الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غضب شعبي ورفض رسمي.. "ريفييرا ترامب" تصطدم بالواقع

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الثلاثاء في البيت الأبيض

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بخلاف إثارة الغضب الشعبي والرفض الرسمي من أغلب دول العالم، تواجه مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل السكان الفلسطينيين قسرًا خارج قطاع غزة من أجل تطويره كوجهة سياحية، ليصير "ريفييرا الشرق الأوسط" -حسب تعبيره- عقبات كبرى. ليبدو أن أفكار الرئيس العائد إلى البيت الأبيض قد لا تجد أرضية عملية لها في الشرق الأوسط.

ويلفت تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" إلى أن أول العوائق التي تواجه مخططات الرئيس الأمريكي هم الفلسطينيون أنفسهم. والذين يرون -وكثيرون غيرهم- أن مثل هذه الخطط "بمثابة تطهير عرقي، ومحاولة لطردهم من وطنهم بعد أن أدى الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 15 شهرًا ضد حماس إلى تحويل جزء كبير من وطنهم إلى وطن غير صالح للسكن".

وأضافت الوكالة الأمريكية: "كما يُنظَر إلى هذه الخطط باعتبارها محاولة لتصفية كفاحهم المستمر (الفلسطينيون) منذ عقود من الزمن من أجل إقامة دولتهم، وهو الكفاح الذي يحظى بدعم دولي واسع النطاق.

يشير التقرير إلى أنه بجوار الرفض القاطع للدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن -وهما حليفتان وثيقتان للولايات المتحدة - أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا ترفض فيه الفكرة وتؤكد أنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل -وهو هدف رئيسي لإدارة ترامب- دون إقامة دولة فلسطينية تضم في أراضيها غزة.

كما أيدت الإمارات العربية المتحدة وقطر الموقف المصري والأردني الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم بالقطاع.

عودة النازحين لشمال قطاع غزة
ليست سياسة

بينما يهدد الاقتراح بتقويض وقف إطلاق النار في غزة واستمرار تبادل الأسرى والمحتجزين، اقترح السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أنه إذا كان هدف ترامب هو إرسال الفلسطينيين إلى "مكان سعيد ولطيف"، فيجب عليهم العودة إلى منازلهم الأصلية في الأراضي المحتلة التي أقيمت عليها دولة الاحتلال.

تقول "أسوشيتد برس": إن المثل الأعلى المتمثل في البقاء على أرض المرء رغم التهديدات بالطرد هو جوهر نضال الفلسطينيين وهويتهم الذاتية، وتجلى ذلك بوضوح في الأسبوع الماضي عندما عاد مئات الآلاف إلى شمال غزة على الرغم من تدميرها بالكامل تقريبًا".

مع هذا، تشير "دويتش فيله" إلى أن رغبة ترامب "لا تترجم إلى سياسة"، كما نقلت عن برايان كاتوليس، زميل السياسة الخارجية الأمريكية في معهد الشرق الأوسط؛ والذي وصف رغبة الرئيس الأمريكي بأنها "ليست عملية على الإطلاق".

وقال: "إذا تم رفضها من قبل معظم البلدان والشعوب في المنطقة الأوسع نطاقًا، فهي طريق لا يؤدي إلى أي مكان. لذا فهي مجرد تشتيت ومن غير المرجح أن تسفر عن أي نتائج ذات مغزى".

وأضاف كاتوليس: "حتى يومنا هذا، ورغم وجود وقف إطلاق النار، لا توجد خطة واقعية للحكم ومن سيحكم غزة. أراهن أن نتنياهو سعيد للغاية لسماع ترامب يقول إنه على استعداد لتحمل هذا العبء، وهو أمر مكلف للغاية أيضًا لأنه يطلق سراح نتنياهو بطريقة ما".

وأكد: "هذا فقط إذا كان ذلك صحيحًا، لكن لا أحد يعتقد أنه صحيح".

وهم النفوذ

يشير تقرير "أسوشيتد برس" إلى أن ترامب يستمتع بفكرة أن لديه نفوذ قوي "لكن زعماء الشرق الأوسط لديهم نفوذ أيضًا"، وفق "أسوشيتدبرس" التي تلفت إلى أن ترامب "يستمتع باستخدام الرسوم الجمركية والعقوبات وخفض المساعدات للضغط على الحلفاء والخصوم على حد سواء".

تضيف: "ولكن هذه الدول لديها أدواتها الخاصة في مواجهة ما تراه تهديدًا كبيرًا لأمنها الوطني. ومن الممكن أن تساعد دول الخليج في تخفيف أي ضربة اقتصادية لمصر والأردن".

ويلفت التقرير إلى أن هناك احتمال آخر "وهو أن اقتراح ترامب ما هو إلا خطوة افتتاحية في عملية مساومة تهدف في نهاية المطاف إلى تأمين نوع الصفقة الكبرى في الشرق الأوسط التي يقول إنه يسعى إليها"، دون تحديد ماهية الصفقة.

ويشير التقرير إلى أن القاهرة حذرت بالفعل من أن أي نقل جماعي للفلسطينيين من شأنه أن يقوض معاهدة السلام مع إسرائيل "وهي حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي منذ ما يقرب من نصف قرن". في الوقت الذي لعبت مصر وقطر أيضًا دور الوسيط الرئيسي في المحادثات التي أدت إلى وقف إطلاق النار، وكلاهما يعمل مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لمحاولة تمديده.

وتنقل "دويتش فيله" عن جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن التحدي بالنسبة للإسرائيليين هو أن الثمن الذي ستطلبه حماس لإطلاق سراح جنودهم سيكون مرتفعًا للغاية".

وأضاف: "أعتقد أن الثمن الذي ستكون إسرائيل على استعداد لدفعه لحماس سيكون باهظًا، لأننا قد ندخل في وضع يتم فيه تبادل الأسرى الفلسطينيين الأحياء بأكياس الجثث الإسرائيلية".