تمتلك مصر جميع مقومات الجذب السياحي بموقعها الجغرافي المتميز، وما تمتلكه من منشآت سياحية وفندقية إضافة للإرث الحضاري والثقافي، لذا تواصل الحكومة المصرية العمل على تعزيز القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري، وتطوير بنيته التحتية للوصول لتحقيق الاستراتيجية الوطنية وزيادة الحركة السياحية إلى 30 مليون سائح حتى عام 2028.
وحرصت الدولة المصرية على تعزيز قدرتها التنافسية على الساحة الدولية وإبراز مقوماتها السياحية والأثرية الفريدة، وتوسيع نطاق الحملات الترويجية والفعاليات العالمية لاستهداف أسواق سياحية جديدة، كما أولت اهتمامًا خاصًا بتحسين مناخ الاستثمار السياحي، من خلال دعم الشراكة مع القطاع الخاص، والشراكات الدولية وتقديم حوافز استثمارية من شأنها تعزيز جاذبية الاستثمار في هذا المجال.
ولاقت هذه الجهود إشادة واسعة من المؤسسات الدولية، ما انعكس إيجابيًا على تحسّن تصنيف مصر في المؤشرات السياحية العالمية، ورسّخ مكانتها كوجهة سياحية رائدة على مستوى العالم.
مؤشرات الأداء
على صعيد مؤشرات الأداء المحلية، زادت الإيرادات السياحية بمصر أكثر من الضعفين، لتصل إلى 15.3 مليار دولار عام 2024، مقابل 7.2 مليار دولار عام 2014.
زيادة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بنسبة 59.6%، لتصل إلى 15.8 مليون سائح عام 2024، مقابل 9.9 مليون سائح عام 2014، ومن المستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2032 بحد أقصى.
رؤية المؤسسات الدولية
تقدمت مصر 22 مركزًا في مؤشر تنمية السفر والسياحة، لتحتل المركز 61 عام 2024، مقابل المركز 83 عام 2015، وذلك وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي.
مجلة "فوربس" أشارت إلى أن الاستراتيجية الوطنية للسياحة في مصر أثبتت نجاحها إلى جانب السياسات المنفذة، مشيرة إلى أن السياحة الوافدة إلى مصر سجلت أرقامًا قياسية.
مجلة السفر والترفيه "Travel + Leisure" اختارت مدينة الأقصر جنوب صعيد مصر ضمن أفضل 50 وجهة سياحية في العالم للسفر إليها في عام 2025.
حوافز تشجيعية
وبحسب تقرير صادر عن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، قدمت مصر حوافز لتشجيع الاستثمار السياحي من بينها إطلاق البنك المركزي المصري مبادرة جديدة لدعم القطاع السياحي بتمويل من وزارة المالية، وبالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار بمبلغ 50 مليار جنيه، وذلك في أكتوبر 2024.
كما يجري العمل على إنشاء بنك للفرص الاستثمارية المتاحة لإعداد خريطة استثمارية موحدة بكل فرص الاستثمار السياحي المتاحة، للعمل على التسويق لتلك الفرص داخل وخارج مصر.
شملت الحوافز، إتاحة 156 فرصة استثمارية سياحية بالخريطة الاستثمارية حتى يناير 2025. وكذلك التنسيق لإطلاق منتج القاهرة الثقافي الجديد Cairo City break، الذي يستهدف جعل مدينة القاهرة مقصدًا سياحيًا قائمًا بذاته، كما سيقدم العديد من التجارب السياحية المتنوعة تتضمن أماكن سياحية وأثرية سواء فرعونية أو قبطية أو إسلامية.
استضافة العديد من الفعاليات العالمية، منها المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024، وكذلك استضافة المنتدى والمعرض الأفريقي المصري للسياحة والذي انعقد لأول مرة في مصر في مايو 2024.
تنويع الأسواق السياحية
أيضًا، شاركت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في 33 معرضًا سياحيًا دوليًا، ونحو 80 رحلة تعريفية Fam Trips لمصر للتنشيط السياحي خلال عام 2023 /2024، بجانب التسويق الإلكتروني. وكذلك إطلاق عدد من الحملات الترويجية السياحية مستهدفة أسواق معينة،
وعلى صعيد الأسواق العربية ومنطقة الخليج، تم إطلاق حملة عايشين 365 عام 2024، لاستقطاب الزائرين لقضاء العطلات في مصر، فضلًا عن إطلاق حملة "سيدا على مصر" التي استهدفت فئة الشباب. كما استهدفت الحملات الترويجية السياحية الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، من خلال حملة 200 عام من العلم المستمر عام 2022 بمناسبة مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، وحملة "Follow The Sun" عام 2022 للترويج لموسم الصيف، والتي نجحت في الوصول لنحو 495.3 مليون مستخدم.
أنماط سياحية متعددة
وشملت جهود الدولة المصرية مختلف الأنماط السياحية، على النحو التالي:
السياحة النيلية: تطوير منتج السياحة النيلية بهدف زيادة حجم الطاقة الفندقية العائمة إلى 25 ألف غرفة في 2030، إلى جانب الاستفادة من المنشآت الفندقية العائمة المتوقفة حاليًا وبحث إمكانية إعادة تشغيلها.
السياحة الدينية: يجري تنفيذ كل من مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، ومشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين بهدف إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس.
السياحة العلاجية: توقيع عقد إنشاء أول منتجع طبي وصحي في مصر "منتجع نايا الصحي" ليكون أول مركز من نوعه لتنشيط السياحة العلاجية في مصر، وذلك في يناير 2024.
سياحة اليخوت: إنشاء نافذة رقمية موحدة تصدر من خلالها الموافقة على برنامج زيارة اليخوت خلال 30 دقيقة فقط بدلًا من استغراقها من 15 – 30 يومًا سابقًا، وزيادة الإقامة السياحية للوافدين على متن اليخوت لتصبح 3 أشهر بدلًا من شهر واحد.
السياحة الأثرية: جارٍ تنفيذ مشروعات إحياء القاهرة التاريخية التي تستهدف عودة الدور الثقافي والسياحي والترفيهي إلى العاصمة القاهرة، وأبرزها تطوير مناطق الحاكم بأمر الله، وجنوب باب زويلة، وحارة الروم، ودرب اللبانة.
كذلك جرت عمليات التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية بالمتحف المصري الكبير في أكتوبر 2024، بجانب افتتاح طريق الكباش بالأقصر الذي يضم نحو 1050 تمثالًا في نوفمبر 2021، إضافة إلى إقامة احتفالية موكب المومياوات الملكية لنقل 22 مومياء ملكية من ملوك وملكات مصر في أبريل 2021.
جارٍ إعداد مخطط استراتيجي عام لتطوير المنطقة الممتدة من مطار سفنكس وحتى منطقة سقارة التي تتضمن منطقة أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير.