الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شادية.. أيقونة الفن المصري التي لا تنسى

  • مشاركة :
post-title
شادية

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

شادية، تلك النجمة التي أضاءت سماء الفن المصري والعربي بأدائها المميز وصوتها العذب، كانت ولا تزال رمزًا للإبداع والجمال في عالم السينما والموسيقى، تلك الفراشة التي تنقلت بين دروب الفن، إذ جمعت بين التمثيل والغناء ببراعة جعلتها تملك مكانة خاصة في قلوب جمهورها، حتى بعد اعتزالها في عام 1984، بفضل أعمالها الخالدة وأغنياتها التي تعيش في ذاكرة الأجيال، تظل شادية رمزًا للفن الأصيل الذي لا يزول.

قبل أكثر من 90 عامًا، وُلِدت فاطمة أحمد كمال الشهيرة باسم " شادية" وتحديدًا في مثل هذا اليوم، 8 فبراير 1931، ليسجل هذا التاريخ مولدًا لموهبة قلما يجود الزمان بمثلها، فهي واحدة من أبرز نجمات الفن المصري والعربي. ورغم مرور أكثر من ثلاثين عامًا على ابتعادها عن الأضواء منذ اعتزالها ثم رحيلها في 28 نوفمبر 2017، تظل شادية تحتفظ بمكانة خاصة في قلوب جمهورها، إذ باتت رمزًا للفن الأصيل وصوتًا لا يُنسى في تاريخ الغناء العربي.

من "أزهار وأشواك" إلى النجومية

بدأت شادية مشوارها الفني في سنٍّ مبكرة، فاكتشفها المخرج أحمد بدرخان عام 1947 في فيلم "أزهار وأشواك"، لتبدأ بعدها سلسلة من الأدوار المتميزة التي جعلتها واحدة من أهم نجمات السينما المصرية، وتميزت بقدرتها على تقديم الأدوار الرومانسية والكوميدية، ومع مرور الوقت أثبتت نفسها كأيقونة من أيقونات العصر الذهبي للسينما المصرية، وعملت مع كبار المخرجين والنجمات في أفلام تظل خالدة في ذاكرة السينما المصرية، مثل "صاحبة الملاليم" و"الروح والجسد".

صوت فني لا يُنسى

لم يكن لشادية تأثير في مجال التمثيل فحسب، بل امتلكت أيضًا صوتًا رائعًا جعلها من أبرز المطربات في العالم العربي، وقدمت مئات الأغنيات التي لا تزال تتردد في أرجاء الوطن العربي، منها "ساعات ساعات"، و"أوعدك"، و"يا حبايب"، كان صوتها العذب قادرًا على نقل المشاعر والأحاسيس، ما جعلها واحدة من أكثر الأيقونات تأثيرًا في مجال الغناء العربي.

قرار الاعتزال

عام 1984، فاجأت شادية جمهورها بقرار اعتزال الفن بعد آخر أفلامها "لا تسألني من أنا"، إذ قررت ارتداء الحجاب وابتعدت عن الأضواء، لتكرس حياتها للأعمال الخيرية والعبادة. 

وكان لظروفها الصحية دور كبير في هذا القرار، إذ فقدت شقيقها المقرب وتعرضت لتجربة حمل متكرر لم يكتمل، كما اشتبه الأطباء في إصابتها بسرطان الثدي، وهو ما دفعها للسفر إلى أمريكا لإجراء فحوصات طبية، والتي أظهرت عدم إصابتها، لكن هذه التجارب كانت بمثابة نقطة تحول في حياتها، ما دفعها للتفكير في الابتعاد عن الأضواء.

إرث شادية في المسرح

ولم تقتصر شهرة شادية على السينما والغناء، بل تركت بصمة قوية في مجال المسرح. في عام 1983، قدمت المسرحية الكوميدية الشهيرة "ريا وسكينة" أمام عبد المنعم مدبولي، وسهير البابلي وأحمد بدير، والتي تعتبر واحدة من العلامات البارزة في تاريخ المسرح المصري والعربي.

رحلت شادية عن عالمنا في 28 نوفمبر 2017، ولكن إرثها الفني لا يزال حيًا في قلوب محبيها، فهي لم تكن مجرد فنانة، بل كانت رمزًا للجمال والإبداع والفن الأصيل، وسيظل اسمها مرتبطًا بأعمالها المتميزة في السينما والمسرح والغناء، وفي ذكرى ميلادها، تظل شادية مثالًا للفنانة المتفردة التي صنعت الفارق وخلدت نفسها في ذاكرة الفن العربي.

شادية، الفنانة التي لطالما أثرت فينا بأغانيها وأدوارها السينمائية المتميزة، تظل حيّة في كل لحظة من فنها، وفي كل أغنية أهدتها لجمهورها. هي لا تُذكر فقط بسبب نجاحاتها، ولكن أيضًا لأنها كانت مثالاً على النقاء الفني والإصرار على المضي قدمًا في مسيرتها رغم التحديات.

شادية، ستظل خالدة في ذاكرة الفن العربي كما كانت خالدة في قلوب جمهورها.