أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، وصول المحتجزين الثلاثة المفرج عنهم إلى إسرائيل، بعد تسلمهم من الصليب الأحمر الدولي.
وأفرجت حماس عن ثلاثة محتجزين يمثلون الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ، وهم أوهاد بن عامي وإلياهو شرابي، اللذان تم احتجازهما من تجمع بئيري السكني، وأور ليفي، وسلمتهم للجنة من الصليب الأحمر الدولي، في دير البلح بوسط قطاع غزة.
وشملت الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير الماضي بعد حرب استمرت 15 شهرًا، الإفراج عن 183 فلسطينيا من سجون الاحتلال بينهم 111 من غزة جري اعتقالهم بعد أحداث 7 من أكتوبر.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تتجاهل مشهد المحتجزين الثلاثة وهم في حالة ضعف وهزال أثناء اقتيادهم إلى منصة في غزة وإجبارهم على ما يبدو أنها مقابلة مرتبة مع عناصر (حماس) قبل إطلاق سراحهم اليوم.
وأضاف، في بيانٍ: "لن نتجاهل المشاهد الصادمة التي رأيناها اليوم".
ورصدت كاميرا "القاهرة الإخبارية، مراسم عملية تسليم المحتجزين الثلاثة للصليب الأحمر، وأظهرت اللقطات -مثل عمليات التسليم السابقة- انتشار عناصر حماس في منطقة التسليم بدير البلح وهم يحملون رشاشات وأسلحة بعضها استخدمت في الحرب الإسرائيلية على القطاع مثل بندقية "الغول"، كما أُطلقت أناشيد وأغانٍ وطنية، وكان ذلك وسط حضور جماهيري أحاط بعناصر الحركة، في حين وزعت سيدة الورد والحلويات على عناصر حماس.
وأظهرت اللقطات منصة أقيمت في الساحة التي نفذت فيها عملية التسليم، تظهر عليها العديد من الشعارات كتبت مثل: "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي".
كذلك كتبت حماس بالعبرية عبارة "النصر المطلق" التي اشتهر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن هذا الشعار أثار حفيظة الإعلام الإسرائيلي الذي رأى أنه يحمل نوعًا من التهكم من المقاومة بنتنياهو.
وحرصت حماس خلال هذه المرة إجراء لقاءات مع المحتجزين الإسرائيليين قبل تسليمهم إلى الصليب الأحمر، إذ طالب أحدهم خلال حديثه على منصة التسليم، عائلات المحتجزين مواصلة جهودها لإتمام الصفقة، كما طالب الحكومة الإسرائيلية بأن تسير في مفاوضات المرحلة الثانية.
ودعا المحتجز المفرج عنه إلى إتمام مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، معربًا عن أمله أن تستمر المفاوضات وأن تنتهي الحرب.
وفي المقابل، بدأت سُلطات الاحتلال الإسرائيلي في تجهيز قوائم المفرج عنهم من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين البالغ عددهم 183 سجينًا، من بينهم 18 محكومًا بالسجن المؤبد، و54 يقضون أحكامًا لمدد طويلة، إضافة إلى 111 معتقلًا من قطاع غزة تم اعتقالهم خلال العدوان الحالي وفقًا لوكالة "رويترز".
وينص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ تطبيقه في 19 يناير، على الإفراج عن محتجزين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين، مع وقف العمليات القتالية. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تشمل الأولى الإفراج عن 33 محتجز مقابل 1900 معتقل فلسطيني.
وحتى الآن، تمت أربع عمليات تبادل، أُطلق خلالها سراح 16 محتجز و600 معتقل فلسطيني.
وأدت الحرب التي اندلعت بعد هجوم 7 أكتوبر إلى مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، وفقًا لإحصاءات رسمية. بينما استشهد في غزة أكثر من 47 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.