لا يزال الغموض قائمًا بشأن السيطرة على سوليدار، إذ أعلنت روسيا أمس الجمعة سيطرتها على البلدة التي تشتهر بمناجم الملح، شرق أوكرانيا، فيما تصر كييف على أن القتال ما زال مستمرًا وتنفي ما تقوله روسيا بشأن السيطرة على المدينة.
قصف البنية التحتية
وواصلت القوات الروسية اليوم السبت، قصف البنية التحتية في كييف وخاركيف، ما أسفر عن فرض شركة مرافق قطعًا طارئًا للتيار الكهربي في العاصمة ومنطقتين أخريين، وفقًا لـ"رويترز".
ودوت صفارات الإنذار، في العاصمة كييف، بسبب غارات جوية، أسفرت عن اندلاع حريق، وتدمير بعض المنازل خارج كييف، في الوقت الذي طلب فيه فيتالي كليتشكو، حاكم كييف، من الجميع في منطقة دنيبروفسكي (شرق البلاد)، البقاء في ملاذهم.
خاركيف
أما في خاركيف، الواقعة شمال شرق أوكرانيا، فقال أوليه سنيهوبوف الحاكم الإقليمي، إن صاروخين إس-300 ضربا المدينة بالقرب من الحدود الروسية في وقت مبكر من اليوم السبت، مستهدفين بنية الطاقة التحتية الحساسة والمنشآت الصناعية في منطقتي خاركيف وتشوهيف، مشيرًا إلى أن فرق الطوارئ تعمل على التخلص من العواقب والعمل على استقرار إمدادات الطاقة.
فيما حذّر حاكم منطقة تشيركاسي وسط البلاد من أن هجمة صاروخية روسية ضخمة قد تُنفذ في وقت لاحق من اليوم السبت، في الوقت الذي قال فيه حاكم ميكولايف في الجنوب إن 17 طائرة توبوليف حربية روسية أقلعت من قواعدها الجوية.
من يسيطر على سوليدار، وما أهميتها؟
قالت روسيا، أمس الجمعة، إن قواتها سيطرت على "سوليدار" التي تشتهر بمناجم الملح، والواقعة شرق أوكرانيا، ولكن كييف لا تزال تنفي وتقول إن قواتها تقاتل في البلدة، وبالتالي لا يزال الموقف ضبابيًا ولم يتضح بعد هل سيطرت روسيا على سوليدار بالكامل أم لا في ظل تضارب التصريحات؟.. لكن ما أهمية سوليدار.. ولماذا نالت كل هذا الاهتمام؟
- تعد السيطرة على سوليدار انتصارًا لموسكو، على الصعيدين العسكري والمعنوي، بعد أشد الحملات دموية في الحرب، خاصة بعد انتكاسات كبيرة خلال النصف الثاني من 2022، أبرزها انسحاب القوات الروسية من خيرسون.
- كييف والغرب قالوا إن روسيا دفعت بقوات كبيرة في قتال بلا جدوى للسيطرة على أرض قاحلة مدمرة من القصف، ومن المرجح حتى إن سيطرت عليها ألا تؤثر في الحرب بشكل كبير لكنها سببت الكثير من الخسائر والأرواح.
- وزارة الدفاع الروسية قالت إن السيطرة على سوليدار ستمكنها من قطع طريق الإمدادات الأوكرانية إلى باخموت القريبة، وهي المدينة الأكبر حجمًا، وأنها ستتمكن بذلك من حصار القوات الأوكرانية هناك، كما ستتمكن بفضل ذلك من السيطرة على المدينة التي تناور عليها منذ أشهر.
- السيطرة على مدينة الملح، تعني إعطاء أفضلية للقوات الروسية، وقد يساعدها في تحقيق نجاحات استراتيجية للتقدم نحو باخموت، التي تقع على بُعد 110 كيلومترات، باتجاه الجنوب الشرقي، إذ ستتمكن من شن القصف المدفعي على باخموت.
- ستوفر مناجم الملح الضخمة ملاذًا لتمركز القوات وتخزين المعدات حتى تحتمي من القصف الجوي الأوكراني.
- الأهمية الأكبر لسوليدار هي "رمزيتها" إذ إن المدينة حظت باهتمام إعلامي بالغ، ودعاية كبيرة، وبالتالي تعد السيطرة عليها نصرًا لبوتين في ظل انتقادات توجه له بالداخل.