينمائية في بعض المحافظات، مشيرة إلى أن محافظة أسوان، على سبيل المثال، لا تضم سوى دار عرض واحدة فقط، رغم وجود عدد من المؤسسات المستقلة التي تدعم السينما هناك. وأوضحت أن المهرجانات السينمائية تلعب دورًا مهمًا في نشر الثقافة السينمائية في المناطق البعيدة عن العاصمة، لكنها شددت على ضرورة تقديم محتوى يعكس الهوية الثقافية للمجتمعات المحلية، بدلًا من الانسياق وراء الصور النمطية التي تقدمها السينما التجارية.

جوائز مسابقة "النجوم الجديدة"

في سياق آخر، أعلن مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة عن جوائز مسابقة "النجوم الجديدة"، التي تهدف إلى تسليط الضوء على المواهب الصاعدة في صناعة السينما المصرية.

وكشفت لجنة التحكيم، برئاسة إنصاف وهيبة وعضوية كلٍ من إسلام كمال وبسام مرتضى، عن الفائزين في المسابقة، حيث حصل فيلم "أربعة أيام" للمخرج إسماعيل جميعي على جائزة أفضل فيلم، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "ماما" للمخرجة سمر الفقي، كما حصل فيلم "داجن" للمخرج يوسف إمام على تنويه خاص.

واستقطبت المسابقة مشاركات من مختلف أنحاء مصر، حيث عُرضت أفلام من القاهرة، الإسكندرية، أسوان، المنصورة، وغيرها من المدن، ما يعكس التنوع الجغرافي والثقافي في المشهد السينمائي المصري. وتنوعت الأعمال المشاركة بين الأفلام الروائية القصيرة، الوثائقية الشخصية، الرسوم المتحركة، والتجريبية، حيث تناولت موضوعات مثل الهوية، الذاكرة، والتحديات الاجتماعية، مما أضفى بعدًا فكريًا وفنيًا على العروض.

وشهدت المسابقة نقاشات مفتوحة بين صناع الأفلام والجمهور، حيث تبادل المبدعون تجاربهم حول التحديات التي واجهوها في تنفيذ أفلامهم، ما جعل الحدث بمثابة منصة تفاعلية لتبادل الخبرات، وليس مجرد عرض للأفلام.

جوائز ملتقى الإسماعيلية لدعم المواهب السينمائية
صناعة سينما الأطفال

على صعيد آخر، اختتمت ورشة صناعة سينما الأطفال ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية، التي نظمتها شركة الكشك تحت إشراف المخرجين مينا ماهر وحازم مصطفى، وذلك في مكتبة مصر العامة.

هدفت الورشة إلى تعليم الأطفال مبادئ صناعة السينما، من خلال التصوير، كتابة السيناريو، والمونتاج، باستخدام ألعاب تفاعلية تناسب أعمارهم. كما شهدت الفعالية عرض أفلام قصيرة من تنفيذ الأطفال، إلى جانب عرض فيلمين للمخرجين المشرفين على الورشة، وهما "أوضتين وصالة" لمينا ماهر، و"فليحيا أبو الفصاد" لحازم مصطفى، تبعهما نقاش مفتوح للإجابة على أسئلة الأطفال حول عالم السينما.

واستمرت الورشة ثلاثة أيام، واختتمت بتوزيع شهادات الحضور على الأطفال المشاركين، إلى جانب تقديم ألعاب تعليمية خاصة بالسينما من تصميم شركة الكشك.